زوبعة ويكيليكس

أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot; لـ ويكيليكس لحظة بلحظة في إيلاف

مع إيداع جوليان آسانج مؤسس موقع ويكيليكس السجن بعدما رفضت محكمة في لندن الإفراج عنه بكفالة إلى حين النظر في طلب السلطات السويدية تسليمه إليها، يواجه الموقع أكبر تحد في تاريخه الذي يمتد أربع سنوات. إذ يتعين على الموقع أن يجد طريقة لمواصلة العمل من دون مؤسسه في وقت يواجه ضغوطا متزايدة بسبب نشره برقيات الدبلوماسية الأميركية في أكبر عملية تسريب في العصر الحديث.


يلاحظ مراقبون أن موقع ويكيليكس يعتمد على قيادته اعتمادا كبيرا بحيث لا يوجد بديل طبيعي عنها بل أن العاملين في الموقع يعكفون على إعداد خطط لتمكين مؤسسه جوليان آسانج من إدارة منظمته من وراء قضبان زنزانته في أحد سجون لندن إذا استمر توقيفه بعد 14 كانون/الأول كما قرر القاضي البريطاني يوم الثلاثاء.

ويقول منتقدون إن توقيف آسانج كشف عن موطن ضعف خطير في منظمة ويكيليكس هو اعتمادها المفرط على شخص واحد. وأفادت تقارير أن آسانج رد على زميل شكك في حسن تقديره قائلا quot;أنا قلب هذه المنظمة وروحها، أنا مؤسسها وفيلسوفها والناطق باسمهما، أنا مشفِّرها الأصلي ومنظِّمها وممولها وكل شيء آخرquot;.

وكانت منظمة ويكيليكس تعرضت إلى انشقاق أضر بها في أيلول/سبتمبر الماضي وهي تواجه الآن منافسة مجموعة أُنشئت حديثا. وعلى المدى القريب تتضح التهديدات التي تواجه ويكيليكس بشكل ساطع. إذ ما زالت هناك نحو 250 ألف برقية من السفارات الأميركية يتعين نشرها.

وتتعرض شبكة ويكيليكس من المتطوعين والمتدربين والناشطين والعاملين بأجور إلى هجوم متصاعد من المؤسسات المالية. ومن المقرر أن يستمر نشر البرقيات في العام المقبل وما زال بحوزة ويكيليكس كم هائل من الوثائق بينها ملفات عن بنك أوف أميركا، ويتعين الإنتهاء من نشرها قبل أن تتلقى أي معلومات جديدة.

في هذه الأثناء يواجه الموقع عمليات غلق متسعة من شركات الإنترنت. وأثار عجز ويكيليكس عن قبول مواد جديدة انتقادات أطلقها آخرون ينشطون في حركة الدفاع عن الشفافية في العالم يعتقدون أن هذا تنازلا عن الأهداف الأساسية للمنظمة.

ولكن المواد التي نشرها الموقع عن برقيات السفارات الأميركية تبدو بمأمن بعد إعلان الموقع بأن محتوياته تنعكس في أنحاء العالم على خوادم يبلغ عددها 748 خادما مسجلة في هولندا وليتوانيا ونيوزيلندا وألمانيا والولايات المتحدة وسويسرا والجمهورية التشيكية وفرنسا ودول أخرى.

وينطوي هذا الإعلان على رسالة مؤداها أن الهجوم على موقع ويكيليكس لن يكون مجديا. وأعلن متحدث الأسبوع الماضي أن لدى ويكيليكس مليون يورو في البنك ولكنّ مصادرا أخرى قالت إن الحصول على موارد نقدية يزداد صعوبة.

متظاهرة تحمل لافتات خلال الاحتجاج على اعتقال آسانج

على المدى الأبعد من المتوقع أن يواجه موقع ويكيليكس تحديات متعددة. فبعد الخلاف الذي نشأ داخل المنظمة في أيلول/سبتمبر حول نشر وثائق حرب العراق وأفغانستان انسحب دانيال دومشايت بيرغ أحد مساعدي آسانج لتأسيس مجموعة منافسة آخذا معه عددا من الكوادر الأساسية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن جون يونغ، المهندس المعماري الذي ساعد في تأسيس ويكيليكس وأنشأ موقعه الخاص لنشر الوثائق المسربة، قوله إن ويكيليكس سيطيح به منافسوه وليس الحكومات.

وأشار إلى أن مئات بل آلاف الأشخاص يقدمون خدمة مماثلة ولكن غالبية الناس لم تسمع بهم. وأعلن يونغ قائمة تضم أكثر من 100 مجموعة تنشر معلومات حساسة.

ولكن مجموعة ويكيليكس تبدو واثقة من أنها ستصمد بوجه العاصفة التي أثارتها قضية آسانج. وقال الصحافي جيمس بول الذي يعمل في ويكيليكس إن حكومة الولايات المتحدة وحكومات أخرى حاولت جاهدة أن تستهدف جوليان آسانج. quot;ولكن الهجوم التقني علينا لم يسفر إلا عن توليد 500 موقع عاكسquot; ينقل مواد ويكيليكس في أنحاء العالم. وأضاف quot;أن هذا يبين أنه إذا أُسقط ويكيليكس ستكون هناك 10 مواقع مماثلة في اليوم التاليquot;. وأكد quot;أن المارد نادرا ما يُعاد إلى القمقمquot;.