ذكرت مصادر دبلوماسية خليجية لـ(إيلاف) أن هناك توافقا تاما بين أطياف المعارضة اليمنيّة على ضرورة تنحي الرئيس صالح عن منصبه ورفض منحه أية ضمانات أو تعهدات تتصل بمحاكمته أو أي من القيادات السياسية أو العسكرية المحسوبة عليه.
المعارضة في اليمن باتت مصرّة على عدم منح علي عبدالله صالح أي ضمانات أو تعهدات جديدة |
الرياض: كشفت مصادر دبلوماسية في الخليج لـquot;إيلافquot; أن شيوخ قبائل وعددا من أقطاب المعارضة اليمنية فتحوا قنوات اتصالات مستمرة مع عدة عواصم عربية وبالذات الخليجية منها لإطلاعهم على تفاصيل التطورات على الساحة اليمنية في ظل تصاعد الحملات العسكرية المتبادلة بين قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقوات المعارضة إضافة إلى إيضاح مواقفهم تجاه تلك التطورات.
وقالت المصادر في تصريحات لـquot;إيلافquot;إن هناك توافقا تاما بين أطياف المعارضة على ضرورة تنحي الرئيس اليمني عن منصبه ورفض منحه أية ضمانات أو تعهدات تتصل بمحاكمته أو أي من القيادات السياسية أو العسكرية المحسوبة عليه.
ونقلت هذه المصادر عن الشيخ اليمني حسين الأحمر أحد زعماء قبيلة حاشد قوله إن الرئيس صالح quot;لم يعد مؤهلا أو قادرا على حكم اليمن وبالتالي البقاء في السلطة رغم استدعائه لحوالى 80% من الجيش اليمني والأمن المركزي إلى صنعاء لحمايتهquot;.
وأضافت أن الشيخ الأحمر قال في اجتماع خاص مع بعض أنصاره quot;أن صالح ردد في الماضي مقولة إن اليمن ليست تونس، اليمن ليست مصر، اليمن ليست ليبيا.ولكننا نقول له الآن إن صنعاء ليست طرابلسquot;.
وقالت المصادر إن المعارضة اليمنية أبلغت العواصم المعنية وبالذات الخليجية تأييدها لإيقاف الحرب ووقف إراقة المزيد من الدماء اليمينية quot;شريطة أن يلتزم الطرف الآخر ( الرئيس صالح ) بذلكquot;.
وشهدت منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء هدوءا بدأ سريانه من بعد ظهر أمس بعد أن كانت المنطقة مسرحا للمواجهات العنيفة خلال الأيام الثلاثة الماضية بين مسلحين قبليين تابعين للشيخ صادق الأحمر وقوات صالح.
ونقل موقع quot;براقش نتquot;اليمني عن مصادر قولها quot;إن هناك ضغوطاً سعودية قوية على الأطراف لوقف الاقتتال وإن الهدنة التي سرت اليوم ( أمس) ترجع إلى تدخل سعودي قويquot;.
وكان صادق الأحمر قد أعلن أن جهود الوساطة قد انتهت عقب القتال الضاري الذي وقع أول من أمس في محيط وزارة الداخلية ومنزل الرئيس القديم الواقع في حارة الدجاج قرب مصنع الغزل والنسيج.
ونفى الشيخ صادق أن يكون ألقي القبض عليه،وقال الأحمر quot;أنا في منزلي، ولا أحد يستطيع أن يعتقلني، وصالح كذاب، وسيغادر اليمن حافي القدمينquot;. وأضاف quot;لا فرصة للوساطة مع الرئيس،ولا شرعية لمن يقتل شعبهquot;مؤكدا أن كل القبائل متفقة على المطالبة بتنحي صالح، ومستعدة لمواجهته حتى الموت.
وتشير إحصائيات أوليةإلى أن عدد قتلى 3 أيام من المواجهات بين قوات صالح والأحمر بلغ نحو 80 شخصا من الجانبين وجرح المئات.
وأعلن المتحدث باسم الشيخ الأحمر عبدالقوي القيسي عن سقوط 45 قتيلا ومئات الجرحى في صفوف أنصار الأحمر.
وكان صالح قد أصدر في وقت سابق أمرا بالقبض القهري على الشيخ صادق الأحمر وأشقائه في حين أهدرت عدة قبائل يمنية دم الرئيس صالح بسبب ما وصفوه المجازر المرتكبة بحق الشعب اليمني.
وفي السياق ذاته دعا شباب الثورة السلمية كافة اليمنيين في مختلف محافظات اليمن إلى الاحتشاد اليوم الجمعة في مختلف ميادين وساحات الحرية والتغيير فيما أطلق عليها جمعة سلمية الثورة.
وتجتذب أيام الجُمَعة ملايين المواطنين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً.
وقال الشيخ خالد العواضي، أحد كبار وجهاء اليمن في تصريح، أن صالح ارتكب quot;العيب الأسودquot; بحق قبائل اليمن من خلال قصفهم وهم في منزل الشيخ صادق الأحمر وهم يسعون كلجنة وساطة بين أنجال الأحمر وصالح الذي عمل الأخير على محاولة قتلهم وقتل عدد منهم.
وأضاف العواضي quot;القبائل حسمت أمرها وخلال يومين سترحّل صالح عسكريا ويتم تسليم زمام الأمور إلى شباب الثورة وفي ساحات التغيير والحرية.
وطالبت المعارضة اليمنية المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن بدعم الشعب اليمني وحقه في التغيير وجددت التأكيد على سلمية الاحتجاجات ورفض العنف محملة نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المسؤولية الكاملة عن ممارسات العنف والاقتتال وافتعال المعارك والحروب بين اليمنيين.
جاء ذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الذي عقده زعماء أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن أمس الذي حمّل زعماء المعارضة من خلاله نظام الرئيس اليمني المسؤولية الكاملة جراء عدوانه على المناطق والقرى الآمنة، واستهدافه المتكرر والمتعمد للقيادات القبلية والوحدات العسكرية التي أعلنت تأييدها لشباب وشابات اليمن في عموم مدن ومحافظات ومديريات الجمهورية.
واتهمت المعارضة الرئيس اليمني بالزج بالبلاد في أتون حرب أهلية مطالبة إياه بالتنحي الفوري والعاجل عن السلطة اليوم وقبل الغد حفاظا على أمن اليمن واستقراره.
وطالبت المعارضة اليمنية المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بدعم الشعب اليمني وحقه في التغيير وبناء دولته المدنية وتلبية طموحات وتطلعات الشعب في الاستقرار والبناء والتقدم.
وفي تطور لافت يعكس تنامي حدة الغضب القطري من الرئيس اليمني صرّح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية مساء أمس quot;بأن دولة قطر تتابع بقلق بالغ ما يجري في الجمهورية اليمنية الشقيقة من تطوّرات خطرة وأحداث مؤسفة ونظرا لعدم الاستجابة إلى المبادرات والمناشدات المتكررة لحلّ الأزمة في اليمن الشقيق، فقد قرّرت دولة قطر تعليق عمل سفارتها في صنعاء بشكل موقت وسحب أعضاء بعثتها الدبلوماسية إلى أن تتوقف أعمال العنف والاقتتال وتتم الاستجابة لمطالب الشعب اليمني وخياراتهquot;.
وكانت قطر أعلنت في 12 أيار/مايو الجاري انسحابها من مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن بسبب quot;المماطلة بالتوقيع على الاتفاقquot;، حسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر في وزارة الخارجية.
وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع عقد في الرياض الأحد الفائت أنها قررت quot;تعليقquot; مبادرتها لحل الأزمة في اليمن بعد رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على اتفاق الخروج من الأزمة.
والمبادرة الخليجية تنص على اتفاق مصالحة وطنية وانتقال سلمي للسلطة يتنحى بموجبه صالح بعد شهر من توقيع المبادرة.
التعليقات