يرى متابعون ومقرّبون من فواز الأخرس والد سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد، أنه كان يعمل بصدق من أجل انفتاح سوريا ديموقراطيًا. ورغم أنه يتمتع بقدر من الشهرة، فإنه يشعر بالقلق إزاء الأحداث الأخيرة في بلاده، وبالخوف على ابنته مثل أي أب.


فواز الأخرس

لندن: وصفت مسؤولة سابقة في الجمعية البريطانية السورية الدكتور فواز الأخرس والد سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد بأنه كان يعمل صادقًا من أجل انفتاح سوريا ديمقراطيًا.

ونقلت صحيفة الغارديان عن منى النشاشيبي، التي عملت عضوًا في مجلس ادارة الجمعية ان الأخرس سعى جاهدا الى بناء جسور بين بريطانيا وسوريا.

وأضافت انه صاحب المبادرة في العديد من التغييرات، فاتحًا قطاع الأعمال لرؤوس الأموال الأجنبية.

وقالت النشاشيبي إن الأخرس quot;بدا صادقًا جدًا في رغبته بفتح سورياquot;، وانها واثقة ان كل مَنْ في موقعه سيكون شديد الحذر، ولكنه كان يبدو مسترخيًا، على حد وصفها.

وأشارت صحيفة الغارديان إلى ان الدكتور الأخرس معروف بدماثته وموهبته الهادئة في خدمة مصالح بلده في بريطانيا. وهو طبيب قلب مشهور دوليًا، لفت انظار الرأي العام اليه منذ عشر سنوات، عندما تزوجت ابنته اسماء بالزعيم السوري بعد فترة قصيرة على توليه الرئاسة.

واعتبرت الصحيفة أن الدكتور الأخرس يقوم بدور الحارس الإعلامي للرئيس الأسد، يفحص ملفات الصحافيين الذين يريدون مقابلة الرئيس، وتربطه علاقة وثيقة بالسفير السوري في لندن سامي خيامي، الذي يعمل معه عضوًا في مجلس مستشاري مركز الدراسات السورية في جامعة سانت اندروز الاسكتلندية.

ولد الأخرس (65 عامًا) لعائلة سنّية سورية في مدينة حمص، وهاجر الى لندن في عام 1973 لممارسة مهنة الطب في شارع هارلي الشهير، والتدريس في مستشفيات لندن التعليمية.

ويقول موقع الأخرس إنه بادر الى تأسيس الجمعية البريطانية السورية في عام 1984. وبحسب ايال زيسر، كاتب سيرة الأسد، فإن الأخرس تلقى في عام 1991 طلبًا من بشار الأسد لمساعدته في دراسة طب العيون في بريطانيا، حيث التحق بوحدة أمراض العيون في مستشفى سانت ماري في وسط لندن.

ويذكر أن الأخرس شخصية مألوفة في الأوساط الدبلوماسية العربية في لندن، حيث يُعرف بكياسته وتحفظه الذي يُنسب إلى صلاته الشخصية بالأسد.

ويتذكر صحافي التقى الأخرس في ندوة حول العراق انه حين القى كلمته، أخرج بعض الملاحظات المكتوبة، وبدأ بالقول إنه مجرد طبيب متواضع، وليس خبيرًا في شؤون الشرق الأوسط، بل يطرح وجهة نظره الشخصية.

لكن ما تلا هذه المقدمة كان موقفًا بعثيًا مستوردًا من دمشق مباشرة، بحسب الصحافي. من جهة أخرى يقول كريس دويل من مجلس التفاهم العربي البريطاني في لندن ان quot;فواز الأخرس رجل محترم، وهو في وضع صعب للغاية، بوصفه والد زوجة الرئيس، وبالتالي فإن كل ما يفعله يخضع التدقيق. وهو يدرك ذلك تمامًا. انه شديد التحفظ، ولا بد من هذا التحفظquot;.

وقال الكاتب والخبير في الشؤون السورية باتريك سيل إن الأخرس شخصية محترمة، وحقيقة إن ابنته تزوجت فجأة بالرئيس، شبيهة بعض الشيء بما حدث لوالدي كيت مدلتون، خطيبة الأمير وليام حتى زواجها منه يوم الجمعة.

وتنقل صحيفة الغارديان عن مصادر لها علاقة بالأخرس أنه وظف سحر شخصيته للحصول على تبرعات وتمويل للجمعية البريطانية السورية، ولكنه لم يستغل موقعه ذات يوم، ورفضوا الشائعات التي لا أساس لها عن ضلوعه في صفقات مشبوهة.

وقال أحد أصدقاء الأخرس إنه ربما تمتع بقدر من الشهرة، ولكنه على الأرجح يشعر بالاستياء والقلق إزاء الأحداث الأخيرة في سوريا، مثله مثل أي شخص اعتيادي، وبالخوف على ابنته مثل أي أب.