أشرف أبوجلالة من القاهرة: تسببت عملية الجيش السوري في بلدة جسر الشغور خلال عطلة نهاية الأسبوع في حدوث تشققات كبيرة في علاقة النظام السوري بتركيا، ذلك الحليف البارز، الذي استقبل الآلاف من المواطنين المدنيين، بعد هروبهم من أعمال العنف التي شهدتها البلاد أخيراً.

مخيمات للاجئين سوريين في إحدى البلدات التركية قرب الحدود السورية

وقال تقرير نشرته في هذا السياق صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية إن تلك العملية quot;ذات الدوافع الانتقاميةquot; تشير إلى أن النظام في سوريا قد توقف حتى عن التظاهر بالتفكير في الإصلاح، رداً على الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ شهور.

وقد أدان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، quot;الوحشيةquot; التي استعانت بها وحدة الجيش التي يعتقد أنها قامت بتنفيذ العملية القمعية، تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد.

وقال أردوغان في كلمة متلفزة له: quot;بعد كل ما حدث، لم يعد بإمكان تركيا أن تدافع عن سورياquot;. وأوضح أحد ضباط الجيش المنشقين أنه لم يعد أي وجود للمدنيين في جسر الشغور، ولفت إلى أن القوات المناهضة للحكومة حاولت منع القوات الموالية للنظام من التقدم، حتى يتمكن السكان من الهروب.

فيما أوضحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن كثيرًا من سكان البلدة، البالغ عددهم 50 ألف شخص، قد غادروا باتجاه تركيا. وانتظر قرابة العشرة آلاف قرب الحدود يوم الأحد، وتم وضع خمسة آلاف على الأقل في مخيمات عبر الحدود في تركيا.

تزامن ذلك كله، مع رفض تركيا وصف السوريين، الذين لاذوا بالفرار صوب حدوها بـ quot;اللاجئينquot; أو quot;طالبي اللجوءquot;، لكن أردوغان أدان بشدة quot;الفظائعquot; التي يرتكبها نظام الرئيس الأسد في جسر الشغور، بحسب صحيفة حريت ديلي نيوز التركية.

دمشق تمنع أحد أقرباء الأسد ومحافظاً سابقاً من مغادرة البلاد

وقال أردوغان، الذي تربطه علاقة صداقة بالأسد، إنه تحدث إلى الرئيس السوري قبل أربعة أو خمسة أيام، وأنه وجد أن السوريين quot;يستخفون بالوضعquot;، وأكد أنه لا يستطيع الدفاع عن تصرفاتهم.

وذكر أحد كُتَّاب الأعمدة في صحيفة quot;حريت ديلي نيوزquot; إن كانت ترغب تركيا في الحفاظ على دورها الجديد نسبياً كوسيط وصانع قرار سياسي في المنطقة، فإن عليها أن تتخذ قرار: إما بالوقوف إلى جانب حليفتها سوريا، أو أن تواكب موجة التغيير التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن. وتابع هذا الكاتب بقوله quot;لقد أكملت الرؤية السياسية المبنية على سياسة (انعدام المشاكل) مع الحكام المستبدين مدة بقائها في تلك المرحلة، بينما يُعاد بناء منطقة الشرق الأوسطquot;.

روسيا والصين قاطعتا المحادثات في مجلس الامن حول سوريا

قاطعت روسيا والصين المحادثات التي جرت نهاية الاسبوع المنصرم في مجلس الامن الدولي على مستوى الخبراء حول مشروع قرار يدين القمع الدموي في سوريا، بحسب ما اعلن دبلوماسيون الاثنين.

وتعترض روسيا والصين، العضوان الدائما العضوية في مجلس الامن، بقوة على اصدار قرار دولي ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وقد تستعملان حق النقض لمنع صدوره.

وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته ان روسيا والصين quot;كانتا على علم بمحادثات السبت ولكنهما اختارتا عدم المجيءquot;.

ووزعت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال قبل اسبوعين مسودة مشروع قرار يدين سوريا. ثم ادخلوا على هذه المسودة تعديلات على امل الحصول على تأييد مزيد من الدول لهذا المشروع.

ويأمل الاوروبيون ان يجمعوا غالبية كبيرة حول مشروع القرار لممارسة ضغط على روسيا والصين كي لا تستخدمان حق النقض.

وكان السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو اعلن الاثنين انه لا يمكن لمجلس الامن الدولي ان يصبح quot;الشريك الصامتquot; لقمع المتظاهرين في سوريا، وذلك في مقابلة مع صحيفة quot;استادو دو ساو باولوquot;.

وقال ارو quot;هناك ضرورة ملحة للتحرك في الوقت الذي سقط فيه 1100 شخص بحسب الامم المتحدة برصاص قوات الجيش والشرطةquot;. واضاف quot;لا يمكننا السكوت عن هذه المأساة التي تهدد استقرار منطقة هشة اصلاًquot;.

واقرّ ارو بان البرازيل quot;متحفظةquot; عن الانضمام الى قرار يصدر من مجلس الامن حول سوريا quot;بسبب تطورات النزاع في ليبياquot;.