يستعد مسلمو فرنسا وغيرها من البلدان الاوروبية، حيث الجاليات المسلمة، لاستقبال شهر رمضان عبر توفير المواد الغذائية، وإعداد برامج دينية في المساجد والاعلام.


باريس: الاستعدادت لرمضان الكريم في فرنسا كما في العديد من البلدان الأوروبية، حيث تنتشر جالية مسلمة كبيرة، لا تختلف عمومًا عن تلك التي تعرف بها العائلات في البلدان الأصلية لهذه الشريحة، التي أصبحت تتعدى في فرنسا وحدها الستة ملايين، بحسب إحصائيات غير رسمية.

التحضيرات تبدأ قبل ما يزيد عن 20 يومًا من طرف الأمهات اللواتي، وذلك بإعداد أنواع من مختلفة من الحلويات، زيادة على حلوى أساسية خلال هذا الشهر، تعرف quot;بالشباكيةquot; أو quot;الزلابيةquot; أو quot;المخرقةquot;، بحسب الانتماءات القطرية لكل عائلة.

وتقول خديجة لإيلاف، وهي ربة بيت من أصل مغربي، quot;لا يمكن لي أن أقضي شهر رمضان بدون شباكيةquot;، وهي عادة مترسخة لدى الكثير من الأسر المغربية، وهناك من يفضل شراءها مصنوعة من محال تجارية شرقية أو لدى محال الجزارة الإسلامية.

إضافة إلى quot;الشباكيةquot;، فخديجة كما العديد من النساء العربيات تحضر ألواناً من الحلويات، من أبرزها، بحسب هذه المرأة،quot; المحنشة، كعب الغزال، غريبة، حلوى بالكوك...quot; وما إلى ذلك من أشهى الأنواع التي عرفت بها المائدة المغربية في مثل هذه المناسبات.

وعندما يصعب على كثير من الأمهات العاملات اعدادها، يقدمن على شراء هذه الحلويات من أماكن خاصة تعرف ببيعها، أو يطلبن من عائلاتهن في البلدان الأصلية أن تحضر لهن ما تريد من هذه الحلويات، على أن يتم إرسالها بها برفقة رسول، الأمر الذي تقوم به جميلة التي تقول إنها تكلف عادة أمها التي تقيم في المغرب بإعدادها.

الحساء الأكلة الأساسية

تعد العائلات المسلمة مبكرا اللوازم الأساسية للحساء أو quot;الشوربةquot; كما يسميها الجزائريون والتونسيون أو quot;الحريرةquot; بالنسبة إلى المغاربة، والتي يختلف تحضيرها من بلد إلى آخر، تقول سعيدة وهي من أصل جزائري. إذ ترى أن quot;للشوربة الجزائرية طعما جميلا إن تم إعدادها بالشكل المطلوب...quot;.

وتقوم العائلات بشراء كل ما يلزم لإعداد الحساء في هذه الفترة، لأنه بدوره عنصر أساسي على مائدة الفطور بالنسبة إلى جميع المسلمين في فرنسا، وهي عادة ألفها المقبلون على صوم رمضان في كل البلدان الإسلامية، حيث توضع كل لوازمه جانبًا لأيام قبل حلول شهر الصيام.

رمضان شهر للعبادة والتثقيف

من جانبها، تعد الجمعيات التي تسهر على تسيير المساجد برامج خاصة لهذا الشهر، وتخبر بذلك روادها قبل موعده. فتنظم دروسًا مختلفة في الوعظ. وتقوم بلدان مغاربية بنوع من الشراكات مع جمعيات، تنتدب بموجبها إماماً يقدم دروسا في العبادات والمعاملات للمسلمين.

ومن المنتظر كذلك أن تشهد ليالي رمضان في المدن الكبرى كباريس، أمسيات فنية تنظم في نواد شرقية معروفة أو من طرف جمعيات. كما إنها ستشهد أنشطة ثقافية وquot;تسامحيةquot; تستدعي لها في بعض الأحيان ممثلو ديانات أخرى لتقاسم المسلمين أجواء الإفطار في جو من التآخي والتسامح.

من جهتها، أعدت الإذاعات العربية في فرنسا كما في عدد من الدول الأوروبية الأخرى برامج تناسب هذا الشهر، يحضرها علماء دين للرد على استفسارات المستمعين، أو إطلالات على تاريخ الإسلام من خلال مختصين والتعريف بقيمه، إضافة إلى مواد تنشيطية وترفيهية ترافق الصائمين بعد الإفطار.

التجار المسلمون ينخرطون في التحضيرات

بالنسبة إلى التجار المسلمين، وبالتحديد بائعو المواد الغذائية والجزارين، الذين يتعاملون أساسا مع الشريحةالتي ينتمون إليها، فهم يركزون خلال هذا الشهر على المواد التي لها إقبال لدى زبنائهم من تمر ولبن وقطاني وحلويات وغيرها.

وقال ميلود لإيلاف، وهو تاجر مواد غذائية، quot;شخصيا أقوم بشراء كل ما يلزم قبل شهر من حلول رمضان...quot;، ويضيف هذا البائع المتجول الذي يقوم بجولة أسبوعية حول مجموعة من الأسواق الفرنسية لعرض سلعته، إن quot;الحركة التجارية تتحسن خلال هذا الشهر وإن كنت أتعامل تقريبا مع الزبائن نفسهم، إلا أن الملاحظ هو أن الاستهلاك يزداد عن المألوفquot;.

بدورها، انخرطت المحال التجارية الكبرى المعروفة عالميا كأوشون، كارفور، لوكلير... إلخ في التحضير لهذا الشهر بتخصيص نقاط داخل هذه المحلات لعرض المواد التي تستهلك خصيصا في هذا الشهر من طرف المسلمين، زيادة على تهافت هذا النوع من المراكز التجارية الكبرى على ما يعرف في فرنسا quot;بتجارة الحلالquot;.