سراييفو: اعترف الرئيس الكرواتي السابق ستيبان ميسيتش بارتكاب بلاده اخطاء فادحة في حق جارتها البوسنة والهرسك عندما شاركت في مشروع الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في الاعتداء على البوسنة والهرسك.

وقال انه وبالرغم من ان الجيش الكرواتي قد قام بأعمال بطولية كبيرة حرر من خلالها الاراضي الكرواتية من الجيش الصربي الذي عاث في كرواتيا فسادا الا ان كرواتيا وبسبب سياسة رئيسها الاسبق فرانيو توجمان قد ارتكبت خطأ تاريخيا عندما حاربت الى جانب الجيش الصربي ضد المسلمين في البوسنة والهرسك.

واشار ميسيتش في مقابلة هاتفية مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة الذكرى العشرين لاستقلال كرواتيا اليوم الى ان قرار بلاده بمحاربة الجيش الصربي في كرواتيا كان قرارا عادلا وضروريا لتحقيق الاستقلال خاصة اذا ما اخذ بعين الاعتبار حقيقة الاعمال الاجرامية التي ارتكبها الجيش الصربي ضد المدنيين الكروات.

وعبر ميسيتش عن اسفه ازاء قرار كرواتيا الدخول في حرب ظالمة ضد البوسنة والهرسك التي لم يكن لها اي اطماع في المساس بالسيادة الكرواتية quot;لا بل انها كانت من اوائل الدول التي دعمت استقلال كرواتيا الا ان الاطماع التوسعية كانت تغلب على سياسة القيادة الكرواتية انذاكquot;.

واوضح ان ميلوشيفيتش قد نجح في اقناع القيادة الكرواتية السابقة في الدخول معه في مشروع تقسيم البوسنة والهرسك والسيطرة على اراضيها مفضلة الحصول على جزء من الاراضي البوسنية بدلا من ترك كل تلك الاراضي للوقوع في ايادي الجيش الصربي.

وكشف ميسيتش عن ان الرئيس الكرواتي السابق فرانيو توجمان كان على اتصال مستمر مع الرئيس ميلوشيفيتش اثناء الحرب بالرغم من المواجهات العسكرية بين جيشي البلدين الا ان مواقفهما كانت متقاربة ومنسجمة فيما يتعلق بالسيطرة على البوسنة والهرسك.

واعتبر ميسيتش ان العلاقات الكرواتية - البوسنية قد عادت الى مسارها الطبيعي وانها قد اصبحت على المستوى المطلوب بالرغم من وجود بعض الخلافات الحدودية الا انها لا تشكل اي تهديد على تلك العلاقات بين البلدين الجارين.