احتجاجات غاضبة في بغداد

بعد ساعات من اعلان وزير المصالحة الوطنية العراقي عامر الخزاعي في بغداد اليوم عن إلقاء جماعة كتائب ثورة العشرين السلاح وانخراطها في المصالحة الوطنية اكدت الجماعة انها لاعلاقة لها بما اسمتها quot;أكذوبة المصالحةquot; وحذرت كل من ينتحل اسمها quot;بحساب شديدquot; .. فيما اكدت حركة الوفاق العراقي بزعامة اياد علاوي دعمها لتظاهرات الاحتجاج التي ستخرج غدا في عموم البلاد للمطالبة بالخدمات ومكافحة الفساد والبطالة والمحاصصة الطائفية.


قالتكتائب ثورة العشرين العراقيةانها تكذب كل quot;الادعاءات التي تتحدث عن مشاركتها في ما يسمى بأكذوبة (المصالحة) وأضافت:quot; أننا لن نحيد عن منهج المقاومة فيدنا بيد كل الفصائل العراقية التي ثبتت على هذا النهج حتى يتحقق التحرير quot; . واكدت نفيها quot;لأي اتصال تدعيه ما يسمى بالحكومة بأي ممثل لناquot; .. وقالت quot;إن ما أعلن عنه اليوم من الادعاء بمشاركة أشخاص من الكتائب في هذه المؤامرة وحضورهم ما سمي بـ(المؤتمر الثاني للمصالحة) عار عن الصحة وأنها أكذوبة أخرى تقوم على انتحال اسم (كتائب ثورة العشرين) للمشاركة في تلك المسرحية بالاتفاق مع الجهة الراعية لهذه (المصالحة)quot;.

واشارت الكتائب الى ان اعلان موقفها هذا يأتي quot;توضيحاً للحقائق وقطعاً للطريق على كل من يدعي أنه يمثل الكتائب أو يتحدث باسمها في هذه المؤامرة القذرة ونحذر كل من تسول له نفسه بانتحال اسم الكتائب من حساب شديد وأننا لن نتهاون البتة مع كل من يحاول الافتراء علينا وتشويه سمعتنا وممالأة الاحتلال وأعوانه باسمنا، فمن شاء أن يتدنس بأوحال خدعة (المصالحة) فهذا شأنه لكن ليس لأحد الحق أن يلوث اسم الآخرين بهذه المؤامرات التي تسعى إلى إجهاض مشروع المقاومةquot; على حد قولها .
وشددت في الختام قائلة quot;نحن نعلنها صريحة بأنه لا علاقة لنا بهؤلاء الأشخاص وبكل ما ينتج من تصرفاتهم بالتحاور مع (الحكومة) سواء ادعاءهم بتمثيل الكتائب أو تمثيل أنفسهم مع التنبيه على أن الجهة الراعية لهذه المصالحة المزعومة (وزارة المصالحة وبعض قيادات الصحوة) قد وصلت إلى طريق مسدود في سعيها للالتفاف على الكتائب وخابت مساعيها في إقناع عدد من شيوخ العشائر التي تنشط في مناطقها كتائبنا المجاهدة لإقناعهم بالمشاركة في المصالحة والحديث باسم الكتائب فسلكوا سبيل الكذب والانتحالquot; بحسب قولها.

وفي وقت سابق اليوم بدأت في بغداد اليوم أعمال المؤتمر الثاني للمصالحة العراقية بمشاركة فصائل مسلحة انخرطت في العمل السياسي وذلك لتفعيل وثيقة مكة للمصالحة الوطنية من اجل تأكيد حرمة الدم العراقي وتحقيق السلام الاجتماعي والتنمية البشرية فيما اكد وزير المصالحة عامر الخزاعي استثناء افراد القاعدة والبعثيين ممن ارتكبوا جرائم ضد العراقيين من هذه المصالحة.

وقال الخزاعي الذي ينتمي إلى حزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة له ان اجانب من خارج الحدود دخلوا الى العراق بعد عام 2003 من اجل تفتيته وزرع الفتنة الطائفية بين ابنائه الذين استطاعوا فيما بعد تجاوز المحنة وتأكيد وحدتهم . وشدد الوزير على ان المصالحة مفتوحة لكل العراقيين عدا quot; من استثنوا انفسهم او استثناهم الدستور العراقيquot; في اشارة الى تنظيم القاعدة وحزب البعث .

وقال إن الفصائل التي شاركت في المصالحة الوطنية هي كتائب ثورة العشرين وحماس العراق وجيش الراشدين وجيش المجاهدين والطريقة النقشبندية وجيش الفاتحين إضافة إلى جيش المرابطين وفصائل أخرى . ومن جهته قال المتحدث باسم الفصائل المسلحة الخمسة الشيخ محمود الجنابي إن هذه الفصائل تعلن براءتها من المتورطين باستهداف العراقيين.
وشهد العراق بعد العام 2003 انتشار فصائل وجماعات مسلحة أطلق عليها البعض بفصائل المقاومة العراقية فيما وصفها آخرون بالجماعات الإرهابية ولبعض هذه الفصائل توجهات دينية وللبعض قومية وللبعض الاخر توجهات دولية أو إقليمية.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في تموز (يوليو) عام 2006 عن إطلاق مبادرة للمصالحة الوطنية تتضمن العفو العام عن جميع السجناء الذين لم يتورطوا في عمليات قتل المدنيين ووقف انتهاكات حقوق الإنسان وإعادة النظر في قانون اجتثاث البعث وتعويض العسكريين والمدنيين الذين أقيلوا من مناصبهم في أعقاب سقوط النظام السابق.

وعقدت وزارة المصالحة والحوار في نهاية آذار (مارس) الماضي مؤتمراً باسم quot;حصاد المصالحة الاولquot; اعلن خلاله الوزير الخزاعي انضمام ستة فصائل مسلحة الى الحوار تمهيداً لانخراطها في العملية السياسية. وفي وقت سابق قال الناطق باسم ست فصائل مسلحة شاركت في المؤتمر الاول الشيخ محمود الجنابي ان الجماعات تعلن تخليها عن العمل المسلح والتزام النظام والقانون بعد حصول الانسحاب الأميركي في شكل ملموس وفعلي .

وتقدم كتائب ثورة العشرين للمقاومة الاسلامية الوطنية نفسها في أدبياتها على انها quot;حركة جهادية وطنية تسعى إلى تحرير ارض العراق من الاحتلال العسكري والسياسي الأجنبي ليتمكن أبناء الشعب العراقي من حكم أنفسهم بأنفسهم وبناء دولتهم على أساس المبادئ السامية للدين الإسلامي الحنيف القائمة على تطبيق العدالة وعدم التمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو المذهب. وتطمح أن يكون للعراق دولة مستقلة متحررة وأن يلعب دورا فاعلا في محيطه العربي والإسلامي والدولي بما يضمن الاستقرار والسلام لكل أبناء الإنسانيةquot;.

وتشير الى انها قد تشكلت بعد احتلال العراق عام 2003 quot;لاخراج المحتلquot; عن طريق العمل العسكريquot; .. موضحة quot;لقد بدأ عمل المقاومة منذ أول يوم للاحتلال عن طريق جمع الأسلحة وتجهيز المجاميع لتتكامل أخيرا تحت راية (المقاومة الإسلامية الوطنية)quot;.
واطلقت الكتائب اسم quot;ثورة العشرينquot; على نفسها تيمنا بالثورة الشعبية العراقية ضد الاحتلال البريطاني عام 1941.

علاوي يدعم تظاهرات الاحتجاجات التي ستخرج غدا
قالت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي إنها تقف بقوة مع حرية التعبير والتظاهرات الشجاعة والسلمية لشباب العراق قادة المستقبل وضد قمع التظاهرات والاعتصامات بالقوة وضد سياسات الترويع والتخويف وطالبت بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين الأبرياء فورا وإغلاق السجون السرية واحترام القضاء المستقل العادل لترسيخ سيادة القانون.

وقالت الحركة في بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot; ان العراق يمرّ حاليا quot;بأخطر مرحلة تأريخية منذ بدء التكوين وحتى اليوم حيث أصبح هذا البلد مهددا بكيانهquot; وعلى ضوء هذا الواقع تواجه حركة الوفاق هذا التحدي الكبير وتعمل من أجل إنقاذه من هذه المحنة المركبة والمعقدة حيث تداخلت فيها مصالح قوى إقليمية ودولية عبثت بمقدرات العراق البشرية والمادية حتى أصبح العراق بسببها على حافة الانهيار التام.

واشارت الى انها وقفت قبل وبعد عام 2003 بالضد من منهج القوى الطائفية السياسية والجهوية في جر العراق إلى ما هو عليه الآن كما كانت بشكل لا يقبل اللبس ضد قوانين الاجتثاث العشوائية والتي ساوت بين المرتكب للجرائم بحق الشعب العراقي وغير المرتكب لها وهم الأكثرية الكبيرة وضد حل الجيش العراقي وضد تدمير البنى التحتية للعراق ومخططات تقسيمه وسياسات التهميش وسلب حرية الأشخاص والأحزاب في إبداء الرأي والرأي الآخر ومع تبني الديمقراطية والشراكة الوطنية أسلوب عمل لقيادة العراق والإيمان المطلق بوحدته مع التأكيد على احترام حقوق الأقليات القومية وبالأخص الموقف من إقليم كردستان واحترام العمق التاريخي العربي والإسلامي للعراق مع الاعتزاز بقومياته وأديانه كافة وشرائح الشعبquot; . وقالت ان فترة التسع سنوات الماضية أفرزت العملية السياسية ظواهر خطرة تهدد أمن العراق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ما يجعل الوضع خطرا جدا وحيث تحولت العملية الديمقراطية إلى عملية سلب إرادات وتشويه للعملية الديمقراطية برمتها.

واكدت لذلك انها تقف مع مطالب الشعب حتى تحقيق رخائه واستفادة المواطنين من ثرواته وتحقيق أمنه والسير في طريق المستقبل المشرق وبناء دولة المواطنة الحقة وتحقيق العدالة في إطار الدولة المدنية التي تقوم على المؤسسات المهنية والكفاءة والنزاهة والعمل على تحقيق سيادة القانون والعدالة والتحرر من الخوف والجوع .

واشارت الحركة الى وقوفها بقوة quot;مع حرية التعبير والتظاهرات الشجاعة والسلمية لشباب العراق قادة المستقبل والتي يكفلها الدستور مثلما هي ضد قمع التظاهرات والاعتصامات بالقوة وضد سياسات الترويع والتخويف كما هي مع إطلاق سراح السجناء والمعتقلين الأبرياء فورا وضد السجون السرية وضد تجاوز القانون ومع احترام القضاء المستقل العادل لترسيخ سيادة القانونquot;.

وطالبت في الختام بالعمل من اجل تحقيق السيادة الكاملة بانجاز الاستقلال السياسي والاقتصادي وعدم السماح لأي كان من التدخل في الشأن الوطني العراقي .. وقالت انه quot;بغير ذلك لن نتمكن من النهوض بالعراق والعمل على تطويره وعلى هذا الأساس سنعمل مع سائر القوى والشخصيات الوطنية والتي تؤمن بهذا النهج لتأمين وتحقيق حالة النهوضquot;.

وعلى صعيد تظاهرات الاحتجاج قال ناشطو هذه الاحتجاجات إنهم سيخرجون في تظاهرات غدا الجمعة لاسقاط ما اسموها بالحلول الترقيعية بعد انتهاء مهلة المائة يوم رافعين شعار quot;جمعة القرار والرحيلquot; . وقال quot;شباب نصب الحريةquot; ان العراقيين انتظروا بفارغ الصبر وعد المائة يوم وانتظروا رئيس الوزراء quot;واذا به يتحول الى مقدم برامج لندوات تلفزيونية هي جزء من خطة تخدير الشعب ندوات للأسف وان كان بثها للناس خطوة ايجابية الا انها افرزت جهلا مهنيا لدى الرئيس وطاقمهquot; . ومن جهتها قالت قيادة عمليات بغداد انها لن تفرض حظرا على التجول في العاصمة عشية التحشيد للخروج بتظاهرات احتجاج غدا .

ومنذ الاثنين الماضي تنقل قناة العراقية الرسمية مباشرة جلسات لمجلس الوزراء يقدم خلالها كل وزير جردا بماحققته وزارته خلال المائة يوم المنصرمة وذلك بشكل لم يألفه العراقيون من قبل.
وكانت بغداد وعدد اخر من المحافظات العراقية شهدت تظاهرات تطالب الحكومة بالعمل على تحسين مستوى الخدمات ومحاربة الفساد وايجاد فرص عمل لعدد كبير من العاطلين.
ومن اجل احتواء التظاهرات وعد المالكي في 27 شباط الماضي بالعمل على الاستجابة لمطالب المتظاهرين خلال مئة يوم انتهت الثلاثاء حيث هدد المالكي وزراءه بالطرد في حالة فشلهم في الاستجابة لهذه المطالب.