العميد صادق سرحان

يعد العميد صادق سرحان القيادي في الفرقة الأولى مدرع، وهو أحد القادة الذين يديرون عمليات مسلحة ضد النظام في محافظة تعز اليمنية.. ويقول سرحان لـ إيلاف إن ما يدور في تعز مقاومة مشروعة لحماية الثورة السلمية، وسيواصلون مواجهة من يعتدي على الثوار.


تعز: العميد صادق سرحان قائد قوات الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع، وهي المحور العسكري الذي انشق عن النظام في مارس الماضي وأعلن انضمامه ومساندته لشباب الثورة في اليمن.
اليوم يعد العميد سرحان أحد القادة الذين يديرون عمليات قتالية ضد النظام في محافظة تعز اليمنية.
خلال هذا الأسبوع كانت إيلاف قد نشرت مقابلة مع محافظ تعز حمود خالد الصوفي، وأخرى مع مدير أمن المحافظة العميد عبدالله قيران لمعرفة ما يدور في محافظة تعز من مواجهات وكان لا بد من الاستماع إلى الجانب الآخر الذي يواجه النظام بطريقة مسلحة.
يقول العميد سرحان في هذا الحوار لـ إيلاف إنهم يقومون بحماية الثورة والثوار السلميين، خصوصا بعد الهجوم على ساحة الاعتصام السلمية.
وتدور المواجهات المسلحة بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن العام من جهة وبين مسلحين يطلقون على أنفسهم شباب المقاومة وذلك في مناطق متعددة من محافظة تعز.
وحدث أن تم قصف منزل القيادي العسكري صادق سرحان قبل قرابة أسبوعين وقتل عدد من مرافقيه ونجله الشاب عبدالرحمن.
الحوار مع العميد صادق سرحان أجري هاتفيا لأسباب متعددة، وذلك قبل توقيع اتفاق تهدئة بين الطرفين حيث يدور الحديث حاليا عن خرق هذا الاتفاق.
سرحان تحدث عن كثير من القضايا المرتبطة بالمواجهات في تعز.. إلى الحوار..

-أولا وصول الإشكالية في مدينة تعز إلى هذه المرحلة من المواجهات المسلحة وقصف وقتلى وجرحى للمنازل وما إلى ذلك من أعمال.. كيف تصف هذا الحال ؟
بالنسبة لما يحدث في تعز وما يتعرض له أبناء تعز من القتل والضرب منذ إحراق الساحة وجرفها في مايو الماضي إلى اليوم، هناك بعض المسؤولين النافذين ينفذون رغبات هوجاء وغير عقلانية من خلال ضربهم العشوائي بالمدافع والدبابات على السكان الآمنين من دون أي مبرر، لا يوجد أي سبب إطلاقا، هذا ما يحدث في تعز.

-عقب اقتحام الساحة بدأت أعمال مسلحة وصفت حينها بحماية المعتصمين السلميين، وبعد ذلك تحولت إلى أعمال مسلحة دائمة، ثم ظهرت أنت لتقود مجموعة من الشباب المسلحين -كما تقول الجهات الرسمية- وذلك لمقاومة السلطات.. أنت كان عملك في صنعاء قائدا للدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع، لماذا انتقلت إلى تعز؟
عقب إحراق الساحة وضرب العزل عن السلاح والشباب السلميين عاريي الصدور، وشوهد ذلك على قنوات التلفزة التي تنقل الحقيقة، استمر الأمر حتى بعد أكثر من أسبوع واستخدم القناصة لاستهداف أي تجمع وبعدها بدأ ضرب المدفعية على سكان آمنين، وبدأ ظهور شباب مسلحين مدافعين عن الثورة السلمية، يرفعون شعار السلمية لكنهم يدافعون عن أنفسهم وعن المعتصمين السلميين في الساحة..
أما أنا فكان وجودي في تعز في زيارة خاصة أسرية للعائلة، استمريت في تعز لمدة ستة أيام وأنا أسمع القصف والضرب من دون الرد من الطرف الآخر لأن الضرب كان بالمدافع وغيرها من السلاح الثقيل، ثم بعد ذلك تم قصف منزلي بمجرد أن عرف المسؤولون عن القتل عن تواجدي في البيت وجهوا الدبابات وقصفوا منزلي وقتل وأصيب أكثر من 27 شخصا، بينهم أطفال وشباب وقتل من بينهم ابني والمرافقان.. نحن منظمون للثورة السلمية من أول يوم ونحن ندافع عن النفس فقط ولم يسبق أن اعتدينا على أحد، وكنا في صنعاء فقط ندافع عن شباب الثورة السلمية، ونحن انضممنا بقناعة أن الإنسان حر ومن حقه التغيير، حر أن يختار من يحكمه، ودستور وقانون اليمن يسمح لليمني أن يعتصم أو يتظاهر سلميا، ونحن مع الثورة السلمية وندافع عنها وهو دفاع عن النفس.. بهذا الشكل كان تواجدي في تعز.

-لكن تقول السلطات الأمنية إن قصف منزلك جاء بعد أن قتل خمسة من جنود الحرس الجمهوري على يد عناصر تابعة لك، إضافة إلى مقتل مدير أمن شرعب وأن تلك الحادثة لك علاقة فيها؟
هذا الأمر كذب والإعتداء على أبناء تعز مضى عليه أكثر من ثلاثين يوما وليس من اليوم أو غدا، اعتداءات متكررة وانتهاءً بقتل الناس بشكل عشوائي، ليس هناك أي مبرر لما تقوله السلطات الأمنية، أما بالنسبة إلى قتل مدير أمن شرعب العقيد أحمد رزاز فحقيقة مقتله تعرفه الجهات الأمنية أكثر مني، وهو ابن عمي وليس بعيدا عني، وحقيقة قتله كانت لغرض خلق مشاكل بين قبائل المنطقة، وسيحاسب من كان السبب في قتله.. وما قيل بهذا الشأن عني غير صحيح ومدير أمن تعز والسلطات الأمنية تعلم ذلك.

-يقال إنك حاليا تدير ما تسمونه بشباب حماية الثورة المسلحين أو شباب المقاومة في تعز بتكليف من قيادة الفرقة الأولى مدرع.. ما صحة ذلك؟
نحن متواجدون في تعز وخارج تعز وسندافع عن مدينة تعز وعن الثورة السلمية، ونحن نرى أن الثورة السلمية يجب أن تسير إلى الأمام ولا يحق لأي إنسان أن يوقفها بالقوة، وسندافع بكل ما لدينا من قوة، وسنضحي بكل ما نملك وبالغالي والنفيس من أجل الثورة السلمية، والسلاح موجود لدى اليمنيين بالكامل ولا تفكر السلطات الأمنية أنها قادرة على أن تقمع الناس بالقوة وأن الناس سيقابلونهم بالصمت.

-هل تديرون هذه العمليات بالارتباط مع الفرقة الأولى مدرع؟
لا ليست لدي أي توجيهات ولكن كما قلت لك إننا سندافع عن الثورة السلمية من دون أوامر من أحد وكما قلت فإن الدفاع عن النفس مشروع في جميع الشرائع والأعراف في كل الدنيا، والاعتصام السلمي أيضا مشروع.

-تتهمكم السلطات الأمنية بالقيام بأعمال هجومية على نقاط أمنية وجنود آمنين ليس بغرض الدفاع وإنما بغرض الهجوم.. ماردك على ذلك؟
لا يمكن أن نقوم نحن بالهجوم على أحد ولا نعتدي على أحد إطلاقا ولكن ندافع، نحن لا نستطيع أن نهاجم لأننا لا نملك السلاح الثقيل والمدرعات وهذه كلها لدى الطرف الآخر، نحن لسنا من النوع الذي يتهجم ولا يعتدي، فقط نحن ندافع عن الثورة السلمية..

-حين تتحدث عن دفاع عن النفس وعن الثورة السلمية.. كما نعرف إن الساحة بعيدة والمعارك تدور في أطراف المدينة باتجاه الشمال، كيف تصف هذا؟
قصف الساحة مستمر وإذا لم يكن نهارا كان ليلا وهذا الكلام كان حتى قبل عشرة أيام، بالنسبة إلى أماكن المواجهة أنت تعلم أن مدفعيتهم وصواريخهم تضرب إلى قرى وضواحي تعز خارج المدينة، ويقومون بتتبع الناس الآمنين الموجودين في أي مكان، فقد ضربوا في حي الروضة وهي بعيدة وضربوا في حي المسبح وهو بعيد، في أحياء كثيرة يضربون الناس فيها وهم آمنون، أما الشباب فلا يستطيعون فعل ذلك لأنهم لا يملكون الأسلحة الثقيلة، وتحدث عملياتهم هذه عمدا واستخفافا بالناس، والذي لا يعرف ذلك فليسأل من هم القتلى، وسيجد أنهم أطفال ونساء ومساكين ليس لهم أي علاقة بالثورة.. قتلوا بدم بارد، وليس لهم أي ثمن أو قيمة، وهؤلاء لا يتوقفون إلا إذا رأوا قوة تواجههم.

-بالنسبة إلى المجاميع المسلحة أو من يسمون بالمقاومة.. هل هناك إطار تنظيمي يتم من خلاله إدارة هؤلاء الشباب.. هناك مخاوف أن تصبح التصرفات فردية وأن يتم الاعتداء على أشخاص ليس لهم علاقة، وهناك حديث يدور حول نهب سيارات مواطنين وما إلى ذلك.. هل يتم إدارة الشباب بشكل مضبوط؟
المقاومة بدأت في البداية عبارة عن رد فعل ضد ما تم ارتكابه في حق المعتصمين، ولا يمنع أن تكون مثل هذه الجماعات قد نظمت نفسها، أما بالنسبة إلى نهب سيارات المواطنين فقد حدث فعلا أن قام عدد من بلاطجة النظام يعملون على تشويه المقاومة والثوار لكن الثوار لم يقوموا بأعمال مثل هذه على الإطلاق.. وفي المقابل الشباب تمكنوا من تم أخذ سيارات تابعة للجيش والأمن.

-لكن السؤال الآن.. هل أنت من يدير هؤلاء الشباب؟
أنا معهم.. هم من يديرونني.

-هم يديرونك؟
أنا معهم وفي خدمتهم حتى النهاية.

-لكن أنت التقيت محافظ تعز بغرض توقيع اتفاق التهدئة.. بأي صفة توقع هذا الاتفاق؟
هذا صحيح، طلب مني التوقيع بعد نقاشات وقلت إنه ليس لدي مانع رغم أنه ليس لدي صفة لكن إصرار المسؤولين بأن أوقع على اتفاق التهدئة رأيت أنه لا مانع من ذلك لأجل تعز ولأجل أن نجنب أهالي تعز من هول النار الذي يشن عليهم.

-لكن محافظ تعز يقول إنهم بادروا بسحب القوات كبادرة حسن نية والتوقيع على اتفاق التهدئة لكنكم تغيبتم ولم توقعوا على الاتفاق وبادرتم بالهجوم على نقطة أمنية في شارع الستين؟

حين التقيت المحافظ وأوضحت له الأمر أنه لم يتم سحب القوات من الستين ولا من أي مكان اتضحت له الرؤية بعد أن أبلغته أن مستشفى الثورة لم يتم إخلاؤه وما زال المستشفى مغلقا.
-المحافظ قال لي إن القوات انسحبت وأنه تم إعادتها بعد أن تم خرق الاتفاق من طرفكم؟

لم تنسحب إطلاقا، وإنما تم تغيير الزي الرسمي للجنود وتم استبدال زي الحرس الجمهوري بزي الأمن العام وقلنا لهم هذا الأمر ليس المطلوب والمطلوب هو السحب النهائي للحرس والأمن المركزي وإعادتهم إلى ثكناتهم وإخلاء مستشفى الثورة والسماح للأطباء بأن يمارسوا عملهم وعلاج المرضى.

-هل هناك أمل في أن تصلوا إلى تهدئة كاملة؟
نحن نأمل بأن نصل إلى تهدئة كاملة بشرط السماح للمعتصمين السلميين أن يمارسوا اعتصامهم السلمي للمطالبة بالتغيير، وأن لا تعترض التظاهرات السلمية من أي طرف، وإذا ما حدث أي اعتراض نحن سنكون مدافعين عن الثورة والثوار.

-هل صحيح أنكم اشترطتم لتوقيع التهدئة أن يتم إقالة مدير الأمن وقائد الحرس في تعز؟
هذا كان يطرح من بعض الإخوة، أما أنا فكان طلبي المحاكمة وليس العزل، ولكن إصرار بقية النظام على بقاء هذين الشخصين لست أدري ما هي مبرراته.. أما أنا خلال حديثي مع المحافظ لم أطلب منه عزله لكن أنا سأطالب الجهات القضائية بمحاكمتهم باعتبارهم ارتكبوا جرائم قتل.

-ننتقل إلى جزئية أخرى في سياق المواجهات المسلحة، ما هي علاقتك بالشيخ حمود المخلافي الذي يقود مجموعة من الشباب المسلحين؟
علاقتي بالشيخ حمود إنه أولا قريبي وابن عمي وهو شيخ من مشائخ تعز الذين يتمتعون بشخصية اعتبارية غير عادية.

-هل تتواصلون في إدارة من تسمونهم شباب المقاومة؟
نحن متواصلون دائما باستمرار بطريقة أو بأخرى، ولا تنقطع الاتصالات بيننا.

-هناك مخاوف من أن تصبح تعز ثكنة عسكرية بسبب المواجهات بينكم وبين قوات الأمن.. إلى أين سيفضي هذا الواقع؟
هذا الأمر لم يعد في محافظة تعز وحدها، وإنما في أرحب ونهم وأبين وغيرها من المناطق.. الحرس الجمهوري والأمن المركزي ما زالوا يحاولون أن يثيروا القلاقل الأمنية في اليمن بشكل كامل.

-لماذا تحديدا تم تحويل تعز ساحة للمعركة السياسية بشكل مسلح بعد أن كانت هي أكثر المدن سلمية؟
من سوء حظ تعز أن يسلط عليها مثل هؤلاء الذين يريدونها تنجر إلى صراع مسلح، هؤلاء المتنفذون هم من يريدون أن يجروها إلى مربع الصراع المسلح، لكن إن شاء الله لن يحدث هذا.

-ألا تخشون من أن يتم تحويل الثورة إلى عمل مسلح فقط ومواجهات؟
لا خوف على الثورة، ولا يمكن أن تتحول الثورة السلمية إلى صراع مسلح، ولكن إن شاء الله بعزيمة الثوار ستبقى الثورة سلمية وستكون ثورة ناجحة سلميا.

-هل فعلا تم نقل جنود من الفرقة الأولى مدرع من محافظات أخرى إلى تعز للمشاركة في هذه الأعمال؟
هذا غير صحيح ولم يحدث شيء من هذا القبيل.

-يقول محافظ تعز في حوار مع إيلاف إن من يديرون الأعمال المسلحة هم مجموعة من المستفيدين تتدفق إليهم الأموال والأسلحة ولا يريدون توقف هذه الأعمال المسلحة؟
سيثبت للجميع إذا تم الكف عن الاعتداء على المعتصمين وعن السلميين العزل إن هذا الكلام غير صحيح، والمشاكل كلها بدأت منذ اقتحام الساحة ولم يكن هناك أي من هذه الأعمال.

-يقال إنكم ما زلتم تبالغون في مسألة ضحايا الساحة وأنه لم يسقط ضحايا؟
نتمنى أنه لم يكن هناك ضحايا ولكن كل الشواهد تؤكد وجود قتلى وجرحى ومحروقين ومنازل تضررت وغير ذلك.

-تم اختيارك من قبل الشباب في ساحة التغيير في صنعاء كأحد أعضاء المجلس الانتقالي الذي شكل في الساحة.. هل وافقت على هذا الاختيار؟
الشباب هم من اختاروني وأنا خادم لثورة الشباب السلمية متى ما أرادوا.

-ما الذي تتوقع حدوثه خلال الأيام القادمة؟ وما الحل؟
أتمنى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه وأن يمارس الشباب اعتصاماتهم بشكل سلمي، أما الحل فهو في رحيل النظام.