القاهرة: قرر المحتجون في ميدان التحرير وسط القاهرة مواصلة الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم وعدم ترك الميدان حتى في شهر رمضان.

ارتفع عدد الخيام في ميدان التحرير إلى مستوى غير مسبوق، حيث يحتمي فيها المعتصمون من أشعة الشمس اللاهبة.

وأصبحت الساحة في وسط الميدان مليئة بالخيام، وكذلك الساحة أمام مجمع التحرير.

وتوقفت حركة المرور تماما على مسافة من ما بعد المتحف المصري وحتى مبنى مجمع التحرير وجامعة الدول العربية. لذا تشهد الشوارع المحيطة بالميدان ازدحاما غير طبيعي، حيث يضطر سائقو السيارات للبحث عن طرق بديلة للوصول إلى جهاتهم.

وهناك باعة متجولون يعرضون على المعتصمين مشروبات باردة وبعض المأكولات الخفيفة بالإضافة إلى قطع الثلج!

السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هل سيضع شهر رمضان حدا للاعتصامات، وهل يتحمل المحتجون البقاء في الميدان في هذه الظروف الجوية القاسية بدون تناول أية مشروبات؟ قال سعيد عباس، وهو مهندس زراعي يبلغ من العمر 41 عاما أتى خصيصا من الإسماعيلية للمشاركة في الاعتصام، لـquot;أنباء موسكوquot;، إنه سيبقى في الميدان حتى في شهر رمضان. وأضاف: quot;إذا قضيت رمضان في ميدان التحرير هذا العام، فسيكون ذلك أفضل رمضان في حياتي، والإصرار سيزيد في هذا الشهرquot;.

واعتبر عباس أن أغلب المعتصمين يشاطرونه هذا الرأي. وأوضح عباس أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي أو ديني، وإنما يشارك في الاعتصام من أجل مستقبل بلده، وهو يؤكد أنه quot;مصري مسلم يتمنى تطبيق الشريعة الإسلاميةquot;.

ويستعد المعتصمون لمظاهرة حاشدة يوم الجمعة فيما سمي جمعة quot;الشعب يد واحدةquot;، ومن المنتظر أن يشارك فيها الإخوان والسلفيون. وقال أحمد عبد السميع السيد، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاما، وهو عضو بحزب الجبهة الديمقراطي: quot;نتمنى أن تكون الجمعة سلمية حتى لا تتكرر موقعة العباسيةquot;. وأكد أنه لن يغادر الميدان quot;إلا بعد تحقيق مطالب الثورة التي يعرفها المجلس العسكري جيداquot;.

واتفقت القوى السياسية الموجودة في الميدان على خمسة مطالب رئيسية، هي: quot;محاكمة علنية لمبارك ورموز نظامه، والقصاص للضباط الذين قتلوا الثوار، وعدم إحالة المدنيين إلى محاكم عسكرية، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وتحديد اختصاصات المجلس العسكري ورفع يده عن الحكومةquot;.

وعلى صعيد آخر دعت عدة صفحات على شبكة quot;فيسبوكquot; للتواصل الاجتماعي، ومنها صفحة quot;ثورة الغضب المصرية الثانيةquot; لإفطار جماعي بميدان التحرير في أول جمعة في شهر رمضان. واستجاب نحو 27 ألفا من مستخدمي quot;فيسبوكquot; للدعوة إلى مناسبة quot;مسلم ومسيحي هنفطر أول جمعة في رمضان بالميدانquot;.

وتشهد مصر حاليا موجة من الاحتجاجات هي الأوسع منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك في الحادي عشر من شباط (فبراير) الماضي.

ويتهم المحتجون المجلس العسكري بالتباطؤ في تحقيق مطالب الثورة والمماطلة في محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم مبارك ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي. وأجرى رئيس الوزراء عصام شرف تعديلا وزاريا شاملا، إلا أن ذلك لم يخفف من الاحتجاجات.