الاعتصامات تتواصل في ميدان التحرير

يبدو أن التغييرات التي أجراها رئيس الوزراء المصري عصام شرف على حكومته لم تكن مرضية بالنسبة إلى المعتصمين في ميدان التحرير الذين قرروا مواصلة اعتصامهم ودعو إلى مظاهرة مليونية اليوم مطالبين بإقالة الحكومة كلها، وعدم إبقاء أي وزير من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.


في أول رد فعل على إعلان التغييرات الوزارية الجديدة، التي شملت 14 وزيراً، جديداً إضافة إلى نائب رئيس الوزراء لشؤون التحول الديمقراطي، أعلن المعتصمون في ميدان التحرير الإستمرار في إعتصامهم، ودعوا إلى مليونية جديدة اليوم الإثنين في السادسة مساء، باسم quot;مليونية المواجهةquot;، وصعدوا من مطالبهم إلى حد إقالة الحكومة كلها، وعلى رأسها الدكتور عصام شرف.

وهتفوا ضده قائلين quot;عصام شرف باطل.. مجلس وزراء باطل.. وزير داخلية باطلquot;. وانتقدوا تجاهل شرف لترشيحات القوى السياسية المختلفة، والإبقاء على اللواء منصور العيسوي وزيراً للداخلية، برغم فشله في إعادة الأمن إلى الشارع المصري، وإستخدام أساليب قمعية في مواجهة المتظاهرين السلميين يومي 28 و29 يونيو الماضي، فيما عرف بأحداث مسرح البلون، التي أصيب فيها نحو 1134 شخصاً، جراء إستخدام القنابل المسلية للدموع والرصاص المطاطي والحي.

وزراء أكاديميون
وكان شرف أعلن عن التشكيل الوزاري الجديد وضم 14 وزيراً جديداً، إضافة إلى الدكتور علي السلمي نائباً لرئيس الوزراء لشؤون التحول الديقراطي، وشمل التشكيل الجديد العديد من الأكاديميين، وخلا من الوجوه الثورية التي رشحتها القوى السياسية والثورية على مدار الإسبوع الماضي، حيث رفضت غالبية المرشحين قبول حقائب وزارية، مفضلين الإستمرار في النضال حتى تتحقق مطالب الثورة كاملة.

وسوف يؤدي الوزراء الجدد اليمين الدستورية اليوم أمام المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، والوزراء الجدد هم:الدكتور حازم الببلاوي نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية ووزيراً للمالية، الدكتور معتز خورشيد، وزيراً للتعليم العالي، وهو أكاديمي كان يشغل منصب رئيس الجمعية المصرية للبرمجيات، الدكتور حازم عبدالعظيم، وزيراً للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو أستاذ في كلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة، الدكتور عمرو حلمي، وزيرًا للصحة، وكان يعمل أستاذ أمراض الكبد وعميد معهد الكبد فيبالمنوفية، الدكتور علي زين العابدين، وزير النقل، أستاذ في كلية الهندسة جامعة عين شمس، الدكتور صلاح السيد يوسف، وزير الزارعة. وكان يحتل منصب رئيس قطاع الخدمات الزراعية في الوزارة.

الدكتور عبد الفتاح البنا، وزير الدولة للآثار، أستاذ في كلية الآثار جامعة القاهرة، المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية، نائب رئيس مجلس الدولة، ورئيس اللجنة العليا المشرفة على التعديلات الدستورية الأخيرة. الدكتور محمد عبد الفضيل القوسي، وزير الأوقاف، نائب رئيس الربطة العالمية لمتخرجي الأزهر. اللواء لطفى مصطفى كمال، وزير الطيران المدني. أحمد فكري عبد الوهاب، وزير التجارة والصناعة، أستاذ في كلية التجارة جامعة القاهرة، السفير محمد كامل عمرو، وزير الخارجية. اللواء علي ابراهيم صبري، وزير الدولة للإنتاج الحربي. وهو قيادي في القوات المسلحة. والدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية والري. وكان يشغل رئيس قطاع النيل في الوزارة، وهو بالأساس أكاديمي مختصص في تكنولوجيا الري.

وزراء من عهد مبارك
وأبقى شرف على وزراء: الداخلية، العدل، التعاون الدولي، شؤون البيئة، الثقافة، الكهرباء، القوى العاملة، التربية والتعليم، التضامن والعدالة الإجتماعية، السياحة، الإسكان، البترول، والإعلام. ويعتبر وزراء الكهرباء وشؤون البيئة والتعاون الدولي من الوزراء الذين تولوا مناصبهم منذ عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف، وينتمون إلى عهد الرئيس السابق حسني مبارك. كما خلا التشكيل الوزاري الجديد من الوجوه النسائية، برغم مشاركة المرأة الفاعلة في الثورة والحياة السياسية.الأمر الذي أثار سخط المنظمات النسائية، وإنتقدت هذا التشكيل.

مطالب بإلغاء وزارة الآثار
وفور الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد، تظاهر المئات في ميدان التحرير إعتراضاً عليه، مطالبين الدكتور عصام شرف بالإستقالة، فيما إنضم الآثاريون إلى معتصمي التحرير في إحتجاجهم، ولكن لسبب آخر، حيث رفضوا تولي شؤون وزارتهم أكاديمي من خارج علماء الآثار، وطالبوا في بيان لهم بـ quot;بإلغاء وزارة الآثار، وعودتها إلى المجلس الأعلى للآثار كمؤسسة علمية تدار بأبنائها المتخصصينquot;، وأكدوا أنه quot;لا ضرورة لأن تكون هناك وزارة للآثار، باعتبار أن العمل الأثري يدار طبقًا لقانون حماية الآثار، وليس طبقًا لسلطة وزيرquot;.

لا للعيسوي
ومن ميدان التحرير، قال محمود عبد النبي أحد المعتصمين لـquot;إيلافquot; إن الدكتور عصام شرف عمل بالمثل الشعبي القائل quot;شال زيد وجاب عبيدquot;، لأن الوجوه الجديدة ليس من بينهم ثوري، بإستثناء الدكتور حازم الببلاوي والدكتور علي السلمي نائبي رئيس الوزراء، مشيراً إلى أن غالبية الوزراء الجدد أكاديميون، ويشبهون أسلافهم، وليست لديهم الخبرة الكافية في إدارة البلاد في مرحلة الثورة.

وانتقد عبد النبي إصرار الدكتور شرف على الإبقاء على وزير الداخلية منصور العيسوي، رغم أنه ضرب أسر الشهداء بالقنابل المسلية لدموع والرصاص المطاطي والحي، وقام بترقية الضباط قتلة المتظاهرين أثناء الثورة، ولم ينه خدمتهم، كما أعلن في مؤتمر صحافي.

نعم لإقالة شرف
وأشار معتصم آخر يدعى عاطف السيد من المنتمين إلى حركة 25 يناير إلى أن الدكتور عصام شرف أبقى على نحو عشرة وزراء من عهد مبارك، متسائلاً: لماذا إذن قامت الثورة؟، إذا كان هؤلاء سوف يستمرون في مناصبهم إلى ما لا نهاية؟.

وأضاف لـquot;إيلافquot; أن التعديلات ليست على مستوى تطلعات الشعب المصري، ولا تلبّي طموحات الثورة، وبدا السيد متشائماً، وقال: لم يحدث أي تغيير، يبدو أنه علينا الإستمرار في الثورة، لن نغادر الميدان قبل رحيل عصام شرف نفسه، لم يعد يمثل الثورة، لم يعد ينظر إلى ميدان التحرير، صار يسعى إلى إرضاء المجلس العسكري على حساب الثورة.