القدس: توفي رجل الاعمال الاسرائيلي سامي عوفر (89 عاما) الذي شكلت شركته محور فضيحة اقامة علاقات تجارية مع ايران، في تل ابيب بعد quot;صراع طويل مع المرضquot;، كما اعلن متحدث باسم مجموعة عوفر.

وقال المتحدث موتي شيف لوكالة فرانس برس ان سامي عوفر quot;توفي هذا الصباح بعد صراع طويل وصعب مع المرضquot; بدون كشف اي تفاصيل اخرى احتراما لخصوصية عائلته.

وبحسب وسائل الاعلام، فان سامي عوفر كان مصابا بالسرطان منذ سنوات.

وقال المتحدث انه سيوارى الثرى بعد ظهر الاحد في تل ابيب.

وقدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تعازيه مشيدا في بيان برجل الاعمال الذي وصفه بانه كان quot;صهيونيا في كل ما يفعلquot;.

ولد عوفر في رومانيا، وانتقلت اسرته الى فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1922 بينما كان طفلا. وفي وقت سابق من العام اوردته مجلة فوربس بين المائة الاكثر ثراء في العالم.

ويعتقد ان سامي عوفر واسرته يملكان ثروة تناهز 10,3 مليارات دولار، وهو اكبر اثرياء اسرائيل ويحتل المركز التاسع والسبعين في قائمة فوربس لاثرياء العالم.

وتمتلك الاسرة امبراطورية دولية ضخمة لسفن الشحن كما تتعامل في الاصول المصرفية والعقارية.

وتملك مجموعة عوفر بين ما تملك ارصدة دولية للشحن البحري تخضع حاليا للتحقيق بعدما ادرجتها واشنطن الاسبوع الماضي على اللائحة السوداء للشركات المتعاملة مع ايران.

وتقول وزارة الخارجية الاميركية ان مجموعة عوفر وشركة اخرى يعتقد انها تابعة لها، تحمل اسم تانكر باسيفيك وتتخذ من سنغافورة مقرا لها، انخرطتا في ايلول/سبتمبر الماضي في بيع ناقلة بترول لشركة ايرانية رغم خضوعها للحظر المفروض على التعامل مع الشركات الايرانية.

غير ان الشركة الاسرائيلية نفت باستمرار ارتكاب اي مخالفات، ونفت وجود صلات تربطها بشركة تانكر باسيفيك، قائلة ان وزارة الخارجية الاميركية ارتكبت quot;خطا مؤسفاquot;.

وتاتي وفاة المليارديار المسن بعد عشرة ايام فحسب من ادراج واشنطن مجموعة quot;عوفر اخوانquot; على قائمتها السوداء لقيامها ببيع الخطوط البحرية لجمهورية ايران الاسلامية شاحنة صهريجا، منتهكة بذلك الحظر الدولي المفروض على طهران بسبب نشاطاتها النووية المثيرة للجدل.

وقد سارعت وسائل الاعلام الاسرائيلية بالكشف عن سجلات تظهر ان ناقلات نفط تابعة لمجموعة عوفر رست في موانئ ايرانية 13 مرة على الاقل خلال العقد الماضي، ما حمل اللجنة الاقتصادية في الكنيست الاسرائيلي للدعوة الى اجتماع في وقت سابق هذا الاسبوع لبحث تلك المزاعم.

وتوقف الاجتماع بعد مضي ربع ساعة على بدئه، اذ تلقى رئيس اللجنة مذكرة من اجهزة الامن الاسرئيلية تحذر فيها من ان بحث هذا الامر يمكن ان quot;يلحق ضرراquot; باسرائيل، ليثير ذلك تكهنات بان مجموعة عوفر ربما ساعدت اسرائيل في التجسس على ايران.

ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار عن quot;مسؤولين في اجهزة الامنquot; ان الشقيقين عوفر quot;اسدوا خدمة مهمة لدولة اسرائيلquot;.

ولم يستبعد الرئيس السابق لجهاز الموساد (الاستخبارات الاسرائيلية) رافي ايتان امكانية ان تكون شركات الشقيقين عوفر غطت على عمليات سرية، مذكرا بانه سبق للموساد ان quot;لجا الى مساعدة رجال اعمالquot;، في مقابلة بثتها الاذاعة الخميس.

غير ان الصحافي والكاتب يوسي ملمان المتخصص في الاستخبارات الاسرائيلية اعتبر ان مثل هذه quot;الخدماتquot; لا يمكن ان تبرر حصول صفقات تجارية مع ايران.

وقال ملمان لفرانس برس انه quot;بكلامهم عن امكانية حصول نشاطات تجسس، فان المقربين من الشقيقين عوفر يريدون خلط الاوراق ليحولوا الانتباه عن كونهما انتهكا القانون الذي يحظر العلاقات التجارية مع ايرانquot;.

وينص قانون اسرائيلي على ان ايران quot;دولة عدوةquot; ويخول وزارة المالية تطبيق قانون يعود الى العام 1939 ابان الانتداب البريطاني ويحظر عقد صفقات تجارية مع العدو.

غير ان هذا التشريع لا يحظر تحديدا على سفينة ان ترسو في ميناء ايرانية.

وتطالب اسرائيل منذ سنوات المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات مشددة ضد ايران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه الدولة اليهودية والكثير من البلدان الاخرى بانه يخفي شقا عسكريا يهدف الى انتاج اسلحة نووية، رغم نفي طهران المتكرر لهذا الامر.

ومن شان وفاة عوفر زيادة الغموض المحيط بالصلات المزعومة للشركة بايران - واثارة تساؤلات حول ما اذا كانت الصلات المفترضة نابعة من مصالح تجارية فحسب ام ترتبط بالمصالح الامنية القومية لاسرائيل.

وتخلف عوفر ارملته ونجلاه اللذان يباشران اعمال الاسرة، فاحد النجلين، ايال عوفر، يدير الذراع العقاري للمجموعة فضلا عن ادارة خط سفن الرحلات السياحية الفاخرة رويال كاريبيان، بينما يتولى ايدان عوفر رئاسة quot;مؤسسة اسرائيلquot; المتعاملة في الكيماويات والطاقة والتكنولوجيا والشحن (عبر شركة زيم للشحن) - وذلك طبقا للمعلومات التي اوردتها مجلة فوربس عن ثروة ال عوفر.