دعا مسؤول كبير في الأمم المتحدة إلى ضرورة التعامل مع طالبان في افغانستان معاملة تختلف عن متطرفي تنظيم القاعدة، في الوقت الذي تدرس فيه المنظمة الدولية فرض عقوبات ضد الجماعتين.

عناصر من القاعدة في طالبان يتدربون على السلاح


لندن: من جهة أخرى يأمل المجتمع الدولي بأن يساهم هذا التمييز بين الجماعتين في تمهيد الطريق لاجراء محادثات مع طالبان، والتي اشترطت رفع اسمها عن القائمة السوداء للأمم المتحدة قبل الموافقة على الدخول في مفاوضات مع حكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي، وبدورها إشترطت كابول من طالبان بوجوب قطع علاقتها بتنظيم القاعدة.

ويستند الرأي الداعي إلى الفصل بين طالبان والقاعدة إلى ان اجندة الأولى محلية بحت تقتصر على افغانستان، في حين ان اجندة القاعدة عالمية، وان التمييز بينهما قد يوجه رسالة مفادها ان طالبان طرف يمكن التفاوض معه.

الفصل بين الجماعتين

بدوره طالب سفير المانيا لدى الأمم المتحدة ورئيس لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي quot;بيتر فيتيغquot; خلال زيارة للعاصمة الافغانية يوم الثلاثاء ان الوقت قد حان للتمييز بين الجماعتين لأنهما تنشطان في مجالي عمل مختلفين ولهما طبيعة مختلفة.

ولاحظ مراقبون ان طالبان ردت على تصريحات المسؤول الدولي بخطف رئيس مجلس اقليم باميان وقتله مع شخص آخر.

لجنتين للمراقبة والفصل

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن دبلوماسي غربي ان مجلس الأمن الدولي سيدرس في وقت قريب تقسيم لجنة العقوبات إلى لجنتين احداهما تختص بمنع السفر وفرض عقوبات مالية على مسؤولي طالبان، وأخرى لتطبيق اجراءات مماثلة على أشخاص ومنظمات يرتبطون بالقاعدة.

كما سيدرس مجلس الأمن امكانية رفع اسماء اكثر من 40 عنصرا في طالبان عن قائمته السوداء. وقال منسق مجلس الأمن لمراقبة نشاطات القاعدة وطالبان quot;ريتشارد باريتquot; ان هذه الأسماء ستُقدَّم إلى مجلس الأمن بحلول 16 حزيران/يونيو. وان المجلس سينظر ايضا في المقترح الداعي إلى معاملة طالبان معاملة مختلفة عن القاعدة.

روسيا قد تعارض قرار التمييز

ومن بين الأسماء البالغ عددها 40، هناك خمسة اعضاء حاليين في مجلس السلام والمصالحة الذي شكلته الحكومة الافغانية للتفاوض مع طالبان. ولدى لجنة العقوبات الآن اسماء 138 عنصرا في طالبان على قائمتها السوداء ، و أكثر من 350 شخصاً وجماعة لهم ارتباطات بتنظيم القاعدة.

ومن المتوقع أن يواجه قرار التمييز بين طالبان والقاعدة معارضة لا سيما من روسيا التي تتمتع بحق الفيتو وعارضت في السابق رفع طالبان من القائمة السوداء.

وكانت طالبان قد وفرت معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة ومأوى لزعيمه اسامة بن لادن في السنوات التي حكمها من عام 1995 إلى 2001. وعملت بعد ذلك بالتنسيق مع جماعات متطرفة أخرى في افغانستان رغم ان تنظيم القاعدة لا يقوم حاليا بدور كبير في القتال ضد قوات الحكومة الافغانية والتحالف الدولي.

وجاء سكوت قادة طالبان لبعض الوقت بعد مقتل بن لادن حافزاً لدفع المراقبين إلى التكهن بأنهم سيغتنمون الفرصة لإحداث قطيعة مع القاعدة. ولكن متحدثاً باسم طالبان اعلن بعد ايام على مقتل بن لادن ان موته quot;فجيعة كبرىquot; ، وتوعد قياديون في طالبان بالثأر لمقتله.