أثار امتلاك سلاح الجو الإسرائيلي الطائرة الخاصة التي أقلّت الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977 حيرة المصريين حول طريقة انتقال هذه الطائرة إلى أيدي الإسرائيليين، في الوقت الذي نفت فيه شركة مصر للطيران علاقتها بالأمر.


أثار تقرير إسرائيلي عن حصول الدولة العبرية على الطائرة التي استخدمها الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، في زيارته الشهيرة إلى إسرائيل عام 1977، جدلاً متزايداً لدى العديد من الدوائر السياسية والثقافية في مصر، حول حقيقة وصول الطائرة إلى الإسرائيلية وكيفية وصولها.

طال هذا الجدل شركة quot;مصر للطيرانquot;، بعدما أشارت أصابع الاتهام إلى الناقل الجوي الوطني ببيع الطائرة quot;التاريخيةquot; إلى إسرائيل، إلا أن الشركة سارعت بالتأكيد على أنها ليس لها أي علاقة بحصول سلاح الجو الإسرائيلي على الطائرة الرئاسية.

وزعمت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; الإسرائيلية أن سلاح الطيران الإسرائيلي قام بشراء طائرة البوينغ من طراز 707 التي استقلها الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وهو في طريقه إلى إسرائيل عام 1977. وقالت الصحيفة إن الطائرة كانت تعاني مشاكل تقنية، وهو ما دفع بالمصريين إلى بيعها في النهاية إلى إحدى شركات الطيران، غير أن عددًا من كبار المسؤولين الإسرائيليين عرفوا بأمر هذه المعلومة، وقرروا على الفور شراء هذه الطائرة للاحتفاظ بها.

وزعمت الصحيفة بأن الهدف من وراء شراء هذه الطائرة هو وضعها في متحف كبير وخاص للسلام، وهو المتحف الذي تسعى جهات عدةداخل إسرائيل إلى إقامته من أجل الاحتفاء بالسلام الذي بدأ بين العرب وإسرائيل في عهد الرئيس السادات، إضافة إلى تنشيط ذاكرة الأجيال الجديدة حول السلام، خاصة في ظل الازمة التي تمر بها عملية السلام ومسيرة التسوية.

وكان أول من اقترح إقامة متحف شامل وعام للسلام في داخل إسرائيل هو الرئيس الحالي شيمون بيريز، الذي اعترف بدقة المرحلة الحالة وضرورة الاجتهاد من أجل التوثيق لها، مشيرًا إلى أن هناك زعماء كبار في المنطقة دفعوا حياتهم ثمنًا لهذا السلام، في إشارة من بيريز إلى كل من الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين.

وكانت الطائرة نفسها، قد أقلّت الرئيس السابق، حسني مبارك، خلال زيارته الوحيدة إلى إسرائيل عام 1997، للمشاركة في تشييع جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، إسحاق رابين، قبل أن يتم بيعها عام 2005، إلى إحدى شركات الطيران الخاصة.

وقالت الصحيفة إن الطائرة quot;انتقلت من شركة إلى أخرىquot;، حتى انتهى بها المطاف في أحد المخازن في تايلاند، وقامت إسرائيل بشرائها.

وفي رد على تقرير الصحيفة الإسرائيلية، قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، حسين مسعود، إن الشركة ليس لها علاقة بالطائرة الرئاسية السابقة، مشيراً إلى أنها دخلت مصر في عام 1974، وأضاف أن الطائرة لم تكن مملوكة لـquot;مصر للطيرانquot; في أي يوم من الأيام.

وأوضح أن علاقة quot;مصر للطيرانquot; بالطائرة كانت لا تتعدى إجراء الصيانة لها، مثلها مثل أي طائرة أخرى تابعة لأي شركة طيران تطلب صيانة نظير مقابل مادي، مشيرًا إلى أن الشركة اشتركت فقط من خلال لجنة لتقويم السعر الفعلي للطائرة عند بيعها عام 2005.

ولفت مسعود، في تصريحات نقلها موقع quot;أخبار مصرquot; عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن هذا الطراز من الطائرة quot;بوينغ 707quot;، ممنوع هبوطه في المطارات الأوروبية والأميركية منذ عام 1999، بسبب التلوث والضوضاء التي تحدثها، وأكد أنه لا يعلم الجهة التي باعتها إلى الخارج.

ونقلت يديعوت أحرنوت عن مدير الموقع الكتروني quot;المجال الجوي quot;تحي بن عميquot;، قوله: انتقلت ملكية الطائرة المصرية على مدى السنوات الماضية مرات عدة من يد الى اخرى، حتى استقرت في احد المخازن الى جانب الكثير من الطائرات القديمة التي لا يرغب احد في تشغيلها، والتي تنظر لحظة تفكيكها، ولكن شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني2009 تحولاً في مصير الطائرة، حيث جرى نقلها الى مطار بانكوك، وتم التحفظ عليها في منطقة مغلقة بين العمال المحليين الذين عملوا على اعادة دهان الطائرة.

وظهرت شائعات كثيرة تتعلق باللون العسكري الغامق الجديد، مفادها بأنه يجري إعداد الطائرة للمشاركة في تصوير فيلم سينمائي، حيث روّج هواة الطيران التايلنديون عام 2010، والذين شاهدوا عملية ازالة المقاعد من الطائرة شائعة مفادها بأن الطائرة في طريقها النهائي الى مواقع الخردة، والحقيقة هي أنها كانت في طريقها إلى أصحابها الجدد في إسرائيل.