القاهرة: اعتبرت جامعة الدول العربية فشل اللجنة الرباعية الدولية خلال اجتماعها في واشنطن الليلة الماضية في التوصل إلى اتفاق حول سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بأنه يشكل تهربًا واضحًا من إلزام اسرائيل بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية واتخاذ موقف حاسم وواضح لردع الإجراءات الاسرائيلية وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني وإحقاق حقوقه المشروعة.

وفي تعقيب على موقف الرباعية الدولية قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في تصريحات للصحافيين quot;أعتقد أن هذا هروب، وموقف سلبي ولا بد أن نشعر بالامتعاض لأن يصلوا إلى هذه الدرجة من التعامل السلبي مع عملية السلامquot;.

مشيرا إلى أن الشعب والقيادة الفلسطينية دعموا المفاوضات بكل قوة، كما جاء موقف الجامعة العربية واضحًا من خلال لجنة مبادرة السلام العربية التي أكدت على الثوابت الفلسطينية وأقامت شبكة أمان للجانب الفلسطيني، وفي المقابل ماطلت إسرائيل وتهربت.

وأضاف ان المفاوضات استمرت أكثر من 16 عامًا، ولا يوجد في العالم مفاوضات تستمر لهذه المدة الطويلة، وكل التسهيلات والأمور الموزونة والمعقولة قام بها العرب لإعطاء دفعة لعملية السلام، ولكن الأمر اصطدم بالتعنت الإسرائيلي وتمسك الاحتلال بالاستيطان. وشدد على أن وقف الاستيطان استحقاق منصوص عليه في خطة خارطة الطريق، وأن هذه الخطة موجودة أيضًا ضمن قرار مجلس الأمن الدولي 1515، الأمر الذي يستدعي التزام الرباعية الدولية بمثل هذه القرارات، وإلا فإن الأمر سيسير بشكل سريع نحو الفوضى والاضطراب.

وقال quot;كنا نتمنى أن تؤيد اللجنة الرباعية ما يطالب به الجانب الفلسطيني وتطالب إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل تام، قبل أن توجه دعوة إلى العودة إلى المفاوضاتquot;. وتساءل صبيحquot; كيف نذهب إلى مفاوضات غير محدودة الزمن بعد السنوات الطويلة من المفاوضات وكيف نذهب بدون مرجعية وكيف نتحلل من الالتزامات التي جاءت في اتفاق أوسلو حول إعلان الدولة الفلسطينية عام 2000quot;.

مضيفا quot;إذا كانت الاتفاقات عبارة عن ملهاة فإن العرب ملّوا هذا الأسلوب، وقبل الحديث عن العودة للمفاوضات مطلوب وقف الاستيطان بشكل تامquot;. وأوضح أن الإدارة الأميركية عليها أن تتخذ موقفا حازما وواضحا يتماشى مع القانون الدولي بإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني، لا أن يتم إعطاء ضوء أخضر لاستمرار العدوان وعربدة المستوطنين. مؤكدا أن الجانبين الفلسطيني والعربي متمسكان بضرورة التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية.