نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجود quot;أزمةquot; بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، زاعما انه تم تضخيم نقاط الاختلاف مع الرئيس اوباما وإدارته، بصورة أكثر من المتوقع، وان ما جرى هو أمر روتيني بين الأصدقاء.



خصصت الصحف الإسرائيلية اليوم الأحد حيزا كبيرا في تغطيتها للقاء الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، موضحة أن حالة من التباين والخلافات بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، فيما يتعلق بسياسات الرئيس اوباما والمطلب الأميركي فيما يتعلق بالعملية السياسية بين إسرائيل والجانب الفلسطيني.
واعتبرت الصحف الإسرائيلية في تغطيتها الاجتماع الذي جمع بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتانياهو، الجمعة، كان بمثابة مواجهة علنية على الملا، واظهر مدى الاختلافات القائمة في مواقف البلدين. وأجمعت على أن حالة التوتر والفتور الشديدين التي تسود العلاقات بين أوباما ونتانياهو.

ورأت صحيفة quot;هآرتسquot; في تغطيتها للاجتماع، أن اللقاء السابع الذي جمع بين الزعيمين أسفر عن quot;مواجهة إعلاميةquot; على الملأ أمام العالم، وبينت مدى عمق الخلافات بين الطرفين فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني. مؤكدة أن هناك ثمة شعور في أوساط الطرفين الإسرائيلي والأميركي بالتوتر الشديد والإهانة البالغة.
ونقلت عن مسؤول أميركي في الخارجية الأميركية توجيه تحذيرات لإسرائيل من رفضها ما ورد من مقترحات سلمية في خطاب الرئيس اوباما، إذ من شانه أن يوقع إسرائيل في مطب، ويقود إلى كسب الفلسطينيين تأييد دول العالم للإعلان عن دولة فلسطينية في إطار الأمم المتحدةquot;.

خيبة أمل
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي قوله أن الرئيس اوباما ينتابه شعور بخيبة الأمل من رد فعل نتانياهو
بشأن سياسته إزاء الشرق الأوسط، واعتبر أن نتانياهو ارتكب خطأ بتركيزه على قضية حدود عام 1967 بدلا من النظر إلى مجمل سياسته بصورة عامة.
وأشارت الصحيفة نقلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله انه علينا عدم الغرق في الأوهام، وان نعيش الواقع، وعلينا أن نعترف بان مرحلة صعبة ستمر علينا، وقد تقود إلى مواجهات وخلافات مع الولايات المتحدة، ولكن علينا قول الحقيقة.

مؤكدا على الموقف الذي سبق وطرحه في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي في افتتاح الدورة الصيفية، انه لا يمكن الانسحاب لحدود عام 67 ولا يمكن التفكير فيه في إسرائيل لأنه يشكل خطرا حقيقا على امن إسرائيل، وبالإضافة إلى أن المنطقة شهدت تغيرات ديمغرافية منذ عام 1967، لا تسمح بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

نتانياهو وصل إلى الاجتماع مع اوباما متشائما وخرج أكثر شجاعة
صحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; نقلت عن احد أعضاء حاشية نتانياهو انه وصل إلى اللقاء مع اوباما يشعر بالاضطراب والتشاؤم قبل أن يخرج منه، ولكنه خرج أكثر شجاعة. وان الرئيس اوباما سيقوم بجولة أوروبية للضغط على زعمائها لرفض أي إعلان فلسطيني من جانب واحد عن إقامة دولة مستقلةquot;.

وتطرق الصحيفة إلى وجود خلافات بين الزعيمين، مؤكدة أن هذه الخلافات في الرأي هي بمثابة خلاف بالآراء، إلا أن العلاقة بينهما جيدة، وان نتانياهو أوضح أن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود عام 1967 وإنها لن تقبل عودة اللاجئين إضافة إلى رفضها الحديث مع حركة (حماس)quot;.
وقالت الصحيفة أن تصرف اوباما كان واضحا جدا وقد اظهر أنهم كانوا يحاولون تهدئة الأمور من خلال حفل غداء خاص كطريقة أخرى لتخفيض التوتر القائم مع نتانياهو خاصة أنهم فهموا أنهم ذهبوا بعيدا بنتانياهو وبما يطلبونه منهquot;.

وقد وصفت الصحيفة اللقاء بين بأنه كان quot;قمة البرودةquot; معبرة بذلك عن حالة التوتر والفتور التي تعتري العلاقات بينهما، وكتب المحللان شمعون شيفر وناحوم برنياع أنهما عندما دخلا إلى اللقاء شاهدا أوباما ونتانياهو جالسين على مقعدهما كتمثالين مصنوعين من الشمع ولم يلق أحد منهما أي نظرة إلى الآخر.

معاريف: نتانياهو فتح معركة على جبتيهن
المحلل السياسي في صحيفة quot;معاريفquot; بن كاسبيت كتب يقول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فتح يوم الجمعة معركة في جبهتين اثنتين: الأولى المعركة العلنية أمام الرئيس الأميركي أوباما، والثانية المعركة الانتخابية الإسرائيلية، متسائلا في تحليله من الذي سيتنازل أولا عن مواقفه أوباما أو نتانياهو؟
وإستعرض نقاط الخلاف والاتفاق بين موقفي أوباما ونتانياهو، حيث برزت الخلافات حول الحدود وحول إصرار إسرائيل على مرابطة قوات لها على طول غور الأردن.

نتانياهو يحاول تقليل حدة الخلافات
إلى ذلك وفي ذات السياق سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التقليل من حده الخلاف مع الرئيس اوباما حول رؤيته لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني معتبرا انه تم تضخيم الخلاف بينهما.
ونقل الإذاعة العامة الإسرائيلية عن الناطق بلسان نتانياهو انه تم تضخيم الخلاف بين الزعيمين، موضحا وجود بعض الاختلافات بالرأي لكنها اختلافات بين اصدقاءquot;.