بنغازي: نظم المئات من أهالي مدينة بنغازي، معقل المعارضة الليبية، وقفة صامتة وأضاؤوا الشموع حداداً على مقتل صحافييْن أجنبييْن في مصراتة. وكان ميناء بنغازي قد استقبل جثماني الصحافيين البريطاني تيم هيثيرنغتون والأميركي كريس هوندروس تمهيداً لنقلهما إلى بلديهما، بعدما نقلا من مصراتة إلى بنغازي على متن سفينة ركاب يونانية تنقل أيضا جثمان طبيب أوكراني قتل الأربعاء في انفجار قذيفة هاون في مصراتة.

وقد شارك دبلوماسيون من البلدين أهالي بنغازي في تأبين الصحافيين. وقال المبعوث الأميركي إلى بنغازي كريس ستيفنز quot;إن خسارة هذين المصورين الصحافيين هي مأساة رهيبة. إن ذلك يظهر مدى خطورة ما يؤدونه من عمل ومدى أهمية توفير الحماية للصحافيين الذين يقومون بمثل تلك المهام الصعبة. كلنا نشعر بالأسى ونقدم تعازينا لعائلاتهما وأصدقائهماquot;.

كما تحدث المصور الصحافي لصحيفة نيويورك تايمز برايان دنتون خلال تلك المراسم، وقال quot;أعتقد أن وفاة تيم وكريس ترددت أصداؤها ليس فقط بيننا هنا في بنغازي، ولكن بين كل أصدقائهما في جميع أنحاء العالم. إن كلا من كريس وتيم كان له أثر في حياة كثير من الناس، وبالتأكيد سوف نفتقدهما ونفتقد عملهما لأنه كان مهما للغايةquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعربت عن حزنها الشديد لمقتل الصحافيين. وقالت كلينتون الخميس في مؤتمر صحافي عقب اجتماعها بنظيرها الهولندي يوري روزينتال quot;نعرب عن أسفنا العميق لأي خسارة في الأرواح. وخاصة اليوم إذ شعرنا بحزن شديد لمقتل الصحافييْن، نقدم تعازينا إلى عائلتيهما ونطالب السلطات الليبية بالإفراج الفوري عن الأميركيين الذين تحتجزهم ظلما، ومن بينهم صحفيان على الأقلquot;.

طرابلس تحذر الناتو

ميدانيا شن حلف شمال الأطلسي (ناتو) الخميس غارات على مدينة غريان جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصدر عسكري.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها سترسل طائرات بدون طيار مزودة بصواريخ للمشاركة في العملية العسكرية للناتو في ليبيا، في إطار الجهود الدولية لحماية المدنيين، وفي أعقاب إعلان كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا إرسال مستشارين عسكريين إلى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي. إلا أن روسيا انتقدت الخطوة بوصفها مقدمة لتدخل بري أجنبي في ليبيا.

وقد حذرت الحكومة الليبية على لسان المتحدث باسمها موسى إبراهيم، الناتو من مغبة دخول قواته أي مدينة ليبية. وقال إبراهيم للصحافيين quot;إذا جاء حلف شمال الأطلسي إلى مصراتة أو إلى أي مدينة ليبية، سنفتح عليه أبواب الجحيم، سنكون كرة من نار، ستصبح ليبيا رجلا واحدا وامرأة واحدة للقتال من أجل الحرية، سنجعلها أسوأ بعشر مرات من العراقquot;.

وأكد إبراهيم أن القوات الحكومية تسيطر على 80 بالمئة من مصراتة. وأضاف quot;ما يسيطر عليه المتمردون هو الميناء والمنطقة المحيطة به التي يطلق عليها اسم كرزاز، أما من ناحية الوضع الإنساني في مصراتة، فقد نجحنا في الأسابيع القليلة الماضية، في إجلاء عشرات الآلاف من سكان المدينةquot;.