مؤتمر المعارضة السورية يختتم يومه الأول بالمطالبة برحيل الأسد

دمشق: اعلن الرئيس السوري بشار الاسد عن تشكيل هيئة لوضع الاسس لـquot;حوار وطنيquot;، وبدأ الافراج عن مئات السجناء السياسيين، لتهدئة الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد منذ اذار/مارس على رغم القمع الدامي.

واعلنت منظمة اليونيسيف في الوقت عينه ان 30 طفلاً على الاقل قتلوا بالرصاص في اطار هذا القمع. وفي الاجمال، كما تقول منظمات للدفاع عن حقوق الانسان، قتل اكثر من 1100 شخص واعتقل 10 الاف على الاقل منذ منتصف اذار/مارس.

وقتل ثلاثة مدنيين الاربعاء في الرستن (وسط) وثلاثة اخرين في تلبيسة، ما يرفع الحصيلة الى 43 قتيلا في هاتين البلدتين في منطقة حمص (وسط) منذ الاحد، كما اعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، ومقره في لندن.

من جهة اخرى، نقلت 20 جثة الى المستشفى الوطني في حمص، كما اعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في لندن، لكنه لم يحدد كيف ومتى قتل هؤلاء الضحايا العشرون.

في المقابل، افرج الاربعاء عن مئات السجناء السياسيين وسجناء الرأي غداة اعلان سوريا عن عفو عام، كما قال عبد الرحمن. واضاف ان quot;خمسين منهم اتوا من بانياس (شمال غرب)، ومنهم الشاعر علي دربك (76 عاما)quot;. واضاف ان quot;الاف المعتقلين السياسيين ما زالوا في السجن، وسيفرج عنهم بين لحظة واخرىquot;.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس مساء الاربعاء، نقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن المحامية سيرين خوري قولها ان السلطات السورية افرجت بموجب العفو العام عن قياديي حزب العمل الشيوعي المعارض وعن الناشطة الدكتورة تهامة معروف.

على صعيد آخر، اعلن التلفزيون السوري ان الرئيس الاسد انشأ هيئة مهمتها quot;وضع الاسس لحوار وطني وتحديد الية عمله وبرنامجه الزمنيquot;.

وطلب الاسد من اعضاء هذه الهيئة الذين اجتمع بهم quot;صياغة الاسس العامة للحوار المزمع البدء به بما يحقق توفير مناخ ملائم لكل الاتجاهات الوطنية للتعبير عن افكارها وتقديم آرائها ومقترحاتها بشأن مستقبل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا لتحقيق تحولات واسعة تسهم في توسيع المشاركة وخاصة في ما يتعلق بقانوني الاحزاب والانتخابات وقانون الاعلامquot;.

وتضم الهيئة نائب الرئيس فاروق الشرع ومسؤولين كبارًا في حزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية (وهي تحالف احزاب بقيادة حزب البعث) اضافة الى كاتب، واستاذ جامعي.

وفي حلب (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد، قمعت قوات الامن الثلاثاء تمردًا في سجن، كما ذكرت منظمة الدفاع عن سجناء الرأي في سوريا التي تتخذ من المانيا مقرًا.

واوضحت المنظمة ان قوات الامن وجنودًا قمعوا الثلاثاء تمردًا في سجن حلب (شمال) انتفض خلاله المسجونون الذين يبلغ اجمالي عددهم سبعة الاف، تضامنا مع حركة الاحتجاجات في سوريا. وقالت منظمة الدفاع عن سجناء الرأي في سوريا ان quot;جميع المعتقلين في سجن حلب المركزي بدأوا بالتمرد تضامنا مع الشعب السوري. لقد كسروا كل الابواب، واخذوا بعض الضباط رهائنquot;.

واضافت المنظمة quot;عندئذ طوّق آلاف الجنود وعناصر الامن السجن. وتمكنوا فجر الاربعاء من السيطرة على السجن والمتمردين من خلال الضرب والغاز المسيل للدموعquot;. وخلصت المنظمة الكردية الى القول إن quot;الجنود ما زالوا يحاصرون السجنquot;، وquot;نددت بالتصرفات غير الشرعية التي حصلتquot;، وطلبت من السلطات quot;الافراج عن جميع سجناء الرأيquot;.

على الصعيد السياسي، اجتمع اكثر من 300 معارض معظمهم من المنفيين، الاربعاء ولمدة ثلاثة ايام في انطاليا بتركيا لدعم الاحتجاجات في سوريا.

وقد انهى مؤتمر المعارضة السورية اعمال يومه الاول في انطاليا مساء الاربعاء متجاهلاً العفو الرئاسي، الذي اعلنعنهالرئيس السوري عن السجناء السياسيين، في حين دعت غالبية الخطباء الى العمل على اسقاط النظام.

وانقسم المجتمعون بعد ظهر الاربعاء الى لجان، شملت موضوعات عدة، مثل الاعلام والتنسيق والاتصالات، وعقدت اجتماعات مغلقة تواصلت حتى ساعات المساء الاولى.

ومن المقرر ان يواصل المؤتمر اعماله الخميس، على ان يصدر توصياته التي ستشمل quot;خطة عملquot; للمستقبل، بحسب ما افاد احد المشاركين. وتجاهل معظم المشاركين في المؤتمر العفو العام الذي اصدره الرئيس الاسد الثلاثاء.

وحده رئيس وفد الاخوان المسلمين ملهم الدروبي، اشار الى العفو الرئاسي في كلمته قبل ظهر الاربعاء، الا انه دعا الحاضرين الى quot;عدم الالتفات اليهquot;. وقال في كلمته quot;اننا ننظر الى المرسوم 61 الذي اصدره (الرئيس السوري) بشار بالامس بعين الريبة، اذ جاء متأخرا وغير كاف، واتساءل من يحتاج العفو حقيقة، ابناء سوريا الاحرار ام من قام بقتلهم؟quot;.

ورحّب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بإعلان سوريا عن عفو عام عن السجناء السياسيين، لكنه شدد على ان quot;اصلاحا شاملاquot; يجب ان يتبع تلك الخطوة. وقال داود اوغلو في مقابلة متلفزة، كما نقلت وكالة انباء الاناضول، quot;ان عفوا عاما كان ضروريا من اجل الاصلاحات السياسيةquot;.

واضاف ان العفو سيكون مفيدا quot;مبدئيا، لكنه لن يتيح تهدئة الاضطرابات في سوريا، اذا لم تتبعه عملية اصلاح ،يكون لها وقع قويquot; على الشعب السوري. وقالت واشنطن الاربعاء ان قرار دمشق الافراج عن معتقلين سياسيين quot;غير كافquot;، مؤكدة انه يجب الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين، كما يتعين على الحكومة تطبيق اصلاحات.

وصرح مارك تونر نائب المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاميركية للصحافيين quot;نريد ان نرى الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين. نريد ان نرى تحركا جديا نحو الاصلاحquot;. واضاف ان quot;بادرة الافراج عن نحو 100 معتقل سياسي غير كافيةquot;.

واتهمت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش الاربعاء سوريا بارتكاب quot;جرائم ضد الانسانيةquot; خلال قمع التظاهرات في مدينة درعا في جنوب سوريا. وتحدثت هيومن رايتس ووتش في بيان عن معلومات حول quot;مذابح منهجية واعمال تعذيب ارتكبتها قوات الامن السورية في درعا منذ ان بدأت فيها التظاهرات في 18 اذار/مارس، تدل على انه يمكن اعتبارها جرائم ضد الانسانيةquot;.

ونشرت المنظمة تقريرًا بعنوان quot;لم نر فظاعة كهذه من قبلquot; يستند الى خمسين مقابلة مع ضحايا وشهود تلك التجاوزات. ونشرت وسائل الاعلام السورية الرسمية الاربعاء تقريرًا طبيًا ينفي ادعاءات قالت إن طفلاً في الثالثة عشرة تعرض للتعذيب حتى الموت، وينسب الاصابات إلى عملية التحلل الطبيعي للجثة، مشيرة الى ان الرئيس الاسد استقبل ذوي الطفل.

سوريا تنفي تعرّض الطفل حمزة للتعذيب حتى الموت
هذا وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية نشرت الأربعاء تقريرًا طبيًا ينفي إدعاءات بأن طفلاً في الثالثة عشرة تعرض للتعذيب حتى الموت، وينسب الإصابات لعملية التحلل الطبيعي للجثة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot; أن quot;التقرير أظهر وجه الحقيقة موصدًا الباب في وجه أكاذيب وأقاويل أول من آذتهم وجرحتهم هم أهل الشهيد الفتىquot;.

والسبت، أعدّ ناشطون معارضون للنظام صفحة على موقع فايسبوك للفتى البالغ 13 عامًا، ويدعى حمزة الخطيب، الذي يقولون انه تعرض quot;للتعذيب والقتلquot; على أيدي قوات الأمن في درعا (جنوب) التي انطلقت منها حركة الاحتجاجات الشعبية المستمرة ضد نظام بشار الاسد.

واضاف التقرير، الذي نشرته quot;ساناquot; أن جثة الخطيب عثر عليها مساء 29 نيسان/أبريل، ولم تسلم إلى ذويه سوى بعد شهر في 21 ايار/مايو quot;بسبب عدم معرفة صاحب الجثةquot;.

وبحسب صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011quot; على فايسبوك فإن جثمان حمزة الخطيب سلم الى ذويه في 25 ايار/مايو بعدما فقد أثره خلال تظاهرة في اواخر نيسان/ابريل. وعرضت على الصفحة صورة الخطيب، وتحتها تعليق يقول إنه quot;قتل تحت تعذيب عصابة الاسدquot;.