قال العاهل السعودي اليوم إن للعلماء مهمة جليلة تكمن في البحث عن المشكلات المستجدة ومدارسة مجريات الأحداث في بعض أرجاء عالمنا الإسلامي.


خلال المؤتمر

مكة: افتتح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة اليوم مؤتمر quot;العالم الإسلامي .. المشكلات والحلولquot; الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بقاعة المؤتمرات بالرابطة بمكة.

وقال الأمير خالد في كلمة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي ألقاها نيابة عنه quot;احيي جمعكم الكريم وأرحب بضيوفنا الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية ودعاتها ومفكريها على هذه البقعة المباركة لتكون للبشرية منهجاً قويماً لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه ونبراسا هاديا للإنسان إلى خير الدنيا والآخرةquot;.

وتابع الأمير:quot;وفي هذا السياق وإعمالا للمهمة الجليلة للعلماء ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث فإنكم تجتمعون اليوم على أمر جلل لبحث المشكلات المستجدة ومدارسة مجريات الأحداث في بعض أرجاء عالمنا الإسلامي لاستنباط الحلول الناجعة لها من واقع شريعتنا الإسلامية القائمة على منهج الوسطية والاعتدال وإنها لمسؤولية جسيمة وانتم لها أهل وكفء تواجهون فيها محاولات تفريق الشعوب الإسلامية وتفكيك وحدة الأمة ورفع شعارات الطائفية والمذهبيةquot;.

ثم ألقى والي الولاية الشمالية في السودان الدكتور فتحي خليل محمد كلمة المشاركين إلى أن المؤتمر يهدف إلى النظر في حال الأمة ومشكلاتها انطلاقاً من المسؤولية الدينية والإحساس بالمخاطر العظيمة والتحديات الجسيمة وذلك لدفع المخاطر والتعامل الجاد مع التحديات ، مشيرا إلى أنه يشارك في المؤتمر نخبة من العلماء من رجال الإفتاء والدعوة، والحكماء وقادة الرأي من السياسيين ورجال الاقتصاد ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية من شتى أنحاء العالم لتلمس ما يصلح بين الناس إذا تفاسدوا ويقرّب بينهم إذا تباعدوا، وللتباحث في كل شأن يوحد كلمة الأمة.

بدوره، أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الرأي فيما يجري في هذه الأيام في بعض بلاد المسلمين من أحداث وبيانُ وجهِ الحق فيها ، والإسهام في مواجهة ما تتعرض له من فوضى وفتن، وقتل وتشريد وخوفٍ وفاقة، وتدميرٍ للمنشآت والمرافق مما يستدعي من ذوي المسؤولية في الأمة - قادة وعلماء ومثقفين - المسارعةَ إلى بذل ما في وسعهم ، لإصلاح الأحوال قبل استفحالها ، وتفاقمِ مجرياتها ، تفاقماً يدخلها في سياق الهرج والمرج.

وأكد أن على أهلِ العلمِ والرأي والمثقفين والنخبِ السياسيةِ ورجالِ الإعلام ، التأكيدَ على أهمية التقيد بالضوابط والآدابِ الشرعيةِ في نصح ولاة الأمر، وإبداءِ الرأي البناء في أي تصرف مرتبطٍ بحياة الأمة وفي أي مشروعٍ إصلاحي ، والتعاونِ معهم على ترسيخ قيمِ الحق والعدل في المجتمع ، ومحاربةِ الفساد والأخذِ على أيدي المفسدين بعيداً عن الإساءة والعنفِ وسفكِ الدماء وتدميرِ الممتلكات .

وقال الدكتور تركي: quot;على الجميع الحذرُ من استغلال أعداءِ الإسلامِ للخلافات الداخلية وإثارةِ النعراتِ الطائفية والعرقية ، وكلِ ما من شأنه أن يزيد في التفرق والتمزقquot;.

وقال مفتي السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي إذا ضعف تمسك الأمة بدينها دب الانقسام والخلاف بين أبنائها مبينا أن الأمة الإسلامية تمر بأخطر المراحل وتعاني أزمات شديدة إضافة إلى quot;فتن بالداخل وانقسام بين أبنائها وحملات من أعدائها وتدخل في شؤون حياتهاquot; لافتا إلى إن الالتحام بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم وتطبيق ذلك على معالم الشرع وضوابط الشرعية لهو خير عامل لاجتماع الأمة وتماسكها.

وأفاد المفتي العام أن الأمة في حاجة إلى وضع نظام متكامل شامل يخدم مصالح الأمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للوصول إلى ما تصبوا إليه من الأمن والاطمئنان وتطوير الحوار النافع بين أفراد الأمة من اجل تحقيق مصالح الأمة في الحاضر والمستقبل.