أسامة بن لادن

نيقوسيا: أقسم زعيم القاعدة اسامة بن لادن في تسجيل له قبل مقتله، نشره الاحد موقع اسلامي على الانترنت، بأن quot;اميركا لن تحلم بالأمن، قبل ان نعيشه واقعًا في فلسطينquot;.

وقال بن لادن، في التسجيل الذي نشر موقع اسلامي مقاطع منه quot;اقسم بالله العظيم، الذي رفع السماء بلا عمد، لن تحلم اميركا، ولا من يعيش في اميركا، بالامن، قبل ان نعيشه واقعًا في فلسطين، وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض محمد صلى الله عليه وسلمquot;.

وكان فريق كوماندوس اميركي قتل بن لان في المنزل، الذي كان يعيش فيه في مدينة ابوت آباد الباكستانية، في الثاني من ايار/مايو الحالي.

مع ثلاث نساء وحوالي عشرة اطفال ومئة دجاجة وبقرتان وارانب... وخلافًا لكل التوقعات كان اسامة بن لادن يمضي حياة هادئة في مزرعته في ابوت اباد. ويبدو في شريط مصور، التقطه جندي باكستاني على هاتفه النقال، نحو اثنتي عشرة بيضة في المطبخ، هي ما تم جمعه في هذه المزرعة الواقعة على سفح القسم الباكستاني من سلسلة جبال الهمالايا.

وفي هذا المبنى الابيض، المؤلف من ثلاث طبقات، كان يقيم نحو 20 شخصًا مع بن لادن اكثر رجل مطلوب في العالم.

وقتل خمسة منهم، خلال الهجوم الاميركي الاحد، هم: بن لادن وأحد أبنائه، واثنان من حراسه كانا يلقبان بـquot;الكويتيينquot; وامراة، بحسب مصادر امنية باكستانية.

وقام الجيش الباكستاني باعتقال الناجين، وهم ثلاثة من نساء بن لادن وأولادهن. ولدى استجواب أصغر نسائه سنًا، وهي يمنية في التاسعة والعشرين، وتدعى آمال عبد الفتاح، تبين أن بن لادن يقيم في المنزل منذ خمس سنوات.

ويعطي التسجيل، الذي قام به الجندي الثلاثاء، وقبل ان يفرغ الجيش الباكستاني المنزل من كامل محتوياته، فكرة عن الحياة اليومية في المزرعة، التي اشرف عليها quot;طارقquot; وquot;ارشادquot; الشقيقان الباكستانيان المولودان في الكويت (لذلك لقبا بالكويتيين)، حيث نشأت علاقة صداقة بين والدهما وبن لادن.

وخلافًا لما اكدته الولايات المتحدة، فان المبنى لم يكن فاخرًا: فهو مربع الشكل، لا شرفات فيه، ويبدو اشبه بعيادة صغيرة منه بفيللا في الريف.

وداخل المنزل بسيط للغاية، البلاط رمادي، والجدران والسلالم من الاسمنت. اما الاثاث فمصنوع من الخشب من دون زخارف والمرتبات اسفنجية، إضافة الى جهازي تلفزيون قديمي الطراز. وحتى غرفة زعيم تنظيم القاعدة لا تخالف النمط السائد في المنزل.

وفي الحديقة المحاطة باسوار أسمنتية عالية وبأشجار سرو، كان بن لادن يملك quot;بقرتين وبعض الكلاب واكثر من مئة دجاجةquot;، بحسب قاسم محمد المقيم في منزل مجاور.

ويقول زرار (14 عامًا) انه دخل مرة لفترة قصيرة الى المجمع السكني، وقال quot;رأيت امراتين تتكلمان العربية، وقدمتا لي ارنبين هديةquot;.

وكان يسمح لرجل واحد بالدخول من وقت إلى آخر الى المجمع، وهو شامرز محمد، والد قاسم الفلاح المكلف إطعام الحيوانات والمساعدة في الاعتناء بالمزورعات من بطاطس وقرنبيط ولوبياء.

ولولا ان شمراز كان يستخدم المبيدات الحشرية كسائر الفلاحين في المنطقة، لكانت مزرعة بن لادن تصلح لتصنيفها quot;مزرعة عضويةquot;. وبعدما اعتقل الجيش الباكستاني هذا المزارع، الشاهد الاساسي، بعيد العملية الاميركية عاد وافرج عنه الجمعة.

وروى محمد كريم، وهو سمسار عقارات من الحي، انه راى صباح الاثنين quot;الجنود يلتقطون الدجاجاتquot; حول المنزل. واضاف quot;سيأكلونها مع عائلاتهمquot;. اما بالنسبة الى البقرتين فهما برأيه من quot;دون شك في طريقهما الى احدى المزارع الصناعيةquot; في المنطقة. في المقابل، يظل مصير ارانب زعيم القاعدة مجهولاً.

وبحسب مصادر قريبة من الشبكات الجهادية، فإن بن لادن كان يعاني مرضًا مزمنًا في الكلى، وبالتالي بحاجة الى مساعدة طبية كبيرة. الا ان مقرّه لم يكن يتلقى اي زوار بشكل منتظم، بحسب الجيران.

ونقلت الصحف المحلية عن امال عبد الفتاح قولها للمحققين إن زوجها، الذي يكبرها بـ25 عامًا، لم يكن يبدو عليهأخيرًا quot;الضعف او الوهنquot;. واضافت انه كان يداوي نفسه بعلاجات طبيعية quot;خصوصًا البطيخquot;.