روما: بدأ اليوم الاثنين في روما الاجتماع الوزاري الطارىء حول القرن الافريقي الذي تضربه موجة جفاف تطاول 12 مليون شخص. ودعت الى الاجتماع منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) بطلب من فرنسا التي تتولى حاليا رئاسة مجموعة العشرين للقضاء على المجاعة التي اعلنتها الامم المتحدة في منطقتين في الصومال.

وبحسب الامم المتحدة فان عشرات الاف الاشخاص قضوا خلال الاسابيع الاخيرة بسبب اسوأ موجة الجفاف الاسوأ منذ 60 عاما التي تجتاح منطقة القرن الافريقي باسرها اي الصومال واثيوبيا وكينيا وجيبوتي والسودان واوغندا.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى جمع مبلغ طارئ قيمته 1.6 مليار دولار للصومال وحدها quot;حيث يموت الصغار والكبار يوميا بوتيرة مروعةquot;. وحذر من ان quot;اي تاخير قد يؤدي الى مزيد من الموتىquot; بينما لم تحصل وكالات الامم المتحدة سوى على نصف الاموال الضرورية لبرامج المساعدة.

ويعاني من الازمة 3.7 مليون شخص، اي نحو نصف سكان الصومال التي اعلنت الامم المتحدة منطقتين من جنوبها في وضع مجاعة وتحدثت عن quot;أخطر ازمة غذائية في افريقياquot; منذ عشرين سنة. وتبحث وكالات الامم المتحدة المتخصصة ايضا عن وسيلة لتسليم المساعدة الغذائية الى منطقتين تسيطر عليهما حركة الشباب الصومالية التي تحظر دخول المنظمات الانسانية.

وبعدما رحبت بقرار برنامج الاغذية العالمي استئناف مساعداته الغذائية لمناطقها تراجعت حركة الشباب ومنعت ارسال المساعدات، غير ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعلنت الاحد انها وزعت نحو 400 طن من المواد الغذائية في منطقة جنوب الصومال الخاضعة لسيطرة حركة الشباب.

والاحد اعربت كريستالينا جورجييفا المفوضة الاوروبية المكلفة المساعدة الانسانية عن ثقتها في ان دعم المجوعات المحلية وشركاء من ذوي الخبرة سيوصل المساعدة الى المناطق الصومالية الخاضعة لحركة الشباب الاسلامية.

ولمواجهة الازمة الاقليمية طلبت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) وحدها 120 مليون دولار اضافية للقرن الافريقي موزعة على 70 مليونا للصومال و50 مليونا لاثيوبيا وكينيا وجيبوتي واوغندا.
وفضلا عن الجفاف والحرب الاهلية التي دفعت بمئات الاف الصوماليين الى النزوح من ديارهم، تفاقمت الازمة بسبب ارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية.

وستكون هذه القضية في صلب اجتماع الاثنين الذي يعقد بناء على طلب من فرنسا التي تراس مجموعة العشرين. وسيدرس المشاركون حلولا على المدى البعيد مثل مساعدة الفلاحين ومربي الماشية واستعمال نباتات اكثر مقاومة للجفاف.

وسيشارك وزير الزراعة الفرنسي برونو لومير في الاجتماع الى جانب المدير العام للفاو جاك ضيوف وجوزيت شيران ومسؤولة منظمة اوكسفام البريطانية الانسانية ووزراء من جيبوتي وجنوب السودان واوغندا.

وقبيل افتتاح الاجتماع وقعت حوالى 30 شخصية، بينها المغني بوب غيلوف الذي حرك العالم ضد المجاعة في 1990، عريضة طالبت فيها الدول الاعضاء في الفاو بان quot;تعلن قيمة مساعداتها وان توفر هذه الاموال بدون تأخير وبدون مواربة وبدون شرطquot;.

واضاف الموقعون على العريضة quot;نحن نعرف ما الذي يجب فعله وما الذي يمكن فعله وما هو الضروري. ما ينقصنا فقط هو الارادة السياسيةquot;. من جهتها اطلقت منظمة quot;وانquot; غير الحكومية التي اسسها المغني بونو لمكافحة الفقر عريضة على الانترنت تناشد قادة العالم الوفاء بالتزاماتهم. وقد وقع على العريضة اكثر من 37 الف شخص.