تعيش مدينة تعز حالة ترقب بينما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها عقب توقيع اتفاق التهدئة بين المسلحين من جهة وبين قيادة المحافظة والأجهزة الأمنية من جهة أخرى. وتشهد شوارعها حركة اعتيادية قبل عيد الفطر حيث انتشرت الأسواق العشوائيةوارتفعت الاسعار بشكل هائلفي ظل غياب لأجهزة الدولة.

شارع جمال في مدينة تعز

تعز: اتفاق التهدئة لم ينهِ صوت الرصاص في المدينة، فبين حين وآخر يسمع دوي الرصاص والقذائف في أماكن متفرقة من تعز، وبالأخص المناطق الشمالية التي اعتادت المعارك بين المسلحين وقوى الحرس الجمهوري.

عند الفجر يكون الأهالي على موعد مع تفجيرات وطلقات قادمة أصواتها من عدة أماكن، لكن شارع الستين الواقع إلى شمال المدينة هو الأكثر حضورا في هذا الأمر.

في أسواق تعز-حاليا- لا تكاد تحس بشيء حيث الحركة أصبحت اعتيادية في سوق الشراء المكتظ بالمتسوقين والباعة.

وقد أصبحت الشوارع الرئيسية عبارة عن سوق مفتوح لكل أنواع عربيات البائعين المتجولين، بعد أن كانت ظاهرة العشوائية قد انحسرت في المدينة منذ سنوات لتعود هذا العام مع غياب سلطات الدولة من بلدية ومجالس محلية وغيرها.

وتمثل الأسواق العشوائية فرصة لكثير من المتسوقين الذين لم يعودوا قادرين على شراء الملابس من المعارض الثابتة في شارعي التحرير و26 سبتمبر وشارع جمال أيضا.

غلاء الأسعار متفشٍ حالياً في المدينة وبشكل مبالغ فيه حيث تجاوزت الإرتفاعات أكثر من 200 إلى 300% في كثير من السلع والملابس وغيرها في ظل غياب تام لأجهزة الدولة الرقابية والتنفيذية.

حضور كبير للسنبوسة
حتى الأحطاب تحضر في المدينة للمساعدة بسبب انقطاع وانعدام الغاز المنزلي
الفاكهة بجميع أنواعها
وللزبيب نصيب أيضا
عربات الملابس في شارع جمال عبدالناصر أهم شوارع المدينة

ويقول أحد تجار الجملة محمد شرف لـ إيلاف إن بعض التجار يخسرون كثيراً جراء فقدان حاوياتهم التجارية القادمة من الصين أو تأخرها عن الموسم بسبب الأوضاع الأمنية، حيث لا تهتم شركات الشحن بالشحنات المتوجهة إلى اليمن وذلك يعود بالخسارة على التجار.

وأضاف: quot;بعض التجار يضطرون لأن يرفعوا أسعار السلع الموجودة لديهم ليعوضوا خسائر فقدان أو تأخر شحناتهم القادمة من خارج البلادquot;.

منصور سيف مواطن يعمل في أحدى الوضائف التابعة لوزارة التربية يقول إنه يشتري ملابس أولاده الثلاثة من المحلات في شارع التحرير، quot;لكن هذا العام يوجد مبالغة كبيرة في الأسعار فاضطررت للعودة إلى الباعة المتجولين في الشوارع، فهناك أسعار أقل وربما حتى لا تختلف البضاعة عن تلك التي في المحلاتquot;.

ويضيف: quot;وجدت قميص وبنطلون لإبني بمبلغ يصل إلى أكثر 20 دولار بينماً وجدتهما عند الباعة المتجولين بما يقارب ١٠ دولاراتquot;.

والمتجول في السوق لا يشعر بأن هناك أزمة اقتصادية تعاني منها البلد، حيث يقول محمد شرف صاحب محل بيع الجملة إن مبيعات هذا العام ربما تزيد عن مبيعات العام الفائت مبديا استغرابه من الأمر.

وقال: كنت أتوقع أن تحدث خسائر هذا العام أو على الأقل لن نبيع أكثر من نصف ما بعناه في العام الفائت لكن الأمر جاء على غير ما كنا نتوقع.

وتشهد أسواق الخضار والفاكهة حركة جيدة مع دخول موسم العنب بكافة أصنافه وأشكاله وألوانه إضافة إلى فاكهة الرمان التي تصادف موسمها مع شهر رمضان وكذلك البلح، واقتراب موسم الجوافة إضافة إلى التفاح اليمني الذي شارف موسمه على الانتهاء، وكذا إلى وصول موسم الفرسك quot;الخوخquot;، والبطيخ وغير ذلك.

ويعتبر شهر رمضان أحد أهم الأشهر بالنسبة لمبيعات الخضار من ملفوف وفجل وكراث وكزبرة وغيرها في سوق الخضار، وبرغم ارتفاع سعر الملفوف إلا إن مبيعاته لم تتراجع.

ويعد الملفوف أحد أبرز الخضار التي ارتفعت أسعارها حيث وصل سعر الثمرة الواحدة إلى أكثر من دولارين، في حين يعد الطماطم أغلى الخضار حاليا في أسواق تعز حيث ارتفع سعره إلى أكثر من دولارين أيضا في ارتفاع مفاجىء.

في الواقع السياسي جاء إعلان المجلس الوطني مؤخرا كمحرك للمياه الراكدة في الشارع السياسي في حين تحولت الساحات إلى مساجد مفتوحة لأداء صلاة التراويح.

وتشهد مدينة تعز مسيرات اعتيادية كل يومين أو ثلاثة أيام حيث يخرج عشرات الآلاف مطالبين برحيل النظام وتبدأ تلك المسيرات السلمية عقب صلاة العشاء والتراويح.

وتم إعلان رفع الآليات العسكرية المرابطة جوار مستشفى الثورة وهي أهم المواقع الأمنية المتنازع عليها منذ أكثر من شهرين بين قوات الأمن والمسلحين، وشوهد انسحاب الآليات من المدينة لكن مصادر تقول إن منطقة شارع الستين لا تزال تشهد حراكا أمنيا وتواجدا لعناصر وآليات عسكرية.