يرى متابعون في الولايات المتحدة أنّ تعيين الجنرال مارتن ديمبسي رئيسا لهيئة الأركان المشتركة بعد أقل من شهرين على ترقيته إلى قائد القوات البرية، يعتبر من مؤشرات صعود نجم القوات البرية. وربّما الاعتماد في المستقبل على قوات مسلحة لا تتسم باستخدام التكنولوجيا المتطورة.
الجنرال مارتن ديمبسي الرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة |
واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما يوم الاثنين تعيين جنرال في القوات البرية رئيسا لهيئة الاركان المشتركة وقبله اختار قائدا عسكريا آخر لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية ـ سي آي أي ـ وقرر تعيين ثالث كان في السابق قانونيا ذا مرتبة متدنية في الجيش لتولي وزارة الدفاع.
ولاحظ مراقبون أن صعود نجم القوات البرية بهذه التعيينات يشير الى الاعتماد في المستقبل على قوات مسلحة لا تتسم باستخدام التكنولوجيا المتطورة في عملياتها مثل سلاح الطيران وصواريخ البحرية.
ويأتي تعيين الجنرال مارتن ديمبسي رئيسا لهيئة الاركان المشتركة بعد اقل من شهرين على ترقيته الى قائد القوات البرية.
ويرى محللون أن هذا يشير الى ان ديمبسي لم يكن خيار اوباما الأول ولا سيما انه نقله من القوات البرية الى رئاسة الأركان المشتركة بعد اسابيع على توليه قيادة أكبر صنوف القوات المسلحة حجما، وهي القوات البرية.
ويعتبر الجنرال ديمبسي ميالا الى الحلول التي تعتمد على العامل البشري أكثر منه قائدا عسكريا يتمحور تفكيره حول استخدام التكنولوجيا المتطورة.
ويصح هذا على قادة القوات البرية ومشاة البحرية عموما بعكس سلاحي الطيران والبحرية اللذين يتعبدان على مذبح التكنولوجيا المتقدمة، على حد وصف مجلة تايم التي تشير الى امتلاك سلاح الطيران قاذفات قنابل تكلف الواحدة منها ملياري دولار وامتلاك البحرية غواصات كلفة الواحدة منها 3 مليارات دولار.
من جهة أخرى يرى قادة القوات البرية ان النصر في الحرب لا يتحقق إلا بجنود على الأرض وليس في الجو ولا في البحر.
وكان اكبر استثمار في حربي أفغانستان والعراق انصبّ على العربات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن، وهي صفقة رخيصة نسبيا حيث لا تكلف الواحدة من هذه الآليات اكثر من مليون دولار.
وخدم جميع ابناء الجنرال ديمبسي الثلاثة في القوات البرية.
وكان الجنرال جيمس كارترايت من سلاح مشاة البحرية والنائب الحالي لرئيس هيئة الاركان المشتركة هو المرشح لرئاسة الهيئة بعد الادميرال مايك مولن الذي يتقاعد في 30 ايلول/سبتمبر.
ولكن شخصية كارترايت وانعدام خبرته القتالية دفعت اوباما الى البحث عن بديل آخر.
وبالمقارنة معه فان الجنرال ديمبسي خدم فترتين في العراق وتولى قيادة القوات الاميركية في المنطقة الوسطى بالوكالة.
وعين اوباما الأدميرال جيمس وينفيلد قائد قوات المنطقة الشمالية حاليا ليكون نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة.
كما توجه الى الجنرال ريموند اوديرنو قائد القوات الاميركية في العراق سابقا وقائد القوات المشتركة حاليا ليحل محل ديمبسي في رئاسة أركان القوات البرية، ويتطلب تعيين الجنرالات الثلاثة مصادقة مجلس الشيوخ.
وتعني ترقية الجنرال ديمبسي وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية ان قادة عسكريين ذوي خبرات قتالية سيقودون القوات المسلحة واجهزة الاستخبارات.
وسيتولى حقيبة الدفاع ليون بانيتا مدير السي آي أي الحالي والقانوني السابق في الجيش ، حين يستقيل روبرت غيتس في تموز/يوليو المقبل.
التعليقات