موسكو: صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين بأن أفضل الضمانات التي تؤكد على أن الدرع الصاروخية غير موجهة ضد روسيا هو التعاون الوثيق بين الطرفين في هذا المجال. وأكد أن quot;تعاوننا هو أفضل سبيل لإظهار أن مشروعنا هو دفاعي بحت وغير موجه ضد روسيا. ونحن لا نعتبر أن روسيا تشكل خطرا على الناتو، والناتو لا يشكل أي خطر على روسيا. لذا أدعو الى توحيد الجهود والعمل المشتركquot;.

وقال راسموسين: quot;نحن وجهنا الدعوة الى روسيا للتعاون في مجال الدرع الصاروخية. وسبب عزم الناتو على بناء الدرع الصاروخية في أوروبا هو حماية مواطنينا من الهجمات الصاروخية التي قد يتعرضون لها. ونحن نسعى لبناء درع صاروخية مشتركة لاعتقادنا بأننا مع روسيا نواجه أخطارا مشتركةquot;.

وأضاف الأمين العام للناتو في حديث خاص لقناة quot;Russia Todayquot; الناطقة بالانجليزية: quot;لذلك فإننا نرغب في وضع منظومتين دفاعيتين مستقلتين - واحدة روسية والأخرى للناتو - تتعاملان إحداهما مع الأخرى، وعلى سبيل المثال في مجال تبادل المعلومات، بما يخدم مصلحة الطرفين .. الشعب الروسي وشعوب بلدان الناتوquot;.

وتابع راسموسين قائلا: quot;لا اعتقد أن القيادة الروسية والشعب الروسي يرضيان بأن يخضعا لإمرة قيادة مشتركة. اعتقد أن الشعب الروسي سيصر على أن تكون له سيطرة كاملة على منظومة دفاعية مستقلة خاصة به. ولذلك سيكون أكثر واقعية أن تكون هناك منظومتان دفاعيتان مستقلتان تخدمان هدفا مشتركا، ألا وهو الدفاع عن شعبيناquot;.

موسكو من جانبها تطالب بضمانات من الناتو بعدم توجيه منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا ضد روسيا. فقد دعا الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الدول الغربية إلى الاتفاق مع روسيا بشأن مشروع إقامة منظومة أوروبية مشتركة للدفاع المضاد للصواريخ، محذرا من مخاطر عودة القارة الأوروبية إلى الثمانينات من القرن الماضي أي زمن quot;الحرب الباردةquot; في حال عدم الاستجابة إلى هذه الدعوة.

وقال ميدفيديف في كلمة ألقاها منتدى بطرسبورغ القانوني الدولي الشهر الماضي إن الوقت قد حان للتفكير بأوروبا quot;كدار مشتركة عصرية ومريحة للجميعquot;، مقترحا بحث هذا المشروع والاتفاق عليه بين روسيا وأوروبا الغربية من الآن، خاصة وهناك احتمال أن تنشأ منظومة جديدة للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا بحلول عام 2020.

بدوره شكك السفير الأمريكي في موسكو جون بايرلي في احتمال اتفاق روسيا والولايات المتحدة بشأن قضية الدرع الصاروخية قبل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما.

وقال: quot;أعتقد أننا جميعا نتمنى أن يجري النقاش حول قضية معقدة مثل الدفاع المضاد للصواريخ بوتيرة أسرع من ذلك. ولكنه يجب أن نتذكر أن أوباما وميدفيديف أعلنا عن استعدادهما لبدء المفاوضات بهذا الشأن منذ ستة أشهر فقط. ونبدأ في ذلك من الصفر تقريبا. لذا لا أستغرب من أن هذه العملية تسير ببطءquot;.

وأضاف: quot;أعتقد أن روسيا والولايات المتحدة لن تتوصلا إلى حل وسط في هذه القضية قبل انتهاء ولاية أوباما الرئاسيةquot;.