في الوقت الذي تستعد فيه محافظة قنا لاستقبال الالاف من المواطنين احتجاجا على تعيين عماد شحاتة ميخائيل محافظا لها في تظاهرة أطلقوا عليها مليونية الصمود، تتردد أنباء لم يتم تاكيدها او نفيها عن اعتزام رئيس الوزراء زيارتها لإنهاء الاعتصامات المتواصلة منذ تسعة أيام.


القاهرة: تستعد محافظة قنا ( 700 كلم جنوب القاهرة) الأحد لاستقبال مظاهرة مليونية جديدة فيما وصفه الأهالي المعتصمون منذ تسعة أيام في عدة أماكن بالمحافظة بـquot;أحد الصمودquot; احتجاجا على تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظا لمحافظة لقنا في حركة المحافظين الأخيرة بسبب ما وصفوه برفض أن تكون المحافظة بمثابة كوتة للأقباط وهي المظاهرات التي بدأت بعدد من التيارات الإسلامية وانضم إليها الأقباط لاحقا لتتحول الي احتجاجات شعبية تطالب بتعيين محافظ مسلم للمحافظة التي تقبع في جنوب الصعيد.

وشهدت قنا اليوم استمرارا في حالة توقف الأعمال والمصالح بها بسبب إغلاق خط السكة الحديدي الواصل بين القاهرة وأسوان فيما شهدت الطرق البرية إنفراجة كبيرة بعد قرار المعتصمين فتح الطريق البري منذ يومين حيث تمكنت القوات المسلحة ووزارة الداخلية من تأمين مرور عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمنتجات الضرورية لسكان محافظتي الأقصر وأسوان والتي عانت من نقص شديد في السلع بسبب إغلاق كافة الطرق البرية لمدة أسبوع تقريبا.

وتوصل ائتلاف شباب الثورة وعدد من السياسيين الذين قاموا بزيارة المدينة الي صيغة نهائية في اتفاق وقع عليه عدد من قيادات المسلمين والأقباط المدينة مؤكدين على أنهم لا يقبلوا كسر هيبة وسيادة الدولة المصرية لافتين الي المطالب ليس بها إهانة لهيبة الدولة وانما هو اختلاف مشروع مع موقف سياسيّ غير موفق يتصادم مع الروح الطيبة.

وأكدوا في المبادرة التي وصل quot;إيلافquot; نسخة منها رفضهم تعطيل السكك الحديدية وتعطيل العمل بالمصالح الحكومية وقطع الطرق مشيرين الي أن ما حدث هو نتيجة عكسية بسبب تقاعس المسئولين عن التعامل مع الاحتجاجات والمطالب بجدية منذ الأيام الأولى لتفجر الأزمة لافتين الي أن محاولات الحل بطرق امنية لازالت تغلب فيها لغة التهديد والوعيد وابعاد الخيارات السياسية.

وطالبوا متخذي القرار بمراعاة البعد الاجتماعى والقبلى المميز والمكون لمحافظة قنا والتعرف على خريطتها العشائرية وعدم التصادم مع الهوية المحلية وعدم تخيل ان أليات اتخاذ القرار تصلح لكل الأماكن بنفس الأسلوب مقدمين مبادرة الى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء تتبلور بها أطر الحل والخروج من الأزمة بما يضمن هيبة الدولة والاستجابة الى مطالب المعتصمين.

وطلبت المبادرة من من المجلس العسكري ومجلس الوزراء احترام رغبة الشعب وتقديم نموذج فى التعامل بايجابية مع المطالب الشعبية مع التأكيد أن هذا لا يمثل ابدا انتقاصا لسيادة الدولة ولا تجرؤا على هيبتها التى يقدسها كل مصري، مؤكدين أن المبادرة انطلقت من أجل وأد الفتنة الطائفية والاختلاط والاحتقان الحالى بمدينة قنا والفهم الخاطىء لدى بعض الاخوة المسلمين بأن قنا كوتة للمحافظين الأقباط.

واكدوا على ضرورة تدخل الحكومة فى حل هذه الأزمة مع التمسك بحق الاقباط كمواطنين مصريين فى تولي جميع المناصب ومنها منصب المحافظين، ولكن ليس هذا شرطا أن يكون فى قنا بسبب الخوف من أن تكون قنا كوتة قبطية مقترحين ان يتولى أحد رجال القوات المسلحة مسئولية المحافظة لمدة 3 شهور يتبعها اختيار محافظ مدنى جديد أو أن يتم عمل انتخابات على منصب المحافظ لتقدم محافظة قنا النموذج الأول فى اختيار المحافظين بالانتخاب.

من جهته قال أحمد عمران موفد رئيس الوزراء الي قنا عقب اجتماعه اليوم مع عدد من ممثلي المعتصمين على منصة الاعتصام أمام مبنى المحافظة أن مجلس الوزراء يدرس إعلان قبول استقالة اللواء عماد شحاتة ميخائيل واستنكار ما تردد عن وصف شعب قنا بأنهم على أن يتضمن إعلان المجلس الاعتذار عن وصف أهالي قنا بالبلطجية مؤكدا على ان الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء أجرى اتصال هاتفي به للتأكيد على أنه لم يقصد الإساءة الي أبناء المحافظة وطالبه بإيصال هذه الرسالة لهم.

وقال الشيخ محمد خليل رئيس جمعية quot;أنصار السنة المحمديةquot; بقنا في إفادة لـquot;إيلافquot; أن ما حدث اليوم من الاعلان عن دراسة مجلس الوزراء استقالة المحافظ يبشر بوجود انفراجة نسبية في الازمة مؤكدا على أن أهالي قنا ليس من طبعهم تعطيل المصالح والأعمال وإنما اضطروا الي اللجوء لذلك بسبب تجاهل مطلبهم من البداية.

وأكد على أن المطالب بتعيين محافظ مسلم هي كلمة يقولها الأقباط قبل المسلمين لان كل منهم تعرض الي الضرر من وجود المحافظ السابق متمنيا أن يوفق رئيس الوزراء في اختيار محافظ يرضى عنه الأهالي ويستطيع أن يقدم شئ للمحافظة التي عانت من التدهور والأزمات الطائفية في ظل وجود المحافظ السابق.

وشدد على أن أهالي قنا لا ينتقصوا من هيبة الدولة بإعلان رغبتهم في تغيير المحافظ مشيرا الي أن يحترمون القوانين لكن القوانين لا تجبر أحد على فرض قيادة للمحافظة يعلم الجميع أن ستؤدي الي إلحاق الضرر بهم وستزيد من حالة الاحتقان والتوتر بين المسلمين والأقباط وهو أمر يرغب الجميع في محوه من ذاكرته لأنها أمور من تبعات النظام البائد.
من جهته اعتبر الدكتور سامي السيد استاذ العلوم السياسية تراجع رئيس الوزراء عن إصراره باختيار اللواء عماد محافظا لقنا انتقاصا من هيبة الدولة محذرا في إفادة لـquot;إيلافquot; من لجوء أبناء باقي المحافظات المعترضين على تعيين محافظين لهم الي نفس سلوك أهالي قنا بقطع الطرق حتى تتم الاستجابة الي مطالبهم.

وأكد السيد على ضرورة أن يقوم رئيس الوزراء بالوصول الي حل وسط يرضي الاهالي ويحفظ في نفس الوقت هيبة الدولة بمعني أن يقنع المتظاهرين بضرورة قبول المحافظ الجديد على أن يتم نقله الي محافظة أخرى في أول حركة للمحافظين على أن تتم هذه الحركة قريبا أو أن يتولى بصفة مؤقتة لحين إجراء انتخابات في المحافظة لاختيار المحافظ الذين يريدونه على أن تكون قنا أول محافظة مصرية تختار محافظها.

وحذر من دخول البلاد في نفق مظلم حال الاستجابة الي مطالبهم بهذه الطريقة لافتا الي أن عدة محافظات مثل بني سويف والمنيا والدقهلية والقليوبية تشهد احتجاجات ضد محافظيها وسيشجع موقف شرف من أهالي قنا أبناء تلك المحافظات على استخدام نفس أسلوب أهالي قنا.