دكار: رحبت الحكومة السنغالية مساء الخميس بزيارة الرئيس عبد الله واد الى بنغازي معتبرة ان رحلته تشكل مبادرة تشجع على السلام بينما تثير هذه الخطوة جدلا في السنغال.

وقال مصطفى غيراسي الناطق باسم الحكومة السنغالية لشبكة التلفزيون العامة quot;ار تي اسquot; ان quot;السلام هو ما يرغب به الاتحاد الافريقي وما يريده رئيس الدولة وما يتمناه الليبيون والعالم اجمع (...) اليوم يجب ان نرحب بهذه المبادرةquot;.

واضاف ان واد الذي انتخب في العام 2000 quot;رئيس دولة يدرك ان الرهانات معقدة وشاملة. يمكن ان يكون للسلام تأثير على السنغال وعلى القارة وعلى العالمquot;.

وتابع ان واد quot;وقبل ان يصبح رئيسا للسنغال اهتم دائما بقضايا السلام في العالم وزيارته لليبيا اليوم امر طبيعيquot;.

وذكر الناطق بان الرئيس السنغالي دعي الى بنغازي (شرق ليبيا) من قبل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الهيئة القيادية للتمرد الليبي مصطفى عبد الجليل.

وواد هو اول رئيس دولة يزور بنغازي منذ بدء التمرد منتصف شباط/فبراير في ليبيا.

واستقبل واد مرتين في ايار/مايو في دكار ثم في باريس مبعوثين لعبد الجليل قبل ان يقرر الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي quot;ممثلا شرعيا للشعب الليبي والسماح له بفتح مكتب لتمثيله في دكارquot;.

الا ان هذا القرار الذي اتخذ رسميا quot;بعد مشاورة رئيسي مجلسي الشيوخ والجمعية الوطنيةquot; واجه انتقادات في بعض الاوساط في السنغال حيث نظمت تظاهرات مؤيدة للزعيم الليبي معمر القذافي وضد ضربات حلف شمال الاطلسي.

وذكر عدد كبير من السنغاليين بان الزعيم الليبي استقبل في بلدهم اكثر من مرة بحفاوة كبيرة كما حدث في كانون الاول/ديسمبر 2010 في المهرجان العالمي لفنون الزنوج.

وكان واد رحب بالقذافي حينذاك وقدمه على انه quot;رفيق الدرب في النضال لبناء الولايات المتحدة الافريقيةquot;.

وفي quot;رسالة مفتوحةquot; الى واد نشرتها الصحف المحلية في السادس من حزيران/يونيو، وصف المعارض ايلي ماديوديو فال دعم الرئيس السنغالي للتمرد الليبي quot;بالمفاجأة السيئة لملايين السنغاليينquot;، معتبرا ان هذا القرار quot;يجعل الاتحاد الافريقي يبطىء في عملهquot;.

ويدعو الاتحاد الافريقي الى حل دبلوماسي للنزاع. وقد حاول القيام بوساطة بدون نتائج على الارض.

من جهته، كتب الصحافي المدون سليمان جول ديوب الذي ينتقد النظام باستمرار ان الرئيس السنغالي quot;انتظر ليصبح القذافي على الارض ليركله بقدمهquot;.

وتحدث الصحافي نفسه في مقال نشره على مدونته تحت عنوان quot;قضية وادافيquot; (اي واد+قذافي)، بشدة quot;التحول المدهشquot; لعبد الله واد.

وكان واد دعا في تصريح ادلى به في بنغازي معقل الثوار الليبيين، القذافي الى التخلي عن السلطة.

وقال واد للصحافيين في بنغازي quot;اقولها لك مباشرة (...) كلما اسرعت في الرحيل، كلما كان افضلquot;.

واضاف quot;انا الوحيد في الاتحاد الافريقي الذي يمكنه ان يتكلم معه ويقول له الحقيقة لاني لا ادين له بشيءquot;، قبل ان يعرض لائحة اتهامية مطولة ضد القذافي.

وقال متوجها الى القذافي quot;وصلت الى السلطة اثر انقلاب عسكري قبل اكثر من اربعين عاما ولم تنظم انتخابات على الاطلاق وادعيت التحدث باسم الشعب والجميع يعرف ان ما اقمته هو دكتاتوريةquot;.

واضاف quot;اقولها لك مباشرة الان، يجب وقف الاضرار (...) عبر الاعلان عن وقف لاطلاق نار احادي (...) لمصلحة الشعب الليبي يجب ان تنسحب من الحياة السياسية (...) ولا تحلم بالرجوع اليها. اذا اردت، ساساعدك للانسحاب من السلطةquot;.

وقال ايضا quot;كلما اسرعت في الرحيل، كلما كان ذلك افضلquot;.

شكلت زيارة واد نصرا دبلوماسيا كبيرا للثوار الليبيين وضربة قاسية للعقيد القذافي خصوصا وان الزائر رئيس دولة في افريقيا القارة التي اعتمد عليها الزعيم الليبي كثيرا.

واعترفت السنغال في نهاية ايار/مايو بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا وحيدا لليبيا على غرار فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا والاردن ومالطا واسبانيا.