شدّد الاتحاد الأوروبيّ العقوبات المفروضة على دمشق، وذلك بفرض مزيد من العقوبات على الرئيس بشار الأسد الاثنين، في خطوة تهدف إلى مزيد من الضغط على النظام السوريّ لإنهاء العنف ضد المحتجين الذين يطالبون بإسقاطه. وتمثلت الإجراءات الجديدة ضد الأسد في المنع من السفر وتجميد الأصول المالية.


الرئيس السّوريّ بشار الأسد

بروكسيل: قرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين تجميد ارصدة الرئيس السوري بشار الاسد ومنعه من الحصول على تأشيرات دخول على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية على نظامه، وفق ما قال مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية.

وبذلك، سيتم نشر اسم الرئيس السوري اضافة الى اسماء عشرة مسؤولين سوريين اخرين الثلاثاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي، لتضاف الى قائمة أولى تضم اسماء 13 مسؤولا رئيسا في النظام السوري بينهم شقيق الرئيس، سبق أن جمّدت أرصدتهم ومنعوا من الحصول على تأشيرات دخول في العاشر من ايار/مايو. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبيل دخوله الاجتماع مع نظرائه الاوروبيين ان quot;القمع في سوريا يتواصلquot;.

واضاف quot;من المهم ضمان الحق في التظاهر السلمي والافراج عن المعتقلين السياسيين وسلوك درب الإصلاح وليس القمع في سوريا خلال الايام المقبلةquot;. من جهته، صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي انه كان يمكن للأسد تفادي هذه العقوبات بالإصغاء الى المعارضين السوريين والقيام بإصلاحات.

وأضاف quot;لم يختر هذا النهج. انه يواصل قمع المعارضين المسالمين بعنف. لذا علينا ان نوسع هذه العقوبات بحيث تشمل الرئيس الاسدquot;. وتابع الوزير الالماني quot;حين يقوم نظام بقمع شعبه بهذه الطريقة، في شكل عنيف، على الاتحاد الاوروبي ان يردquot;. بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قبيل الاجتماع ان على quot;الحكومة (السورية) ان تتحرك الآنquot;.

وتقول الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية ان حصيلة قمع التظاهرات المناهضة لنظام الاسد منذ منتصف اذار/مارس تجاوزت 900 قتيل، ما دفع وزراء الخارجية الاوروبيين الاثنين الى اتخاذ قرار فرض عقوبات تطال الرئيس السوري شخصيا.

ويضع هذا القرار حدا لنحو شهر من التباينات والمشاورات الصعبة بين دول الاتحاد الاوروبي ال27 في شأن استهداف الأسد بالعقوبات او عدمه. ومع ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا بعد اكثر من شهرين على انطلاق الحركة الاحتجاجية، يضيف وزراء الاتحاد الاوروبي لأول مرة اسم الرئيس بشار الاسد الى قائمة مسؤولي النظام السوري الذين فرضت عليهم عقوبات تشمل منع السفر الى دول الاتحاد وتجميد الأرصدة لضلوعهم في القمع الدموي للتظاهرات.

وقال دبلوماسي أوروبي معلقا على الاجراءات الجديدة التي ستعلن بعد مناقشات تستمر يومين ان quot;هدف العقوبات هو وقف العنف وحض الاسد على الموافقة على عملية اصلاح، وليس إرغامه على التنحيquot;.

وفي سياق تشديد الضغوط على نظام الاسد، سبق للاتحاد الاوروبي ان فرض عقوبات تتضمن تجميد أموال ومنع منح تأشيرات دخول على 13 مسؤولا سوريا في طليعتهم شقيق الرئيس ماهر الاسد وأفراد من عائلته بتهمة الضلوع في أعمال القمع، وحظرا على الاسلحة التي يمكن استخدامها لاهداف قمعية.

سوريا تندد بعقوبات الاتحاد الاوروبي وتتهمه بالتدخل في شؤونها

الى ذلك نددت سوريا الاثنين بالعقوبات الاوروبية التي طالت الرئيس بشار الاسد ومسؤولين سوريين عدة، متهمة الاتحاد الاوروبي بالتدخل في شؤونها والسعي quot;الى زعزعة استقرارهاquot;. وقال مصدر رسمي سوري ان quot;سوريا تستنكر وتدين القرارات التي صدرت من الاتحاد الأوروبي ضدها وضد شعبها، في وقت تسعى فيه إلى حفظ أمن البلاد والانخراط في حوار وطني شامل يؤدي إلى استكمال خطط الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفق البرنامج الزمني الوطني المحدد لهاquot;.

وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الانباء الرسمية سانا quot;ان قرارات الاتحاد الأوروبي شأنها شأن القرارات التي أصدرتها الولايات المتحدة تستهدف بوضوح التدخل السافر بشؤون سوريا الداخلية ومحاولة زعزعة أمنها والهيمنة على قرارات ومقدرات شعبها في حاضره ومستقبلهquot;.

بدروه اعتبر وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم الاثنين ان الاتحاد الاوروبي quot;اخطأquot; بفرضه عقوبات شملت الاسد. وقال المعلم في لقاء مع التلفزيون السوري ان الاوروبيين quot;اخطأوا بهذه العقوبات عندما تطاولوا على الرئيس واتخذوا عقوبات تضر بالشعب السوريquot;.

وتابع ان الاوروبيين بفرضهم هذه العقوبات quot;اضافوا صفحة سوداء الى سجلهم الاستعماري القديم فى منطقتناquot;. واشار المعلم الى ان quot;اوروبا تحتاج الينا كما نحتاج اليها ولكن اوروبا والولايات المتحدة ليستا كل العالمquot; لافتا الى ان هذا الاجراء quot;سيضر بمصالحنا كما سيضر بمصالح اوروبا وسوريا لن تسكت على هذا الاجراءquot;.

ودعا المعلم الشعب السوري quot;الى العودة الى وحدتنا الوطنية التي نفخر بها وكنا نموذجا بها في المنطقةquot; مضيفا quot;اراهن على وعي شعبناquot;. وطمأن المعلم ان الامور لن تؤدي الى تدخل عسكري خارجي قائلا quot;عندما يريدون اتخاذ اجراء عسكري فهم يحسبون كلفته ... وما هي الفوائد التي سيجنونهاquot;.

واضاف المعلم quot;في كل مرة اتخذوا فيها اجراء دمروا البنية التحتية وجاءت شركاتهم لاعادة البناء معتمدة على موارد النفطquot; لافتا الى انه quot;لا يوجد لدينا هذه الكمية المغرية من النفط التي تجعلهم يفكرون بذلكquot; مجددا ثقته quot;بوعي شعبناquot;.