بيروت: تدخلت قوات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الجمعة للفصل بين معتصمين مناهضين للرئيس السوري بشار الاسد في باحة مسجد في وسط بيروت، ومتظاهرين مؤيدين له منعوا من دخول الباحة.

وكان حزب التحرير الاسلامي دعا الى اعتصام بعد الصلاة في الجامع العمري في وسط العاصمة احتجاجا على اعمال العنف والقمع لحركات الاحتجاج الجارية في سوريا. ومنذ الصباح، انتشرت القوى الامنية بكثافة في محيط المسجد، ومنعت الصحافيين والمصورين من دخوله.

وبعد انتهاء الصلاة، خرج المصلون الى الباحة، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس، وهم يهتفون quot;الله اكبرquot;، لكن الجيش منع التقاط الصور، كما منع الصحافيين من الاقتراب.

في هذا الوقت، وصلت مجموعة من حوالى خمسين متظاهرا الى المكان كانوا يهتفون بحياة بشار الاسد وشقيقه ماهر الاسد.

وحاول المتظاهرون الذين حملوا صورا للرئيس السوري دخول باحة المسجد، فمنعتهم القوى الامنية من ذلك، وابعدتهم بالقوة بضعة امتار عن الموجودين في باحة المسجد.

وكان المسؤول الاعلامي في حزب التحرير احمد القصص قال لوكالة فرانس برس ان الحزب قرر الاعتصام داخل الباحة quot;قطعا للطريق على المشاكلquot;.

واضاف ان quot;الهدف من الدعوة الاستمرار في مؤازرة السوريين الذين يتعرضون لمجزرة وللظلم، باعتبار ان المسلمين امة واحدة. فكما آزرنا اهل تونس ومصر، نؤازر اليوم اهل سوريا، ونحن منسجمون في ذلك مع أنفسناquot;.

ونشرت الصحف اللبنانية الجمعة بيانا لquot;حزب شبيبة لبنان العربيquot; غير المعروف، يرد على دعوة حزب التحرير الى الاعتصام جاء فيه quot;اننا نحذر هذه الزمر (...) من ان يكون لبنان مقرا او ممرا للتآمر على سورياquot;.

واضاف quot;من باب الحرص على السلم الاهلي نعلن بالفم الملآن اننا سنتصدى لهذه الزمر التكفيرية بكل الوسائل المتاحةquot;.

ودعا البيان القوى الامنية اللبنانية الى quot;ان تقوم بواجباتها كاملة في عدم المس بامن الشقيقة سوريا (...) والا سنكون مضطرين الى منع هذا الحراك التآمري بالقوة. وقد أعذر من أنذرquot;.

وقال القصص quot;نعتبر كلام التهديد رخيصا جدا، وتقف وراءه المخابرات السورية والموالون للنظام السوري الذين قرروا استفزاز شعب كامل دفاعا عن نظامquot;.

وينقسم اللبنانيون اجمالا بين مؤيدين لقوى 8 آذار وابرز اركانها حزب الله القريب من سوريا وقوى 14 آذار (سعد الحريري وحلفاؤه) المناهضة لسوريا. لكن الفريقين السياسيين يمتنعان عن الادلاء بمواقف متشنجة او علنية من الاحداث السورية منعا لتأجيج ازمة داخلية مستعرة اصلا.

وبين الحين والآخر، تدعو مجموعات صغيرة الى اعتصامات او تظاهرات مؤيدة او معارضة للنظام السوري.