تظاهرة مليونية سابقة في ميدان التحرير |
رغم أن الدعوة لجمعة quot;في حب مصر.. معا من أجل مصر المدنيةquot;، كانت تهدف إلى حشد مليون شخص على الأقل للمشاركة فيها بميدان التحرير، إلا أن الدعوة لم تلق قبولاً لدي المصريين، حيث توافد العشرات فقط على الميدان بعد صلاة العصر، فيما كثفت قوات الأمن والشرطة العسكرية من تواجدها، ومنعت المتظاهرين من التظاهر في نهر الطريق، وحصرتهم في الحديقة الوسطى للميدان، و للمرة الثانية منذ إندلاع الثورة المصرية تغيب التظاهرات عن ميدان التحرير يوم الجمعة، وسط توقعات بفشل المليونية، التي دعت إليها قوي سياسية وجماعات الصوفيين، والتي ستتم في شكل إفطار جماعي بالميدان وأداء صلاة التراويح، ويرجع الفشل إلى إنسحاب العديد من تلك القوى والجماعات، وعلى رأسها الجمعية الوطنية للتغيير ومشيخة الطرق الصوفية الممثل الرسمي للصوفيين في مصر، فضلاً على رفض المجلس العسكري والحكومة للتظاهر أو الإعتصام بالميدان. إضافة إلى تزامنها مع بث مباراة كرة القدم بين النادي الأهلي المصري والمولوية الجزائري، لاسيما أن فريق النادي الأهلي يحظى بشعبية جارفة بين المصريين.
بدأ المشاركون في الإحتفالية التوافد على الميدان بع صلاة العصر، وحاملين لافتات كتب عليها quot;الأزهر منارة للإسلام ..لا سلفية ولا إخوانquot;، quot;مصر فوق الجميع..المجد للشهداءquot;، quot;مصر مدنية.. لا إخوان ولا سلفيةquot;، غير أن المؤشرات تشي بأن العدد المشارك سيكون ضئيلاً جداً مقارنة بquot;جمعة وحدة الصفquot; الأخيرة في 29 يوليو الماضي.
تأتي الدعوة للمليونية الجديدة للإفطار اليوم بالميدان للرد على مليونية quot;وحدة الصفquot; التي نظمتها القوى السياسية المختلفة يوم 29 يوليو الماضي، وسيطر عليها السلفيون، وعرفت باسم مليونية السلفيين، التي رفعوا فيها شعارات دينية، تظالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، ودعا للمليونية أو الإفطار جماعات من الصوفية باسم quot;الدولة المدنيةquot;، وإنضم إليها العديد من القوى السياسية، تبدأ الميلونية أو الإحتفالية كما يطلق عليها البعض فى الخامسة مساء، حيث يتم تناول الإفطار الجماعى، ثم تٌقام صلاة التراويح، وتبدأ فعاليات الاحتفالية بكلمات المشاركين والفقرات الفنية، مع تركيب شاشة عرض كبيرة في الميدان حتى يتمكن المشاركين فيها من مشاهدة مباراة كرة القدم بين االنادي الأهلى ونادي المولودية الجزائرى، على أن يتم إخلاء الميدان بعد السحور مباشرة. ويشارك في الإحتفالية اليوم كل من: أحزاب التحرير المصرى الصوفى والمصرى الديمقراطى الاجتماعى وائتلاف نساء الثورة وائتلاف شباب الإعلاميين وجبهة ثوار الميدان وجبهة التضامن العربى وحركة حماية، والاتحادات القبطية واتحاد شباب ماسبيرو والاتحادات الاشتراكية وحركة 6 أبريل وحركة بداية واللجان الشعبية وجبهة ميدان التحرير وتحالف الثورة المصرية من أجل مصر وحركة العدالة والحرية.
وتهدف القوى السياسية المشاركة في الإفطار من وراء الحشد للإحتفالية إلى تحقيق عدة مطالب هي: تأكيد مدنية الدولة وتحقيق أهداف الثورة المصرية البيضاء، التي قامت على مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية لتحسين أوضاع المواطنين، إعلاء قيم حقوق الإنسان وتفعيل سيادة القانون، وضع دستور مدني تتفق عليه كل أطياف الشعب المصري، بما يؤكد مدنية مصر الديمقراطية. وذلك حسب بيان لها، داعية أعضاء الحكومة ومختلف القوى الوطنية والشعب المصري بكافة أطيافه للمشاركة، مع الإلتزام بعد رفع أية شعارات تؤدي للفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وأشارت إلى أن الإحتفالية سوف يتخللها العديد من الفقرات الفنية تقدمها فرقة الإنشاد الديني للشيخ ياسين التهامي، والفنان على الحجار ، والشيخ التونى، وفرقة شباب الثورة، والمطرب رامي عصام، و الفنانة عزة بلبع.
وقال وائل محمد من تحالف الثورة إن الهدف من الإحتفالية التأكيد على مدنية مصر، ورفض محاولات تحويلها إلى دولة دينية، وأضاف لquot;إيلافquot; أن ما شهدته جمعة 29 يوليو، التي عرفت بquot;جمعة وحدة الصفquot;، أثار الخوف في قلوب المصريين، حيث وفعت أعلام دول أخرى، وشعارات دينية تدعو إلى تطبيق الشريعة، لافتاً إلى أن تلك الجمعة أظهرت الوجه الحقيقي للتيارات الإسلامية في مصر، حيث تريد القفز على مكتسبات الثورة، والوصول للسلطة بأي شكل، وأكد أن المصريين لن يقبلوا بغير مصر المدنية التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون، لافضل فيها لمواطن على آخر ولا تمييز بينهما.
وتوقع الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء فشل المليونية، وبرر ذلك في تصريحات تليفزيونية بأن القوي السياسية أعلنت تراجعها عن المشاركة فيها، مؤكداً أن حب مصر يحتاج للعمل وليس للتظاهر فى التحرير، أو فى أى مكان آخر.
فيما أعلن 28 حزباً وتيار وحركة سياسية عدم مشاركتها في الإحتفالية ومنها: حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، والجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. وإئتلاف شباب الثورة، و جماعة الإخوان المسلمون وحزبها الحرية والعدالة، والجماعة الإسلامية، وحزب التيار المصري.
وقال محمد عزب القيادي بحزب العدالة والحرية إن الحزب وجماعة الإخوان قررا عدم المشاركة في فعاليات هذه الجمعة، رغبة منهما في إفساح المجال للمجلس العسكري والحكومة للعمل على إنجاز مطالب الثورة، وأضاف لquot;إيلافquot; إن البلاد ليست في حاجة إلى المزيد من التعطيل أو الإعتصامات، مشيراً إلى أن من حب مصر ليس بالتظاهر فقط أو الإفطار في ميدان التحرير، بل يجب أن يترجم الكلام إلى أفعال. ولفت إلى أن المصريين العاديين غير المشتغلين بالسياسية بدأوا يضيقون بالتظاهرات والإعتصامات، ومن يستمر في إنتهاج هذه السياسية بدون هدف سوف يخسر الدعم الشعبي.
فيما برر محمد منشاوي عضو إئتلاف شباب الثورة، عدم مشاركة الإئتلاف بأن الدعوة للمليونية أو الإحتفالية تأتي من الصوفية وعدد من القوى الأخرى للرد على مليونية السلفية، معتبراً أن الهدف ليس مصر، بل الهدف إستعراض القوة، داعياً القوى المشاركة في جمعة اليوم إلى إدخار جهدها وقدرتها على الحشد لهدف أكبر، أو من أجل الضغط لتحقيق مطالب الثورة.
وأرجع طارق الخولي عضو حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية عدم مشاركة الحركة، بإنها ملتزمة بقرار تعليق الإعتصامات والتظاهرات خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن هناك مجالات أخرى يمكن من خلالها إظهار حب مصر في رمضان، مثل تنظيم قوافل طبية أو قوافل لتوزيع شنط رمضان أو ملابس العيد، أو قوافل للتوعية السياسية للجماهير بالمناطق الشعبية والعشوائية.
التعليقات