السياح يتدفقون إلى مراكش رغم الهجوم

عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة مراكش المغربية، رغم التفجير الذي شهدته المدينة، وقتل فيه 16 شخصًا، من بينهم سبعة فرنسيين، وطمأن مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة إلى أن أيّ من الرحلات إليها لم تلغ.


بدأت الحياة تعود تدريجًا إلى ساحة جامع الفنا، التي تعد القلب النابض لمدينة مراكش السياحية، بعد يوم فقط على الاعتداء الإرهابي، الذي خلف، أمس الخميس، مقتل 16 شخصًا، من بينهم سبعة فرنسيين، وكنديين، وهولندي، وإنجليزي واحد، ومغربيين، إلى جانب 23 جريحًا، إصاباتهم متفاوتة الخطورة.

وتردد، أمس الجمعة، عدد من السياح على الساحة، حيث حضر فنانون، وحكواتيون، وغيرهم، متحدّين الإرهاب.
وقال سعيد الطاهري، مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة في المغرب، quot;أنا حاليًا في مراكش، حيث الناس يتجولون بشكل عادي، ما يؤشر على أن الحياة بدأت تأخذ مجراها الطبيعيquot;.

وأوضح سعيد الطاهري، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;الحجوزات الملغاة لم يكن عددها كبيرًاquot;، مشيرًا إلى أنه، عكس ما كان متوقعًا، فـquot;واصل السيّاح الأجانب توافدهم على مراكش، كما إن الرحلات الجوية من أوروبا، اليوم الجمعة، ظلت على ما هي عليهquot;.

وأضاف مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة في المغرب quot;لم تلغ أي رحلةquot;، مبرزًا أنه quot;يجب أن يكون هناكأثر ماعلى المدى القصير، لكن أظن أن التعبئة التي أظهرها المهنيون في السياحة والوزارة الوصية ستجعلنا نحدّ من آثار هذا الحادثquot;.

واعتبر الطاهري أنه من السابق لأوانه القول إن quot;مراكشانتهت سياحيًاquot;، مشيرًا إلى أن quot;مراكش والسياحة المغربية سبق أن مرت بأزمات من قبلquot;.

وقال مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة في المغرب quot;لن نكذب على أنفسنا، إذ يمكن أن يكون على المدى القصير تأثير لهذا الحادث الإجرامي، الذي وقع في المدينة، لكن المهنيين جميعهم مجندون مع الوزارة الوصية، إذ قمنا بخلق خلية أزمة، حاولت القيام بمجموعة من الإجراءات بهدف التخفيف من آثار ما وقعquot;. وتستقبل عاصمة النخيل مراكش 5 ملايين سائح سنويًا، من ضمنهم أكثر من مليون سائح فرنسي. يشار إلى أن مقاهي ساحة جامع الفنا لا تخلو من الزائرين والسياح في غالبية الأوقات، خاصة في المساء.

تنطلق الأحداث في الساحة في الساعات الأولى من صباح كل يوم بحلقات الحكواتيين والقصاصة، الذين يغتنمون أجواء الهدوء قبل أن تعجّ الساحة بالصخب، والحركة، وارتفاع أصوات الموسيقى والطبول. وتستمر الفرجة إلى ما بعد منتصف الليل كموسم من مواسم الولائم أو عرائس القبائل، تتوسط الحلقات ابتداء من وقت الغروب موائد الأكل المتنقلة والمنتصبة في الهواء الطلق.

يذكر أن وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، كان أكد، اليوم الجمعة في الرباط، أن التحريات الأولية حول الاعتداء بينت أن عملية التفجير تمّت عن بعد، وأن الأمر لا يتعلق بعملية انتحارية.

وقال الشرقاوي، خلال اجتماع للجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية في مجلس النواب، إن quot;الأمر لا يتعلق بانتحاري (...)، ويبدو أن عملية التفجير، والأبحاثما زالت جارية، قد تمّت عن بعدquot;.