اتهم فيلم قناة الجزيرة البحرين بانتهاك حقوق الإنسان |
رفض مسؤول في قناة الجزيرة القطرية الاتهامات بأن تكون إدارة القناة ألغت إعادة بث فيلم quot;الصراخ في الظلامquot; الذي يتحدث عن الاحتجاجات في مملكة البحرين، مؤكدًا أن القناة تعمل بعيدًا عن أية ضغوط سياسية، فيما رأى صحافي بحريني أن القناة عادت إلى صوابها، وقدمت اعتذارها بعد اتهامهاالبحرين ضمنيًا بانتهاك حقوق الإنسان.
ألغت قناة الجزيرة الإنجليزية إعادة بث فيلمها الأخير quot;البحرين: الصراخ في الظلامquot;، وهو الفيلم القضية الذي جاء مجددًا للخلاف quot;الصامتquot; بين قطر حاضنة وممولة القناة، ومملكة البحرين الخارجة من ألم الاحتجاجات.
أحد كبار المسؤولين في قناة الجزيرة قال في حديث مقتضب لـquot;إيلافquot;إن القناة لم تسع إلى إلغاء بث أو تعديل على قائمة برامجها منذ تأسيسها، معتبرًا أن ما حصل فسيكون تعديل على وقت بثه.
واستبعد المسؤول الصحافي في القناة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه؛ أن تكون الممارسات الدبلوماسية بين الدولتين سعت إلى إلغاء أو إعادة بث الفيلم، ومحيلاً السؤال إلى إدارة القناة التي لم تتجاوب مع quot;إيلافquot;.
الواقع المشاهد يوحي بأزمة كادت أن تحدث منذ بداية عرض الفيلم الذي بثته القناة الإنجليزية الأكثر مشاهدة من قبل الغرب، لكن إلغاء القناة إعادة بث الفيلم تعطي دلالة أعمق في سعيها إلى إمساك العصا من المنتصف، رغم دعم quot;الجزيرةquot; إعلامياًكل الاحتجاجات والثورات العربية الحالية.
مشهد من فيلم صراخ في الظلام |
المسؤول الذي غضب من سؤال لـquot;إيلافquot; حول أن يكون التعامل مع الشأن البحريني سيجعل حقيقتهم على المحك، أجاب أن قناته quot;الجزيرةquot; تحظى بأكبر نسبة من المشاهدين على مستوى العالم، وأن quot;العالم العربي ومشاهديه يعرفون مصداقية القناة مفتوحة السقفquot;. مشددًا في ختام حديثه على أن إدارة القناة تنفصل تمامًا عن أية علاقة تربط حكومة قطر مع الدول الأخرى.
إلغاء القناة بث إعادة الفيلم رآه الصحافي البحريني موسى الخالدي، كورقة انتصار ينتظر أن تنطق صوتيًا وفق وصفه، معتبرًا أن الأمر سيعيد أنظار من تحمسوا معه وشككوا في مصداقية حكومة المنامة التي أظهرها الفيلم منتهكة لحقوق الإنسان.
وأضاف الخالدي أن الحكومة القطرية لا تزال صاحبة الحق في إيقاف تجاوزات القناة الإعلامية، لكونها تعيش وتبث ما وصفه بـquot;عدم المهنيةquot; خصوصًا في تغطيتها للأحداث الجارية في المنطقة العربية.
صحيفة النيويورك تايمز نقلت عن مسؤول في القناة أن quot;الجزيرةquot; رأت أن تبث الإعادة الخاصة بالفيلم مع مناقشة للأوضاع quot;من الداخلquot;، وهي لقاءات ستتم مع المسؤولين وعدد من الصحافيين الأكثر تأثيرًا من داخل مملكة البحرين.
وكان الفيلم الوثائقي، الذي اختير له يوم الخميس الماضي، وحمل عنوان quot;البحرين: الصراخ في الظلامquot; حرك مياه هدأت قبيل أكثر من شهرين، تبعتها تصاريح ومقالات لا رسمية، تستنكر في الغالب ما بثته القناة، التي رآها الكثيرون أنها ليست سوى صوت مؤجج ومثير للنعرات المذهبية والطائفية.
ويعدّ غياب الرأي الرسمي والدبلوماسي المعلن بين الدولتين في القضية، هو منهاج تسير عليه كل دول منظمة مجلس التعاون الخليجي القابل للتمدد في خلافاتها. رغم تصريح غير رسمي لوزير الخارجية البحريني، قال فيه إن في quot;الجزيرةquot; من يريد إثارة القلاقل ويشعل النيران في العلاقات بين الدولتين، وبين القيادات السياسية فيهما.
القناة المثيرة والمشاغبة quot;الجزيرةquot; موقفها من الحكومة في المنامة غير محبب وغير مرغوب به، خصوصًا وأنها دائمة الإثارة في الشأن البحرين،ي وظهر أثر ذلك مع بث القناة تقريرا عن الفقر والمحتاجين، وعدد من التقارير الدورية عن الاحتجاجات في المملكة الصغرى.
الفيلم لقي صدى واسعًا، ليس داخل صفوف المحتجين في البحرين فقط، بل كذلك من خارج المنطقة، حيث اعتبروا أن الصور لا يمكن أن تكذب بشأن كل ذلك، مشددًا فريق منهم على أن quot;الجزيرةquot; تسير خارج سياق بقية القنوات الإخبارية الأخرى في المنطقة.
وفي الوقت الذي ألغت قناة الجزيرة إعادة بث فيلمها quot;الصراخ في الظلامquot;، لا يزال الفيلم محققًا مشاهدات عالية عبر موقع اليوتيوب، وهو ما اعتبرته أصوات في صفوف المعارضة البحرينية كنصر وتكفير عن تأخر quot;الجزيرةquot; في التغطية للأحداث أسوة بتغطياتها المساندة للمتظاهرين والمحتجين في تونس ومصر واليمن وليبيا.
التعليقات