بغداد: رحبت الصحف العراقية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على ايدي قوات اميركية خاصة، الا انها رات ان هذا الامر لا يعني quot;نهاية الارهاب والعنفquot; في العراق والعالم.

وكتبت صحيفة quot;الدستورquot; المستقلة، في افتتاحية بعنوان quot;بن لادن ميت قبل مقتلهquot; ان quot;القتيل (...) اشاع فكرا ونشر بذورا لن تنبت الا القتل والتدمير والتطرفquot;.

واضافت quot;ما يجب ادراكه على الرغم من اهمية الحدث وصداه الكبير على اداء خلايا التنظيم و قياداته، ان موت بن لادن لا يعني انتهاء الارهاب وعودة السلام للعالم الذي يفترض البعض انه سيكون اكثر امناquot;.

بدورها اعتبرت صحيفة quot;العالمquot; المستقلة ان زعيم تنظيم القاعدة quot;كان يمثل تيارا +اربك+ عقل الامة، لقد كانت هناك مراحل عدة تعاملت بها الامة العربية الاسلامية مع بن لادن، ولن ينتهي الامر بحدث اغتيالهquot;.

وتابعت في افتتاحية حملت عنوان quot;بن لادن...حراك امة مرتبكةquot; ان quot;العراق لن ياخذ عطلة من العنف حتى اشعار اخر حتى لو لقي بن لادن مصرعهquot;.

وربطت الصحيفة بين تداعيات مقتل بن لادن على quot;المعركة ضد التشدد في العالم بشكل عام والعراق خصوصاquot; وهوية خليفة زعيم تنظيم القاعدة.

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فجر الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة الاحد في باكستان خلال عملية عسكرية نفذتها فرقة خاصة اميركية بعد عشر سنوات من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

وتخوض القوات الاميركية منذ اجتياحها العراق عام 2003 معركة مع خلايا تابعة لتنظيم القاعدة، فيما تبنت دولة العراق الاسلامية التي تعد احد فروع التنظيم مسؤولية عدد كبير من الهجمات في العراق خلال السنوات الماضية.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري علق على مقتل بن لادن بالقول ان العراق quot;سعيد جداquot; بهذا الامر، مؤكدا ان آلاف العراقيين قتلوا quot;بسبب افكارهquot;.

وكتبت quot;الصباحquot; الحكومية اليوم quot;قد يرى بعض العراقيين ان مقتل اسامة بن لادن يمثل بداية الهزيمة لتنظيمه (...) الا انه يمثل تتويجا لهذه الهزيمة التي تتطورت تدريجيا وانتهت بمقتل زعيمهاquot;.

ورات صحيفة quot;المدىquot; المستقلة من جهتها ان مقتل بن لادن سيشعر quot;العديد من الارهابيين في العالم باليتم وسيكون العالم بالتاكيد افضل حالا بدون هذا الارهابيquot;.

صحف لبنان تنقسم حول الموقف من مقتل بن لادن

انقسمت الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء حول مقتل اسامة بن لادن بين من اعتبره quot;لحظة تاريخيةquot;، ومن شن حملة شعواء على الولايات المتحدة مساويا اياها في quot;القتل والاجرامquot; بزعيم تنظيم القاعدة.

وكانت لافتة خصوصا تغطية صحيفة quot;الاخبارquot; القريبة من حزب الله للخبر، اذ خصصت له حوالى ست صفحات تحت عنوان كبير quot;العالم بلا بن لادنquot; ضمت سلسلة مقالات بينها نبذة مطولة بعنوان quot;حكاية +مجاهد+ أرهب الدنياquot;.

وكتب رئيس تحرير quot;الاخبارquot; ابراهيم الامين بعنوان quot;وردة على بحر العربquot;، quot;لست اتحمل اولئك المجرمين المنتشرين في القصور وقاعات الجيوش في كل الغرب وفي كل عروش ازلامهم في انحاء العالم وهم يعبرون بسرور عن موت الرجلquot;.

واضاف quot;كنت، ومثلي ملايين البشر الذين يطاردهم الموت الاميركي والغربي كل ساعة وكل ثانية، انظر الى الرجل بكل قسوته واخطائه على انه خصم يؤرق هؤلاء القتلة الذين حملتهم الى مواقع القرار شعوب غبية حاقدة تافهة وظالمةquot;...

وتابع quot;اشعر بالغثيان وانا ارى وجه السيد الاميركي مبتسما، واشعر بالقهر وانا ارى ازلامه في كل العالم يقدمون له التهانيquot;.

وخلص الامين الى القول quot;كل نقاش في الرجل وافكاره بات بلا معنى (...) ولم يبق في المشهد غير صورته شهيدا، وغير صورة القاتل... هذا القاتل لم يعد من عقاب له سوى القتلquot;.

وعنونت صحيفة quot;السفيرquot; القريبة من حزب الله ايضا خبرها الرئيسي quot;نهاية اسطورة اميركية: البحر يبتلع اسامة بن لادنquot;.

وذكرت في مقال على الصفحة الاخيرة بعنوان quot;اميركا تقتل ابناءهاquot; بالدعم الاميركي لبن لادن في افغانستان خلال فترة الوجود السوفياتي.

وكتبت quot;يحتاج المرء الى قدر كبير من السذاجة لكي يصدق ما اذيع عن تفاصيل مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن التي تبدو اشبه بسيناريو فيلم هوليوودي رديء ينتمي الى موجة افلام العنف والقوة التي طالما انتجها الاميركيون وصنعت مجدهم السينمائي... وربما السياسي ايضاquot;.

في المقابل، وصفت صحيفة quot;المستقبلquot; التي تملكها عائلة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، اعلان مقتل بن لادن بquot;اللحظة التاريخية التي عاشها العالم بعد طول انتظارquot;.

واعتبرت ان قتله quot;ازاح عن كاهل المسلمين ثقل صورة الارهاب التي الصقت بدينهم على الرغم من ان الاذى الذي تسبب به هذا الارهاب طالهم مثل غيرهم ان لم يكن اكثرquot;.

وكتبت صحيفة quot;النهارquot; القريبة من فريق الحريري السياسي في خبرها الرئيسي quot;يثير القضاء على بن لادن اسئلة عن مستقبل تنظيم القاعدة الذي فقد الكثير من مركزيته حتى قبل مقتل زعيمه. كما يعيد تركيز الاهتمام بعد قتل راس الافعى او القائد-الرمز للقاعدة على الفروع الجديدة لهذا التنظيم مثل القاعدة في بلاد المغربquot; والجزيرة العربية.

واعتبرت ان quot;من شان مقتل بن لادن اضافة الى الربيع العربي (...) ان يساعد (الرئيس الاميركي باراك) اوباما وكذلك قوى التغيير الديموقراطي السلمي في العالم العربيquot;.