باريس: تسعى فرنسا الى تكثيف مبادراتها على الساحة الدولية عبر الاضطلاع بدور في تسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني والتدخل في مسالتي سوريا وليبيا مع المجازفة بمواجهة مشاكل كما اظهر تاجيل زيارة وزير خارجيتها الان جوبيه الى الشرق الاوسط هذا الاسبوع.

ويبدو ان هذا التحرك يستند الى ضرورة القيام بدور، ففرنسا تتراس مجموعة الثماني لهذا العام ومجموعة العشرين (مجموعة الثماني تضاف اليها الدول الناشئة). كما انها تتولى رئاسة مجلس الامن الدولي طيلة ايار/مايو.

الا ان التدخل في الشرق الاوسط ينطوي على مجازفات فالولايات المتحدة تواجه صعوبات جمة لاعادة اطلاق عملية السلام وباريس تستفيد لتبرز بدور من يجعل من اوروبا لاعبا سياسيا له وزنه بدلا من الاكتفاء بتقديم مساعدات مالية.

واشارت صحيفة quot;معاريفquot; الاسرائيلية الى ان ارجاء زيارة كانت مقررة هذا الاسبوع لوزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الى الشرق الاوسط مردها لعدم تمكنه من اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بالعودة الى طاولة المفاوضات.

وبالاضافة الى مشروع زيارة جوبيه الى رام الله واسرائيل، فان فرنسا ابقت على اقتراحها تحويل اجتماع مقرر في اواخر حزيران/يونيو للدول المانحة لدولة فلسطينية مستقبلية الى مؤتمر من اجل السلام.

وحول سوريا، تصر فرنسا التي لم تنس ما جره عليها سوء تقديرها للثورتين التونسية والمصرية، على الاضطلاع بدور المبادر.

وتواصل فرنسا مع انها تواجه احتمال الاصطدام بفيتو الصين وروسيا في الامم المتحدة، مساعيها للحصول على غالبية من الاصوات للموافقة على نص قرار.

وعلى صعيد العقوبات، فان اوروبا تحذو حذو الولايات المتحدة التي تقرر بشكل اسرع الاجراءات التي يجب اتخاذها، فقد اضافت مؤخرا اسم الرئيس السوري بشار الاسد على قائمة الاشخاص الذين تشملهم العقوبات. اما اوروبا فلم تتجاوز هذه المرحلة بعد مع ان باريس دعت الى ذلك بشكل حثيث.

وبالنسبة الى ليبيا، اذا كانت الحرب التي اطلقتها فرنسا تكللت بالنجاح في البداية لانها حالت دون وقوع حمام دم في بنغازي، الا انها تواجه اليوم احتمال ان تستمر الى ما لا نهاية بالنظر الى المقاومة التي تبديها قوات القذافي.

ولا تزال باريس تؤكد ان العد العكسي بدا وتشدد على ضرورة اعطاء مهلة من الوقت للتوصل الى الاطاحة بنظام القذافي.

ويقول دونيه بوشار ان المهم في كل ما سبق ان نعرف quot;ما اذا كانت فرنسا تملك سبل تحقيق طموحاتها خصوصا في وقت لا تتمكن فيه من اقناع شركائها الاوروبيين على الدخول في مبادرات كبرىquot;.

اما باسكل بونيفاس فاعتبر انه quot;طالما التحرك فيه استمرارية فلا خطر بان يصل الى طريق مسدودquot;.