سعوديات كثيراتيطالبن quot;بحقquot; قيادة السيارة

تضجّ المواقع الاجتماعية الشهيرة، وعلى رأسها فايسبوك، وموقع عرض مقاطع الفيديو يوتيوب، بمشاهد ومقاطع لسيدات سعوديات يقدن سياراتهن، بالرغم من القوانين والأعراف، وينشرن تلك المشاهد توثيقاً لمرحلة يُعتقد أنها ستمهّد الطريق لتطورات جديدة في هذا الشأن،وسط حراك واضح ومطالبات نسوية مستمرة بضرورة منح السعوديات الحق الطبيعي في قيادة السيارة أسوة بالرجال.


رغم تواصل الهجوم الاجتماعي والإعلامي على حملة quot;سأقود سيارتي بنفسيquot; وعلى كل من يؤيّدها واستمرار تدفق الفتاوى المحرمة لها، وارتفاع الصوت ضد المرأة السعودية لممارستها حقها في قيادة السيارة، إلا أن أعداد السعوديات المُصرّات على نيل حقوقهن المدينة كاملة، بما فيها قيادة السيارة، في تزايد لافت.

فخلال الأيام الماضية، خرج عدد من النساء يقدن سياراتهن في مدن عدة في المملكة من مختلف الأعمار والطوائف والمناطق، وأكدن أن ذلك حق مشروع، لا يُطلب بل يؤخذ، وقامت تلك السيدات بتوثيق أخذهن هذا الحق عبر التجول في شوارع رئيسة وفرعية أمام مرأى الجميع، وحفظها كملفات فيديو تم بثها عبر موقع اليوتيوب، لانتشارها سريعًا في المواقع الاجتماعية، تأكيداً على ذلك.

بثت حملة quot;سأقود سيارتي بنفسيquot; في ما سبق بيان أكدت من خلاله عن تأجيل موعد المبادرة درءًا للفتنة، حسب تعبير البيان، من دون تحديد موعد جديد للمبادرة، مما حدا بعض النسوةإلى استباقالأحداث وتحريك سياراتهن بدعم من أولياء أمورهن، في رسالة أكدن فيها أن المجتمع لابد أن يعتاد على وجود المرأة في مقعد السائق، لا المقعد الخلفي.

أم إبراهيم المقاطي سيدة سعودية قادت سيارتها في شوارع الرياض مرات عدة، موضحة قصتها التي تحمل بين طياتها حزن الفراق على ولدها إبراهيم، الذي لقي حتفه بسبب طيش سائق، معتبرة أن النساء أجدر وأحرص على الطريق من الرجال، ولا تجد ما يمنعها من حقها إلا إدعاءات كاذبة بالتحريم والتجريم، ما جعل قناتها في موقع اليوتوب تقفل من دون سابق إنذار.

في حائل فتاة، تقود سيارتها داخل المدينة وعلى شوارعها الرئيسة، وتعتبر حائل من المناطق السعودية المحافظة جدًا والمتمسكة بالعادات والتقاليد، ما يجعل قيادة فتاة من هذه المدينة السيارة مغامرة شديدة الخطورة، خاصة في أوقات النهار، وفي جنوب المملكة أيضًا ظهرت إحداهن تقود سيارة برفقة زوجها.

أما في الرياض العاصمة فظهر فيديو آخر لسيدة تقود، ويبدو أن زوجها من يصوّرها على أنغام أغنية للفنان السعودي راشد الماجد وهو يترنم quot;القلب سلم لك أمرهquot;.

في تبوك ذكرت الصحف أنه تم القبض على سيدة تقود سيارتها، وبعد التحقيق معها، تبين أنها من خارج المدينة، وقدومها ما هو إلا للتبضّع كعادتها منذ سنوات، مستغربة ما حدث، وبينت أنها لا تعلم شيء عن مبادرة 17 يونيو أو منال الشريف.

في السياق عينه، أكدت ناشطات سعوديات في مواقع التواصل الاجتماعي أنه لن يتوقف التسجيل والتوثيق عبر الفيديو، إلا إذا ظهر قانون واضح وصريح يؤكد النفي أو يؤكد التأييد من الحكومة السعودية، وحتى هذا اليوم ربما سيعتاد المجتمع على صورة المرأة خلف مقود السيارة.

يبدو أن قصب السبق في الحراك الحالي سيظل للناشطة البارزة منال الشريف، التي كانت أول من قادت سياراتها في السابع عشر من عشر من أيار/مايو الماضي، قبل أن يتم اعتقالها، وباتت بالنسبة إلى كثير من السعوديات مُلهمة ومحرّكة، بدليل ترديد اسمها وتوجيه التحية إليها من قبل معظم النساء اللواتي سرن على دربها في الأيام الماضية.

كان لافتًا في غالبية هذه التسجيلات المنشورة على quot;يوتيوبquot; أنها تبدأ أو تنتهي بالتحية لمنال الشريف التي، ورغم اعتقالها أيامًا، أكدت أنها مُصرّة على موقفها، وستظل تدعو إلى حصول السعوديات على حقوقهن المدينة كافة، ومن بينها قيادة السيارة.

يتزامن الحراك النسائي الحالي على مواقع الانترنت، مع سلسلة أخبار تحرص الصحف السعودية هذه الأيام على نشرها حول خروج نساء لقيادة سياراتهن في مناطق مختلفة من دون أن تظهر تسجيلات مصورّة، لكن الفرق بين أخبار الصحف وبين التسجيلات المصوّرة... أن الأولى تركّز على جوانب إنسانية، مثل المطلقات أو المطرودات، مثلما ورد في صحيفة الرياض يوم الجمعة، بينما تركز التسجيلات المصورة على أن الأمر حق، وليس هناك نظام يمنعه.

وتشهد تسجيلات الفيديو مطالبات للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالسماح لهن ودعمهن في الحصول على حقهن المغتصب من قبل ما يعرف بـ quot;العرف الاجتماعيquot; الذي يتشدد فيه المحافظون وفئات تؤيد آراءهم.

وذكرت صحيفة الرياض أن سيدة من محافظة خميس مشيط وصلت الساعة الواحدة والنصف من منتصف الليل بعدما قادت سيارة أخيها لمسافة تتجاوز 150 كم،إثر رفض عمّها (أخ والدها المتوفي وزوج أمها) استقبالها عندما علم بأنها ستمكث لديهم بضعة أيام، لخلاف بينها وبين زوجها الذي قام بطردها هي وابنتها.

تعود التفاصيل بحسب الصحيفة إلى أن السيدة quot;ع.سquot; تشاجرت مع زوجها، فقام بطردها من البيت، وأوصلها إلى أهلها، وعاد أدراجه، وعندما عرف عمّها سبب الخلاف، حمّلها المسؤولية، فاحتد النقاش بينهما، وقام هو الآخر بطردها من المنزل هي وابنتها، فقامت والدتها للدفاع عنها، فطردها هي الأخرى من المنزل، وأمر أبناءه بأن لا يفتح أحد لهم الباب أو يوصلهم إلى أي مكان، فما كان من أحد أخوتها إلا أن رمى لها بمفتاح سيارته وزوّدها بثوبه وشماغه، وأوصاها بأن تذهب إلى خالها في محافظة خميس مشيط، التي تبعد مسافة 150 كم.

وقالت quot;ع .سquot;: لكوني أعرف القيادة، لبست الثوب والشماغ، وحركت السيارة، متجهة إلى خميس برفقة أمي وابنتي، التي ما فتئتا تبكيان طوال الطريق، وقد كنت خائفة أن يكتشف أمري في نقطة التفتيش الواقعة في سراة عبيدة، ولكن الحمد لله لم يلحظ أحد ذلك، ووصلت إلى بيت خالي عند الساعة الواحدة والنصف ليلاً، ووعد خالي بالتفاهم مع عمّي وزوجي حول عملية الطرد.