القاهرة: كلف مجلس الوزراء المصري الاربعاء وزارة الداخلية quot;مواجهة اعمال الخروجquot; عن القانون في محافظة قنا بصعيد مصر حيث يعتصم منذ ستة ايام الاف الاشخاص بقيادة السلفيين ويقطعون خط السكك الحديد والطريق البري اللذين يربطان القاهرة باسوان احتجاجا على تعيين محافظ مسيحي.
وقال مجلس الوزراء في بيان نشره على موقعه على فيسبوك انه قرر quot;إتباع كافة السبل الكفيلة بإعادة الأمن والاستقرار للوطن في إطار مسئولية المجلس نحو إقرار وتفعيل مبدأ سيادة القانونquot;.

واضاف البيان ان مجلس الوزراء quot;فوض وزير الداخلية في مواجهة أعمال الخروج عن القانون بما يضمن امن المواطنين والتشغيل المنتظم للمرافق العامةquot;.
واكد البيان ان المجلس يرى ان quot;عودة الحياة إلى طبيعتها كفيل ببدء الحوار الجاد الذي يؤدي إلى تحقيق آمال المواطنين فى ظل واحترام سيادة القانونquot;.

وبدأت التظاهرات في قنا الجمعة الماضي بعد تعيين عماد ميخائيل وهو نائب مدير امن الجيزة السابق محافظا لهذه المحافظة التي يقطنها عدد كبير من المسيحيين والتي شهدت توترات طائفية ابرزها الاعتداء على المصلين الاقباط في مدينة نجع حمادي بعد خروجهم من قداس عيد الميلاد في السادس من كانون الثاني/يناير 2010 ما اسفر عن مقتل ستة منهم اضافة الى شرطي مسلم.
ولم يتمكن وزير الداخلية منصور العيسوي، الذي زار مدينة قنا الاحد، من حل الازمة وواصل المتظاهرون اعتصامهم امام مقر المحافظة كما استمروا في قطع خطوط السكك الحديدة والطريق البري الرئيسي بين القاهرة واسوان مهددين ايضا بتصعيد تحركهم من خلال قطع المياه عن محافظة البحر الاحمر والكهرباء عن مصانع قنا.

وبحسب وسائل الاعلام المصرية، فان التظاهرات بدأت بمشاركة ممثلي العديد من القوى السياسية ومن بينهم مواطنون مسيحيون من اهالي قنا للاحتجاج على تعيين المحافظ كونه من قيادات وزارة الداخلية.
الا انه خلال الايام الثلاثة الاخيرة اتخذت التظاهرات طابعا طائفيا اذ انضم اليها السلفيون واصبح مطلبها الرئيسي تعيين محافظ مسلم.

ويقول المحتجون ان المحافظ السابق لقنا مجدي ايوب كان مسيحيا ولم يفلح في حل مشكلات التوتر الطائفي في المحافظة وان تعيين محافظ قبطي اخر لها quot;يعني ان السلطات خصصت كوتا للاقباط في مناصب المحافظين وقررت ان يتولى ادارة شؤون قنا بشكل دائم محافظ مسيحيquot;.
ويشكل الاقباط ما بين 6% الى 10% من اجمالي سكان مصر البالغ عددهم 82 مليونا.

من جهة اخرى، تشهد مدينة ابو قرقاص في محافظة المنيا (قرابة 350 كيلومتر جنوب القاهرة) بصعيد مصر توترا طائفيا منذ مساء الثلاثاء بعد ان قتل اثنان من المسلمين في مشاجرة مع اسرة مسيحية اثر احتجاج المسلمين على قيام الاسرة المسيحية ببناء مطب صناعي امام منزلها، بحسب مصادر امنية.
ومنذ صباح الاربعاء، قام عدد من اهالي المدينة المسلمين بحرق قرابة عشرة منازل تقطنها اسر مسيحية، وفق المصادر نفسها.

وقامت قوات الجيش والشرطة بتعزيز تواجدها الامني في المدينة لمنع مزيد من الاعتداءات على المسيحيين، بحسب ما اكدت المصادر.