نيويورك: اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان الديموقراطية في كوريا الجنوبية وتجربة اوروبا الشرقية مع سقوط جدار برلين نهاية الثمانينات، هما عبرة مهمة للشعوب العربية.

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس quot;بداية الستينات، كنت طالبا في الجامعة وفي تلك المرحلة تظاهر الكثير من الطلاب في الشوارع مطالبين بمزيد من الحرية، حرية التعبير والتجمع، وبالمزيد من الديموقراطيةquot;.

واضاف quot;شاركت في هذه المظاهرات وبالتأكيد في تلك الفترة اعتقل طلاب وتعرضوا للضرب في الشارع وطردوا من المدارسquot;.

واوضح quot;كانت ايام مظلمة ولكن بفضل المظاهرات الطلابية والناس الذين نادوا بالمزيد من الديموقراطية، عرفت كوريا (الجنوبية) اخيرا حرية حقيقية نهاية الثمانيناتquot;.

وقال ايضا quot;على اساس هذه الحرية والديموقراطية الحقيقية، تنعم كوريا حاليا بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والازدهار وامل ان يتعلم الشبان والكثير من الشعوب في الدول العربية هذه التجربةquot;.

واضاف quot;هناك ايضا عبرة مهمة يجب الاخذ بها في التجربة الاوروبية عام 1989 (سقوط جدار برلين). نزل الناس الى الشارع وتظاهروا للمزيد من الحريةquot;.

واوضح quot;الان، هناك فرصة امام جيل في الدول العربية وشمال افريقيا حيث بامكان الناس ان يحققوا فعلا تطلعاتهم والتنعم بحرية حقيقيةquot;.

وتابع بان كي مون قائلا quot;اذا تطلعتم الى مجمل الوضع عبر (العالم) العربي وشمال افريقيا، هناك رغبة مشتركة لحرية حقيقية. الناس يطالبون الان بحرية اكبر وبمزيد من المساهمة في الديموقراطية. كان الناس مقموعين من انظمة شمولية لثلاثة او اربعة عقود. الان، يعتقدون ان الوقت قد حان كي تحترم حقوقهم وان تسمع تطلعاتهمquot;.

واضاف quot;هناك رسالة مفادها ان القادة يتحملون مسؤولية الاستماع بامعان الى تطلعات وتحديات شعوبهمquot; مضيفا quot;بامكانهم ان يحلوا هذا الامر وبامكانهم ان يعطوا المزيد من الحرية لهذه الشعوبquot;.

في سياق آخر، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مقابلة مع وكالة فرانس برس الاربعاء ان الامم المتحدة يجب ان تكون نزيهة ولكن ليس محايدة امام انتهاكات حقوق الانسان مثلا.

وقال quot;غالبا ما واجهت سوء تفاهم حول ضرورة ان تكون الامم المتحدة محايدة في كل شيء. موقفي هو انه يجب ان تكون نزيهةquot;.

واضاف quot;عندما نتحدث عن مبادىء عالمية معترف بها مثل حقوق الانسان، فلا يمكن ان تبقى الامم المتحدة محايدة. كل من يرتكب انتهاكات لحقوق الانسان وكل من يرتكب انتهاكات للقانون الانساني الدولي، يجب ان اقول انه من الضروري توبيخهquot;.

واوضح quot;لا يمكننا ان نكون محايدين في مثل هذه الحالات، يجب ان نأخذ الاجراءات الضرورية لتحميلهم المسؤوليةquot;.

وقال ايضا quot;يجب ان يكون هناك تفريق واضح بين الحيادية والنزاهة. تحافظ الامم المتحدة على مبدأ الحياد ولكن عندما يتعلق الامر بمبادىء معترف بها عالميا، فان شرعة الامم المتحدة تخولنا العمل من اجل المحافظة على هذه المبادىء وحمايتهاquot;.

قادة الشرق الاوسط عملوا القليل وبشكل متأخر لكسب ود شعوبهم

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان قادة الشرق الاوسط عملوا quot;القليل وبشكل متأخر جداquot; لكسب ود شعوبهم التي تنتفض.

وبالنسبة لسوريا، قال بان انه اجرى عدة محادثات هاتفية مع الرئيس بشار الاسد وانه التقى قادة اقليميين اخرين بامكانهم التأثير على الرئيس السوري وعلى حكومته.

واضاف quot;حضيت الرئيس الاسد على البدء بحوار واتخاذ اجراءات شجاعة وحاسمة قبل فوات الاوان ترضي تطلعات الشعبquot;.

واوضح quot;ما رأيته، وما اربكني خلال الاشهر الماضية هو ان قادة المنطقة تدخلوا بشكل متأخر جدا وعملوا القليل. رسالتي هي: حاولوا ان تعطوا، انها الطريقة لكسب ود وعقول الشعوبquot;.

واشار بان كي مون الى انه يجهد لاقناع الاسرائيليين والفلسطينيين كي يكونوا اكثر ليونة وان يستأنفوا المفاوضات.

وقال ايضا quot;بوصفي امينا عاما وعضوا في اللجنة الرباعية (الامم المتحدة والاتحاد الاووبي والولايات المتحدة وروسيا) بذلت اكبر جهد ممكن والتزمت بالعمق في تقدم مفاوضات السلام في الشرق الاوسطquot;.

واضاف quot;مؤخرا، تحدثت عدة مرات مع المسؤولين الاسرائيليين وحضيتهم على ان يكونوا اكثر ليونة وان يقدموا للفلسطينيين الاسباب الجيدة كي يكون بالامكان استئناف الحوار بدون شروطquot;.

واوضح quot;في نفس الوقت، اطلب وادعو القيادة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط. انها الطريقة الفضلى للحؤول دون حصول اية مواجهةquot;.

وبالنسبة للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، قال بان كي مون انه دعا دائما للمصالحة.

واضاف quot;طالما انهم قد اتفقوا على المصالحة فلنترك لهم فرصة وسوف نرى كيف سيتطور الوضعquot;.