آخر تحديث الأحد 12/6/2011 الساعة 11:41 بتوقيت غرينتش

طرابلس: دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي في مدينة الزاوية ما أدى الى قطع الطريق الرئيسي المؤدي من العاصمة الليبية طرابلس الى تونس.

وكان الثوار احكموا سيطرتهم على المنطقة والطريق الساحلي بين المطرد والبوابة الغربية، فيما نشرت الكتائب قناصة فوق مبنى المجمع الاداري في وسط الزاوية تحسبا لفقدان السيطرة على المدينة.

وافادت مصادر الثوار بتجدد قصف القوات الموالية للقذافي لبلدة الدفينة التي يسيطرون عليها الواقعة قرب مدينة مصراتة وعلى بعد حوالي 200 كم الى الشرق من طرابلس دون الاشارة الى سقوط اصابات.

وكان 31 شخصا قتلوا الجمعة ـ أغلبهم من مقاتلي الثوار ـ في قصف عنيف قامت به القوات الموالية للقذافي على البلدة ذاتها.

وقال طبيب في مستشفى الحكمة في مصراتة ان قوات القذافي استخدمت في هجومها المدافع والدبابات والصواريخ، وقال ان اكثر من 60 شخصا اصيبوا في الهجوم ايضا.

الأطلسي يتوخى عدم التدخل

واستغرب الثوار سبب عدم تدخل حلف شمال الاطلسي لوقف القصف الذي تركز اغلبه على الطريق الساحلي الممتد عبر بساتين الزيتون والاراضي الزراعية.

وتحاصر قوات القذافي مصراته من جميع الجهات، والمنفذ الوحيد للمدينة هو عبر البحر حيث تحصل المدينة على احتياجاتها الانسانية عبر الميناء المطل على البحر الأبيض المتوسط.

وقد حاولت هذه القوات عدت مرات استعادة المدينة الا ان الثوار تمكنوا من صد هذه الهجمات مشيرة الى إمكانها رؤية الدبابات ولكن دون أثر لحلف الأطلسي.

الثوار يرغبون في التقدم والأطلسي يستدعيهم

واشتكي الثوار من انهم لا يحصلون على الدعم الذي يحتاجونه للانتصار على رجال القذافي. وقال قادة الثوار في الدفنية انهم يرغبون في دفع القتال الى الامام ولكن ضباط حلف الاطلسي الذين يعملون في بنغازي استدعوهم.

وبعد ثلاثة اشهر تقريبا من قصف طائرات الحلف لاهداف عسكرية ليبية، لم تنجح في الإطاحة بالقذافي او تمكين الثوار من شن هجوم على طرابلس.

وفيما ويعزو الثوار ذلك الى عدم اسقاط الحلف لعدد كافٍ من القنابل رغم انعم يقولون ان طائرات الحلف شنت بضع ضربات في وقت متأخر السبت واعطبت دبابة.

ويقول قادة حلف الاطلسي انه ينجزون تفويضهم بحماية المدنيين واضعفوا بشكل كبير امكانات القذافي العسكرية ولكنهم اقروا بصعوبات في ضرب اهداف صغيرة موضوعة قرب مبان سكنية او مخبأة للتستر من المقاتلات الحربية.

ودون دعم جوي كبير من حلف الاطلسي فإن اي تقدم للثوارسيكون بطيئا ودمويا.

واقترب الطرفان من بعضهما البعض في مصراتة يوم الجمعة ليقع تبادل لاطلاق النار باسلحة خفيفة ولكن المتمردين يقولون ان حلف الاطلسي استدعاهم لتجنب اختلاط المواقع على ما يبدو اذا ما اختارت الطائرات المقاتلة ضرب اهداف. ولكنها لم تفعل.

ويقول أحد قادة الثوار على الجبهة الغربية انه توجد خطوط حمراء وانه في الليلة السابقة رغب رجاله في التقدم الى الامام ولكن حلف الاطلسي طلب منهم التراجع.

واستطاع الثوار الأسبوع الماضي التقدم في منطقة الجبل الغربي قرب الحدود مع تونس دون قتال من الزنتان الى بلدة يفرن بعد فرار قوات القذافي تحت وطأة قصف عنيف من طائرات الحلف.

وكثيرا ما تكون المسافة الفاصلة بين الطرفين بضع مئات من الامتار مما يجعل من الصعب التمييز بينهما.

وتؤثر هذه الصعاب السلب على المعارضين الذين يخوضون قتال شوراع لاستعادة مدينتهم من قوات القذافي ولكنهم يقاتلون الان على ثلاث جبهات لابقاهم على مسافة بعيدة.

وقال القائد عمر السواحيلي ان قوات القذافي اقتربت الجمعة من البوابة على مسافة 300 متر وان حلف الاطلسي لم يفعل شيئا مضيفا ان المعارضين لا يفهم سبب ذلك.

المعارك تتجدد في الزاوية بليبيا بعد شهرين من الهدوء

وتجددت المعارك السبت والاحد في مدينة الزاوية (غرب ليبيا) التي كانت مسرحا في شباط/فبراير واذار/مارس لمواجهات دامية بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي، كما اعلنت مصادر الثوار.

وقال احد هذه المصادر ان quot;المعارك تتواصل منذ امس بين كتائب القذافي والثوار في مدينة الزاوية ما اسفر عن عدد كبير من الجرحىquot;.

واضاف ان القوات الموالية للقذافي قطعت الطريق المؤدية الى الحدود التونسية quot;لمنع تدفق اللاجئينquot; من هذه المدينة التي تعد 250 الف نسمة وتقع على بعد نحو خمسين كيلومترا غرب طرابلس.

ولم يتسن على الفور تأكيد تلك التقارير من مصادر مستقلة.

وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على الزاوية في اذار/مارس بعد معارك عنيفة ضد الثوار.

الثوار يراوحون مكانهم على الطريق الى البريقة

وفي سياق آخر، على الطريق المؤدي غربا من اجدابيا الى البريقة تندر حركة السير وعلى امتداد البصر في الصحراء يشاهد حطام الدبابات المحترقة بينما يقترب خط الجبهة.

ويشير الحطام على طريق البريقة، المدينة النفطية الهامة، الى القتال العنيف الذي دار مؤخرا. غير ان الثوار باحدى نقاط التفتيش يحولون دون تجاوز الصحافيين هذه النقطة باتجاه جبهة القتال.

ولا جدوى من الاصرار. فلدى فطري مختار اوامره بعدم تجاوز اي شخص نقطة التفتيش.

لقد ولت الايام الاولى للثورة على نظام معمر القذافي والتي بدأت منتصف شباط/فبراير، عندما كان الثوار يتدفقون بشكل شبه عفوي بما اوتوا من سلاح غربا قبل ان يندحروا من جديد تحت وابل القصف الكثيف من جانب قوات القذافي.

وعلى نقطة التفتيش يقف عدد من الثوار بينما آثر اخر اخذ قسط من النوم على متن احدى السيارات التي تحمل رشاشات وقاذفات صواريخ والتي توقفت ثلاثة منها.

ويقول مختار quot;يتحرك خط الجبهة ذهابا وايابا بين الكيلومتر 18 والكيلومتر 40quot;.

وما تزال البريقة المدينة الاستراتيجية التي يسعى المتمردون لاغتنامها منذ اسابيع، في ايدي قوات القذافي رغم شن القوات الفرنسية والبريطانية هجمات بمروحيات قتالية مؤخرا.

والعمل في المنشآت النفطية في البريقة متوقف في الوقت الراهن، غير ان سقوط المدينة في ايدي المتمردين من شأنه فتح خط الوقود بين معقلهم في بنغازي شرقا وسرت الى الغرب.

وحينما تمر سيارة اسعاف اتية من الجبهة يطمئن مختار بالقول quot;امر عاد، ولا داع للقلقquot;. ويقول مختار، الذي يعمل مدرسا للغة العربية في الحياة المدنية quot;افضل ان امسك بالطباشير بدلا من الكلاشنيكوف، واقف امام سبورة بدلا من الوقوف هناquot;.

quot;ولكن لا بد ان يرحلquot; في اشارة الى القذافي، الذي عادة ما لا يعبأ المتمردون بالاشارة اليه بالاسم، بل يكتفون بالاشارة اليه بضمير الغائب، او بوصفه ب quot;الشيطانquot;.

ويتردد صدى بضعة انفجارات لصواريخ غراد من خط الجبهة فيما تعبر مركبة قديمة محملة بعدد من المتمردين الشبان الرافعين الاعلام.

ويخيم صمت مطبق غالبا على المنطقة ولا يجد الصحافيون امامهم سوى محاولة استنباط ما يدور على الجبهة، بما في ذلك ما يستقى من المعلومات بمستشفى اجدابيا حيث ينقل المصابون للعلاج من شظايا القذائف ورصاص الحرب.

ويقول الطبيب ونيس العبيدي quot;امس عالجنا ثلاثة مصابين، اصيب احدهم بنيران صديقةquot; بينما اصيب اخر حينما انفجرت الذخيرة في وجهه اثناء تعميره لسلاحه.

اما المصاب الثالث، وهو مقاتل مخضرم، فقد نقل الى المستشفى بعد مشاركة قصيرة في القتال على خط الجبهة حيث يقول ان طائرات الحلف الاطلسي تواصل قصف مواقع القذافي.

ويضيف المقاتل quot;نحن على اهبة الاستعداد بانتظار ان يعطونا الضوء الاخضرquot;.

وفي تصريح لفرانس برس قال موسى المغرب، وهو احد القادة الميدانيين عاد لتوه من البريقة الى بنغازي ان المتمردين يتأهبون لتنفيذ هجوم quot;قريباquot;.

وتابع quot;نحن على اتصال مستمر بالاباتشيquot; في اشارة الى المروحيات الهجومية البريطانية التي تم نشرها فوق الاجواء الليبية منذ الثامن من حزيران/يونيو.

ورغم الحملة الجوية للحلف الاطلسي لم يتمكن الثوار من ابقاء سيطرتهم على البريقة، والتي سيطروا عليها لوقت قصير اخر مرة في مطلع اذار/مارس قبل تقهقرهم امام قوات القذافي.

وفي الوقت ذاته، تجد قوات القذافي نفسها غير قادرة على دحر الثوار الى اجدابيا، والتي تقع على بعد 240 كيلومترا شرقي البريقة، وذلك لتواصل قصف طائرات الاطلسي لقوات القذافي دون هوادة.

وحاليا تبقى اجدابيا هادئة، وان كان الهدوء نسبي.

وفجأة يطل على الطريق الحار مشهد رجل معاق على دراجة بخارية صغيرة متجها الى نقطة التفتيش quot;لتفقد الوضعquot; كما quot;دأب على الفعلquot;.

ويقول متباهيا بدراجته المتواضعة quot;انها افضل من سيارة، واستطيع ان احمل صواريخ عليهاquot;. ويتابع quot;حينما اسمع دوي اطلاق نار، اذهب لارى بنفسي. لقد عاينت كافة المعارك التي دارت حول اجدابياquot;.