طائرة أميركية بدون طيار

تنفذ الولايات المتحدة الأميركة عمليات في اليمن تأخذ طابع السرية مستخدمة بشكل أساسي طائرات من دون طيار، وتأتي هذه العمليات في إطار الخوف من تنظيم القاعدة، بينما تسود توقعات أن تكون هذه الضربات مجرد مقدمة لما هو أكبر من ذلك.


توقع خبراء أمنيون ان يكون تصعيد العمليات السرية التي تنفذها الولايات المتحدة مستخدمة طائرات من دون طيار في اليمن مقدمة لما هو أكبر.

وضاعفت أحداث اليمن مخاوف إدارة الرئيس اوباما من ان يستغل تنظيم القاعدة فراغ السلطة والأمن في اليمن لتعزيز مواقعه دافعة وكالة الاستخبارات المركزية الى إرسال طائرات من دون طيار لاستهداف عناصر القاعدة وغيرهم من المتطرفين الاسلاميين.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن خبراء أمنيين أميركيين أن الحملة الجديدة تعتمد على العمليات الخاصة والاستطلاع بطائرات غير مأهولة ثم الهجوم على الهدف ولكن من دون نشر قوات على الأرض.واضاف الخبراء ان من المرجح ان يكون هذا التوجه مؤشرا لما هو قادم.

وقال لورنس كورب وهو مسؤول سابق في البنتاغون يعمل الآن في مركز التقدم الاميركي للأبحاث في واشنطن، إن ما يعنيه هذا التحرك من حيث الأساس هو quot;اننا لن نمارس مكافحة حركات التمرد بعد الآن بل مكافحة الارهابquot; مضيفا ان الاهتمام عاد الى quot;التركيز على القاعدةquot;.

وبسبب الاتفاق على ان تنظيم القاعدة ما زال يشكل خطرا فان الرئيس اوباما عمليا لا يواجه معارضة مما هو بمثابة حرب سرية تخوضها الولايات المتحدة في اليمن على الضد من المقاومة التي يواجهها في الكونغرس بشأن التدخل الاميركي في ليبيا.

وتسعى الولايات المتحدة الى قطع الطريق على أي تحالف يُقام بين تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي ينشط في جنوب اليمن بصفة خاصة والمسلحين الاسلاميين في الصومال على الضفة الأخرى من خليج عدن الذي يتسم بأهمية حيوية لنقل إمدادات الطاقة.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية ليون بانيتا في افادة امام لجنة الشؤون العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي مؤخرا ان الهدف هو تطوير عمليات في كل من اليمن والصومال وشمال افريقيا لتطويق القاعدة ومطاردة عناصر التنظيم في كل مكان.

ويعترف مسؤولون في أجهزة مكافحة الارهاب الاميركية بوجود صلات بين تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وجماعة شباب المجاهدين الصومالية ذات الارتباط بالقاعدة. وقال منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية دانيل بنجامين إن احد اهداف الولايات المتحدة هو منع الجماعتين من تعزيز علاقاتهما في ظل انعدام الاستقرار وتقويض سلطة الحكم في اليمن.

وكان المسؤولون الاميركيون دأبوا طوال أشهر على التأكيد أن اليمن يبقى مبعث القلق الأول.ويحاول بعضهم التقليل من احتمالات حدوث انهيار كامل في اليمن قد يحيله دولة فاشلة وثمرة ناضجة القطاف لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. وفي هذا الشأن قال وزير الدفاع روبرت غيتس في حديث لوكالة اسوشيتد برس إنه يرى بوارق أمل في أن يتمكن اليمنيون من تفادي الانهيار الكامل ومعالجة انقساماتهم السياسية وخاصة إذا بقي الرئيس علي عبد الله صالح في العربية السعودية.

البديل هو فتح الباب لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.وقال كورب من مركز التقدم الاميركي للأبحاث إن سيطرة هذه الجماعة على اليمن quot;ستمنحها قاعدة لإثارة كثير من المشاكل في المنطقة ولاستهدافناquot;.

ويُرجح أن تنامي قوة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية هو السبب في أن تصعيد العمليات السرية الاميركية في اليمن لم يلق اعتراضا يُذكر من الكونغرس الذي أنهكته الحروب الاميركية. بل ان الرئيس نفسه الذي يندد به اعضاء الكونغرس من اليمين واليسار لمشاركة الولايات المتحدة عسكريا في ليبيا، يلقى ثناءهم لتصعيده العمل العسكري في اليمن ، بحسب كريستيان ساينس مونتر.