واصل الثوّار الليبيون تقدّمهم نحو العاصمة طرابلس المعقل الرئيس لمعمّر القذافي والقوات الموالية له، واستولوا الأربعاء على ثلاث بلدات، هي زاوية والباقول واللوانية والغنيمة على طريق يفرن في الغرب، حيث باتوا على بعد 80 كلم من طرابلس.


مسلحون تابعون للثوار الليبيين

بنغازي: حقق الثوار الليبيون الاربعاء انتصارات جديدة الاربعاء في غرب البلاد، واستولوا على ثلاث بلدات على الطريق الى طرابلس، في حين اوقعت غارة للحلف الاطلسي 12 قتيلا بحسب النظام.

تاتي هذه التطورات عشية زيارة الى طرابلس يقوم بها موفد الكرملين ميخائيل مارغيلوف، الذي سيلتقي الخميس رئيس الحكومة ووزير الخارجية بعد قرابة اسبوع من محادثات مع الثوار في معقلهم في بنغازي (شرق).

واستولى الثوار الاربعاء على ثلاث بلدات زاوية الباقول واللوانية والغنيمة على طريق يفرن (غرب) التي يسيطر عليها الثوار وتقع على بعد 80 كلم من طرابلس، بحسب مراسل فرانس برس. والثلاثاء استولى الثوار على الريانية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من زاوية الباقول.

ومنذ ثلاثة ايام، يتقدم الثوار على الطريق بين مدينتي الزنتان ويفرن، اللتين يسيطرون عليهما، ويعتزم هؤلاء تطهير البلدات الواقعة على هذا الطريق، والتي لا تزال في قبضة قوات القذافي، كي يتمكنوا من ربط هاتين المدينتين الخاضعتين لهم.

وفي زاوية الباقول سيّر الثوار الاربعاء دوريات في الشوارع، وفتشوا المنازل التي كانت تحتلها قوات القذافي.

في موازاة ذلك، حقق الثوار نجاحات دبلوماسية جديدة مع اعتراف كندا وبنما الثلاثاء بالمجلس الوطني الانتقالي quot;ممثلاً شرعيًا للشعب الليبيquot; فيما ابدت تونس استعدادها لذلك.

واصبح حاليًا عدد الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي 15 دولة هي: بنما وكندا وفرنسا وقطر وبريطانيا وايطاليا وغامبيا ومالطا والاردن والسنغال واسبانيا واستراليا والولايات المتحدة والمانيا والامارات.

ورأى قائد عمليات الحلف الاطلسي الجنرال تشارلز بوشار ان الوضع العسكري في الغرب يتطور quot;بشكل ايجابي جداquot;.

واعتبر ان مهمة الحلف يمكن ان تنجز من دون اللجوء الى قوات ميدانية، في حين ان النزاع اوقع منذ 15 شباط/فبراير اكثر من عشرة الاف قتيل، وارغم قرابة مليون شخص على الفرار بحسب وكالات الامم المتحدة.

وفي الوقت الذي يصرّ فيه العقيد القذافي على البقاء في السلطة بعد اربعة اشهر على اندلاع الثورة ضده، تتزايد التساؤلات حول ما اذا كان حلف شمال الاطلسي يمتلك الوسائل العسكرية الكافية لانجاز مهمته في ليبيا في حال طال امد النزاع.

وقالت اوانا لونغيسكو المتحدثة باسم الحلف الاطلسي الثلاثاء للصحافيين في بروكسل لتبديد المخاوف انه quot;من الواضحquot; ان الحلف يملك الوسائل اللازمة quot;للحفاظ على الضغطquot; على القذافي.

وفي الولايات المتحدة، حذر رئيس مجلس النواب الاميركي جون بوينر الرئيس باراك اوباما الثلاثاء من مواصلة العملية العسكرية الاميركية في ليبيا من دون الحصول على موافقة الكونغرس على هذا الامر.

واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الجيش البريطاني يتمتع بالوسائل لمتابعة مهمته في ليبيا quot;طالما لزم الامرquot;.

وقتل اثنا عشر شخصا الاربعاء في غارة جوية شنّها الحلف الاطلسي على حافلة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، كما ذكر التلفزيون الرسمي.

واعلن التلفزيون في خبر عاجل ان الحلف الاطلسي قصف quot;حافلة ركاب ببوابة ككلةquot; الواقعة في جنوب العاصمة طرابلس، ما ادى الى quot;استشهاد 12 راكباquot;.

وفي طرابلس، هز انفجاران قويان مساء الثلاثاء وسط العاصمة الليبية التي لم تتعرض خلال الايام الثلاثة الماضية لغارات الحلف الاطلسي. وكان الحلف تولى في 31 اذار/مارس قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بتفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين من قمع القذافي.

لكن عددًا من المسؤولين السياسيين الغربيين اقرّوا بان الهدف من التدخل بات الآن تنحّي القذافي. واعتبر رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان الحلف الاطلسي يتجاوز ما صدر في القرار الدولي حول ليبيا.

والاثنين دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون افريقيا الى ان تستخدم نفوذها لاقناع القذافي بالرحيل.

على الصعيد الانساني، ذكرت وكالة الانباء التونسية الرسمية الاربعاء ان 41 مواطنًا ليبيًا، من بينهم ضباط وعسكريون وصلوا الى تونس، الا انها لم تكشف عن ما اذا كانوا عسكريين منشقين.

وقالت الوكالة ان المجموعة وصلت الى ميناء الكتف في مدينة بنقردان في ولاية مدنين على الحدود مع ليبيا.

وفي الولايات المتحدة افاد مسؤولون اميركيون ان البيت الابيض سلم الكونغرس رسميًا الاربعاء تقريرًا يبرر فيه دوره في النزاع في ليبيا، ويؤكد ان الرئيس باراك اوباما لم يتجاوز صلاحياته.