فيما يعقد مجلس الأمن جلسته الأولى لمناقشة الوضع في اليمن باقتراح ألماني، يبدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون في أبوظبي، اجتماعهم الاستثنائي مع وفد حكومي يمني لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.


فشل مجلس الامن الدولي الذي عقد أول اجتماع له الثلاثاء حول الوضع في اليمن، في صياغة اعلان مشترك، وقد اعرب بعض الدبلوماسيين عن quot;قلقهمquot; حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني.

وقال دبلوماسيون ان المانيا ولبنان، العضوين غير الدائمي العضوية في مجلس الامن، قدما إعلانًا، ولكن اقلية اعضاء المجلس عرقلته.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس للصحافيين quot;كان الاعلان يتضمن دعوة الى ضبط النفس، واستمعنا الى معلومات مقلقة حول اليمنquot;. واضافت ان quot;اعضاء مجلس الامن اجروا محادثات، لكنها لم تثمرquot; بدون ان تعطي اية تفاصيل.

واوضحت رايس ان اعضاء المجلس اعربوا عن دعمهم الوساطة التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي لايجاد مخرج للازمة في اليمن، حيث يتمسك الرئيس علي عبد الله صالح بالسلطة، بالرغم من المظاهرات والاحتجاجات في الشارع.

من ناحيته، قال سفير المانيا في الامم المتحدة بيتر ويتينغ، الذي دعا الى هذا الاجتماع، quot;اعربنا عن قلقنا حيال الوضع الذي يتدهور في اليمن، ودعونا الى ضبط النفس والحوارquot;. لكنه لم يوضح ما اذا كان ما قاله يعبّر عن موقف المانيا او موقف مجلس الامن.

وفيما عقد مجلس الأمن جلسته الأولى لمناقشة الوضع في اليمن، يدأب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي خلال اجتماعهم الاستثنائي مع وفد حكومي يمني إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، إذ تتمسك المعارضة بطلبها تنحي الرئيس علي عبدالله صالح فوراً، في حين يطلب الوفد الحكومي أن يكون ذلك وفق ما وصفه بـquot;الشرعية الدستوريةquot;.

يشار الى ان دخول ألمانيا على الخط في اليمن، بدا واضحاً في رغبتها بلعب دور حالي في عملية التغيير التي تشهدها، وإن كان الهدف مجهولاً حتى اللحظة، إذ صرح السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، بيتر ويتينغ الاثنين في نيويورك على هامش اجتماع للأمم المتحدة: quot;الوضع المتفاقم حالياً في اليمن مثير للقلق، إننا نحث على تحقيق تقدم في عملية المفاوضات، ستكون إشارة مهمة أن يضع مجلس الأمن اليمن الآن على جدول أعمالهquot;.

وأكد ويتينغ أن تلك الخطوة ستكون إشارة واضحة إلى عملية الديمقراطية في اليمن. وتحدث فيتيش عن وضح مثير للقلق، ليس فقط بالنسبة إلى اليمن وإلى المنطقة أيضاً، مشيراً في ذلك إلى مخاطر القرصنة وتنظيم القاعدة.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، ترأس الاجتماع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبحضور الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، فيما ترأس وفد الحكومة اليمنية الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية.

وكانت أنباء إعلامية غير مؤكدة قالت إن الاجتماع ركز حول تقريب وجهات النظر بين طرفي المعادلة السياسية في اليمن (السلطة والمعارضة) رغم التباعد الواضح في موقف كل منهما بشأن حل الأزمة، وفي ضوء تمسك كل منهما برأيه ووجهة نظره بشأن الحل.

ويستكمل الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنيـة في ضوء ما اتفقت عليه دول مجلس التعاون في اجتماع المجلس الوزاري في دوراته الاستثنائية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام الماضية بشأن إجراء اتصالات مع الحكومة ووفد من المعارضة اليمنية يمثل اللقاء المشترك وشركاءه في إطار ما تضمنته المبادرة الخليجية من مبادئ.

وكان وفد من المعارضة اليمنية التقى مساء الأحد في الرياض، وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ليطلب منهم ايضاحات حول الوساطة الخليجية. وتصرّ المعارضة اليمنية ممثلة في اللقاء المشترك على ضرورة تنحّي الرئيس اليمني على الفور، في حين أن المبادرة الخليجية تقضي بقيام صالح بنقل صلاحياته الى نائبه.

وأعلنت المعارضة اليمنية في وقت سابق ترحيبها بالمبادرة الخليجية، لكنها طالبت بتعديلها لتنصّ صراحة على تنحّي الرئيس صالح، وتحديد سقف زمني لانتقال سلمي للسلطة في اليمن، معلنة كذلك رفضها إعطاء أي ضمانات بعدم الملاحقة القضائية للمسؤولين في النظام اليمني.