تعتقد السلطات السورية أن إسرائيل تقف خلف عملية اغتيال الجنرال محمد سليمان.


كشفت برقيات أميركية سرية جرى تسريبها مؤخراً على موقع ويكيليكس عن أن السلطات السورية تعتقد أن إسرائيل هي من كانت وراء مقتل الجنرال محمد سليمان، كبير مساعدي أمن الرئيس السوري بشار أسد، مطلع شهر آب / أغسطس عام 2008.

واستناداً إلى ما ورد بتلك البرقيات، التي أعدتها السفارة الأميركية في دمشق، فقد كان الإسرائيليون هم quot;المشتبه فيهم الأكثر وضوحاًquot; في عملية الاغتيال. كما تتبعت تلك البرقيات ردة فعل السلطات على ذلك الحادث والتي كانت تغلفها حالة من الذعر.

وقد علمت السفارة، تبعاً لما نشرته اليوم في هذا السياق صحيفة الغارديان البريطانية، أن قوات الأمن السورية سارعت بتطويق وتفتيش مدينة طرطوس الساحلية السورية حيث وقع الحادث. وعلمت أيضاً أن الصحافيين المتواجدين في سوريا قد تلقوا تعليمات بألا ينشروا الخبر. ولفتت الصحيفة إلى أن الحدث كان مثيراً، وأقرب إلى واقعة اغتيال أخرى غامضة تمت في دمشق مطلع العام 2008، حين تسببت سيارة ملغومة في قتل عماد مغنية، القائد العسكري في تنظيم حزب الله.

هذا ولم تظهر التقارير الأولية بوضوح هوية أو مكان سليمان، واستمر التعتيم لمدة أربعة أيام. لكن الحكومة الأميركية عرفت بالضبط هويته. وسبق لوثيقة سرية نُشِرت قبلها ببضعة أشهر قد كشفت النقاب عن التوصيف الدقيق للمنصب الذي كان يشغله.

وقبلها بإحدى عشر شهراً، قامت طائرات إسرائيلية بمهاجمة وتدمير موقع quot;الكبرquot; الذي يشتبه في أنه موقع نووي على نهر الفرات، وهو واحد على ما يبدو من المشروعات الخاصة التي كان يديرها سليمان، وربما لم يكن معروفاً للقيادة العسكرية السورية الأوسع في النطاق، طبقاً لما أوضحته السفارة الأميركية في البرقيات.

وأشارت البرقيات إلى أن أجهزة الأمن السورية كانت على دراية تامة بأن مدينة طرطوس الساحلية تتيح الوصول بصورة أسهل للعملاء الإسرائيليين عن الأماكن الداخلية مثل دمشق. وذكرت أيضاً أن سليمان لم يكن بالمسؤول الحكومي الواضح للغاية، وأن استخدام قناص يُبَيِّن أن القاتل كان بمقدوره تحديد سليمان بصرياً من مسافة بعيدة.
وتكهنت السفارة الأميركية في الوقت ذاته بأن تكون الحكومة السورية قد التزمت الصمت لعدة أسباب محتملة، منها أنها ربما لم تكن تعرف من قام بعملية الاغتيال، وأن مثل هذه الاتهامات من الممكن أن تعطل أو تنهي مفاوضات السلام السورية الوليدة مع إسرائيل، وأن الإعلان عن الخبر سيكشف عن هفوة أخرى في جهاز الأمن السوري.

وأظهرت برقيات السفارة الأميركية كذلك أن الولايات المتحدة كانت ترغب سابقاً في تطبيق عقوبات مالية على سليمان، كجزء من مساعي ترمي من ورائها إلى إضعاف نظام الأسد، لكنها وجدت أن ذلك الأمر سيكون من الصعب تحقيقه، لأن المعلومات المتعلقة به كانت سرية للغاية وأنه لم يمكن بالإمكان الكشف عنها على الملأ.