اعتقلت السلطات الإيرانية مجموعة من الفتيان والفتيات بسبب تراشقهم بمسدسات ماء في حديقة عامة.


قد يعتقد البعض بأن خير وسيلة لمواجهة صيف إيران القائظ هي التراشق بالماء مع الأصدقاء. لكن الأمور لا تجري على هذا النحو في الجمهورية الاسلامية. وعندما حاولت مجموعة من الصبيان والفتيات ان يخففوا وطأة الحر بالتسلية تعرضوا إلى الاعتقال لمشاركتهم في معركة بمسدسات الماء في حديقة عامة في طهران.

وكان مئات الشبان الإيرانيين من الجنسين استخدموا يوم الجمعة الماضي مسدسات الماء والقناني الفارغة للعب في حديقة عامة اسمها جنينة الماء والنار، وفوجئ كثيرون أن اللعب استمر ساعات دون تدخل من الشرطة. ولكن الفعالية التي نظمها موقع فايسبوك اثارت انتقادات المحافظين حين نُشرت صورها لاحقاً على الانترنت. وفي يوم الأربعاء بث التلفزيون الحكومي الإيراني برنامجًا عرض بعض المشاركين الذين اعتقلتهم السلطات وظهورهم الى الكاميرا معترفين بأنهم لعبوا بالماء مستخدمين مسدسات بلاستيكية.

وقالت احدة الفتيات إن الدعوة وجهت على الانترنت للمجئ إلى الحديقة العامة واللعب بالماء. واشار صبي إلى أن الاختلاط quot;كان حميمًا أكثر مما ينبغيquot;.
وقال رئيس شرطة الآداب في طهران احمد روزبهاني quot;ان فعالية مختلطة جرت يوم الجمعةquot; وطُلب من المشاركين quot;أن يجلبوا مسدسات ماء حملها غالبيتهم بأيديهم... وتصرفوا على الضد من قواعد السلوك الاجتماعيquot;.

ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية عن قائد شرطة العاصمة حسين ساجدينيا تأكيده الاعتقالات، متهما المشاركين بالتصرف quot;الشاذquot; والخروج على مبادئ الاسلام.

كما شجب نواب ايرانيون الاشتباك بمسدسات الماء ناقلين السجال إلى مستوى وطني. وقال النائب المحافظ حسين ابراهيمي إن مثل هذه الفعاليات quot;مخزيةquot; وتشيع quot;الفسادquot;.
وأفادت تقارير أن السلطات افرجت عن بعض المعتقلين الذين كان بينهم طالب جامعي. وجاء اعتقال منظمي الفعالية والمشاركين فيها بعدما دعت مواقع محافظة النظام الإيراني إلى معرفة الجهات التي تقف وراء معركة المسدسات المائية.

ونُظمت الفعالية على فايسبوك عبر صفحة عنوانها quot;معركة طهران بمسدسات الماءquot; وشارك فيها أكثر من 14 ألف شخص. وأطلقت الفعالية مزيداً من الصفحات التي دعت الى فعاليات مماثلة في مدن ايرانية اخرى بينها اصفهان وكرج.

ونقلت صحيفة الغارديان عن المدون الإيراني بوتكنغ ازرمهر المقيم في لندن quot;ان قضيتين اثارتا حفيظة النظام الإيراني هما اشخاص يمرحون واشخاص ينظمون فعالية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وكلاهما تهديد بنظر النظامquot;.

وقالت الكاتبة غولانز اسفندياري التي لديها مدونة على موقع اذاعة اوروبا الحرة quot;ان فعاليات أُخرى أُقيمت للتراشق بالأصباغ الملونة والتباري بالطائرات الورقية ونفخ الفقاعات. ويُقال إن جميع هذه الفعاليات نُظمت عبر موقع فايسبوك. ولا يُعرف لماذا كانت معركة الماء اشد حساسية من الفعاليات السابقةquot;.
وكانت السلطات الإيرانية منعت أيضاً السباحة في البحر خلال شهر رمضان.