الأسقف جوزيف هوانغ بينغزانغ

لم تكن علاقات الفاتيكان مع نظام بكين سلسة في أي وقت مضى. والآن فهي تسوء بشكل خاص مع عزل البابا صينيا نصبته بكين أسقفا من الكنيسة الكاثولية قائلا إن تعيين الأساقفة حق حصري له.


لندن: الحرمان الكنسي أقسى عقاب يمكن للفاتيكان إنزاله برعاياه. وها هو البابا بنديكتوس السادس عشر يعزل صينيا عينته بكين أسقفا لمدينة شانتو لأنه لم يعتبر هذه الخطوة حقا متاحا فقط له ولا يحق لأي جهة أخرى تعيين الأساقفة. وأدى هذا القرار الى تدهور علاقات الجانبين ndash; العسيرة أصلا - الى أدنى مستوى لها في الأزمنة الحديثة.

الأسقف في عين العاصفة هو جوزيف هوانغ بينغزانغ، الذي حُرم كنسيا بع ديومين فقط من تعيينه أسقفا بدون علم البابا. وتقول laquo;تايمزraquo; التي أورت النبأ إن هذه هي الحالة الثالثة منذ نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، التي يُعين فيها أسقف من قبل السلطات الصينية للشؤون الدينية التي أجبرت أساقفة آخرين يعترف بهم الفاتيكان على حضور مراسم التنصيب.

وجاء في بيان أصدره الفاتيكان أن تعيين جوزيف laquo;غير شرعي والحبر الأعظم لا يعترف به. هذا الشخص يفتقر الى السلطة التي يصبح بها مسؤولا عن إدارة شؤون الكاثوليك في أبرشية شانتو الصينيةraquo;. وأوردت أنباء أن البابا laquo;مستاء للغاية إزاء الطريقة التي تتعامل بها بكين مع الكاثوليك الذين يسعون لاتباع الفاتيكان بدلا عن الكنيسة الصينية التي يعترف بها النظام الشيوعيraquo;.

وهذا الشقاق الحاد يضع عددا يقدر بما بين 8 ملايين و12 مليون كاثوليكي صيني في موقف حرج عندما يتعلق الأمر بخيار الولاء للفاتيكان والبابا أم الكنيسة الصينية المعترف بها. وسعيا منهم لتفادي حضور تنصيب الأصقف الجديد، فقد قرر عدد من الأساقفة الاختباء. لكن البقية أجبرت على الحضور بالتهديد والوعيد.

ويصر الفاتيكان على أن تعيين الأساقفة حق يتمتع به البابا وحده وليس أي جهة أخرى. لكن الحكومة الصينية من جهتها تقول إنها تدرج هذا الأمر في باب التدخل الخارجي، وتعتبر أن سلطاتها الدينية المسماة laquo;الرابطة اوطنيةraquo; هي الوحيدة المخول لها اتخاذ القرار الأخير. ويذكر أن النظام الصيني والفاتيكان سعيا لبعض الوقت الى حل وسط يقضي بأن يُعين اولئك الذين ينالون رضاء الطرفين. لكن هذه العملية أثبتت أنها عسيرة وتستهلك وقتا طويلا.