طرابلس:مني المتمردون الليبيون بأفدح الخسائر منذ بضعة اسابيع في منطقة البريقة، فيما لحقت بالنظام هزائم دبلوماسية جديدة، في اعقاب دعوة الولايات المتحدة القارة الافريقية الى دفع العقيد معمر القذافي الى التنحي.
وغداة زيارة قام بها وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي لبنغازي، معقل المتمردين، وصفت وزارة الخارجية الليبية هذه الزيارة بأنها تصرف quot;غير مسؤولquot; وانتقدت quot;انتهاكquot; السيادة الوطنية لليبيا.

وواصل حلف شمال الاطسي الذي خفف في الايام الثلاثة الاخيرة غاراته على طرابلس، قصف مواقع العقيد معمر القذافي في انحاء اخرى من البلاد.
وفي تقريره اليومي، ذكر الحلف الاطلسي الثلاثاء انه قصف امس اهدافا خصوصا في مصراتة والزليتن (غرب).

وفي بلغراد، قال مسؤول عسكري كبير في الحلف الاطلسي ان لدى قوات الاطلسي في ليبيا الامكانات الكافية في الوقت الراهن، لكن الوضع قد يصبح quot;دقيقاquot; اذا ما تواصلت العمليات.
وقال القائد الاعلى في الحلف الاطلسي الجنرال الفرنسي ستيفان ابريال، quot;اذا ما استمرت العمليات فترة اطول، ستصبح مسألة الامكانات دقيقة جداquot;.

واضاف في مؤتمر صحافي عقده في بلغراد على هامش مؤتمر للحلف الاطلسي مخصص لشركاء الحلف، quot;في الوقت الراهن، تتوافر للقوات المشاركة كل الوسائل الضرورية لقيادة العملياتquot;.
ويأتي هذا التصريح بعد التحذير الذي وجهه الجمعة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى الحلفاء الغربيين في الحلف الاطلسي حول النقص في امكاناتهم العسكرية والارادة السياسية. وقال ان هذه quot;النواقصquot; قد quot;تفسدquot; فاعلية المهمة في ليبيا.

من جهتها، اعلنت بريطانيا التي تشارك في العمليات، انها قد تضطر الى اتخاذ قرارات مهمة حول اعادة تصويب اولوياتها العسكرية اذا ما طال امد تدخل الحلف الاطلسي في ليبيا.
وقال قائد البحرية الملكية الاميرال مارك ستانهوب، ان من الضروري اعادة البحث في الاولويات اذا ما استمرت العملية اكثر من ستة اشهر، معتبرا ان هذه الحملة كان يمكن ان تكون جزئيا اقل كلفة quot;وquot;اكثر فاعلية بكثيرquot; لو ان بريطانيا ما زالت تستخدم حاملة طائرات عملانية.

وفي واشنطن، اقر مجلس النواب تعديلا يرمي الى منع استخدام اموال للعمليات العسكرية الاميركية في ليبيا.
في هذا الوقت، استعرت المعارك بين قوات القذافي والثوار، خصوصا على خط الجبهة بين اجدابيا والبريقة، في الشرق، حيث قتل 21 متمردا الاثنين، كما ذكر احد قادة التمرد.

واكد هذا القائد لوكالة فرانس برس، quot;تعرض رجالنا لكمين. ادعى جنود القذافي الاستسلام ووصلوا حاملين علما ابيض ثم اطلقوا النار عليهمquot;.
واصيب ايضا نحو عشرين من المتمردين ونقلوا الى مستشفى اجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي).

على الصعيد الدبلوماسي، منيت طرابلس بهزيمة جديدة مع اعتراف برلين ب quot;المجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الليبيquot;.
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي quot;نأمل في قيام ليبيا حرة تنعم بالسلام والديموقراطية من دون القذافيquot;. واعلن ايضا افتتاح ممثلية دبلوماسية المانية في بنغازي، معقل المتمردين.

ووصفت وزارة الخارجية الليبية هذا التصرف بأنه quot;غير مسؤولquot;، موضحة ان هذه quot;الزيارة تعد انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية، وتدخلا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وعضو في الامم المتحدة ومخالفة لكل القوانين والاعراف والمواثيق الدولية ذات العلاقةquot;.
وتحاول واشنطن من جهتها زيادة عزلة العقيد القذافي من خلال حرمانه دعم القارة الافريقية.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اديس ابابا quot;اطلب من كل الدول الافريقية ممارسة ضغوط لتطبيق وقف حقيقي لاطلاق النار ودعوة القذافي الى التنحي عن السلطةquot;.
ودعت كل بلدان القارة الى quot;تعليق انشطة السفاراتquot; الموالية لنظام القذافي وquot;طرد الدبلوماسيين الموالين للقذافيquot; المعتمدين في هذه البلدان.

وبعد الامارات العربية المتحدة الاحد، باتت المانيا البلد الثالث عشر الذي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي.
واكد العقيد القذافي الذي يتولى السلطة منذ 1969، من جديد الاحد انه لن يتنازل عن السلطة على رغم الانشقاقات في صفوف جيشه وازدياد الدعوات الدولية الى تنحيه، ولاسيما من روسيا، حليفه السابق، التي سترسل الاسبوع المقبل موفدا الى طرابلس.

وقد اسفر النزاع منذ 15 شباط/فبراير عما بين quot;10 الاف و15 الفquot; قتيل، وفق الامم المتحدة، وارغم نحو 952 الف شخص على الفرار، كما تقول المنظمة الدولية للهجرة.