تشهد الحدود المصرية-الإسرائيلية توتراًلا سيما بعدالهجمات الثلاث الأخيرةعلى ايلات، ومقتل ثلاث عسكريين مصريين بنيران اسرائيلية. وتفيد مصادر بأن رئيس اركان الجيش المصري يقود العمليات هناك مسلحين، وبأن حكومته تمارس ضغوطاً على حماس لاعتقال فلسطينيين مرتبطين بهجمات في سيناء.

المنطقة الحدودية بين مصر واسرائيل تشهد تصعيداً وتوتراً

القاهرة: تشهد المنطقة الحدودية بين مصر واسرائيل تطورات متسارعة وتوترات شديدة في أعقاب مقتل سبعة اسرائيليين وإصابة 24 آخرين في ثلاثة هجمات على مدينة إيلات، ومقتل ثلاث عسكريين مصريين بينهم ضابط برتبة نقيب بنيران اسرائيلية وجرح جندي رابع. وتبادل الطرفان المصري والإسرائيلي الإتهامات حول المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية في سيناء. وقالت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; إن الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري وصل إلى المنطقة الحدودية ويقود العمليات ضد المسلحين، وَأضافت المصادر أن مصر تمارس ضغوطاً على حركة حماس من أجل إعتقال فلسطينيين مرتبطين بالقاعدة ومتورطين في الهجمات ضد أهداف مصرية بسيناء.

نيران اسرائيلية غير مقصودة

تضاربت الأنباء حول مقتل جنديين مصريين على الحدود بين مصر وإسرائيل عند منطقة رفح، حيث نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر عسكري قوله إنهملا قتلا في غارة إسرائيلية كانت تستهدف عناصر مسلحة متورطة في الهجمات التي تعرضت لها مدينة إيلات صباح اليوم وأدت إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 24 آخرين بينهم عسكريين. فيما أعلنت وزارة الداخلية أن الجنديين قتلا في عملية أمنية مشتركة مع الجيش لمطاردة عناصر مسلحة في سيناء. وأعلنت الوزارة في وقت لاحق مقتل ضابط شرطة برتبة نقيب في تبادل لإطلاق النار مع عناصر مسلحة.

ووفقاً لبيان للوزارة فإن quot;قوة من قطاع قوات الأمن المركزي فوجئت أثناء تفقدها للحالة الأمنية، بإطلاق وابل من الرصاص عليها من قبل مجموعات مسلحة غير معروفة، وذلك بالمنطقة (ج) بوسط سيناء، وتحديداً عند العلامة الدولية رقم 79 بوسط سيناء.quot;

وأضاف البيان quot;أسرعت القوة بتبادل النيران معها، ولاذ الجناة بالفرار داخل منطقة الدروب الجبلية، وأسفرت الواقعة المؤسفة عن استشهاد المجندين أسامة جلال أمام من منطقة دسوق بمحافظة القليوبية، طه محمد إبراهيم عبد القادر المقيم بعزبة سلام بمنطقة المعصرة بمحافظة القاهرة، كما أصيب في الحادث المجند أحمد محمد أبو عيسى من منطقة السمنود بمحافظة الغربية، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لملاحقة الجناة بمنطقة الحادث.

غير أن العديد من المصادر المستقلة اكدت أن الضابط والجنديين قتلوا بنيران إسرائيلية، وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني الذي قال في تصريحات تليفزيونية إن مجموعة من المسلحين أطلقوا النار على دورية مصرية إسرائيلية مشتركة، وردت الدورية عليهم بإطلاق النار، بينما هاجمتهم طائرة عسكرية إسرائيلية، مشيراً إلى أن شظايا القنابل التي أطلقتها الطائرة أصابت الجنديين والضابط مما أدى إلى مصرعهما، مستبعداً إلى يكون الحادث مقصوداً.

تصاعد الهجمات

يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد المسلحين من هجماتهم ضد الكمائن والأهداف العسكرية، حيث وقعت ثماني هجمات مساء أمس الخميس وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، حيث شن مسلحون مجهولون هجوماً على كمين للشرطة بمنطقة العريش ولاذوا بالفرار مساء الخميس، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من يومين. وتجري قوات مشتركة من الجيش والشرطة عمليات عسكرية واسعة في تعقب جماعات مسلحة تنتشر في سيناء وتشن هجمات على خطوط تصدير الغاز لأسرائيل والأردن، وأسفرت عن مقتل العديد من الخارجين عن القانون وإعتقال العشرات.

ووقعت سبع هجمات متزامنة على كمائن عسكرية للشرطة والجيش في العريش، وإستمرت الموجهات بين القوات العسكرية والشرطة لمدة ساعتين في منطقة الرئيسة بالقرب من مدينة العريش، حيث استخدم في الهجوم أسلحة أر بي جي وأسلحة رشاشة وسيارات دفع رباعي بدون لوحات، واستطاعت القوات العسكرية إجبار المسلحين على الفرار، ولم تقع إصابات أو قتلى بين الجانبين.

عنان في سيناء

وفي الشأن ذاته، كشف مصدر أمني أن الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري ونائب رئيس المجلس العسكري زار مساء أمس الخميس الحدود المصرية الإسرائيلية، وتحديداً المنطقة التي شهدت مقتل الجنود المصريين، وأضاف المصدر لـquot;إيلافquot; أن عنان سيدير المعركة ضد العناصر المسلحة، وسط أنباء عن ارسال تعزيزات ضخمة للقوات التي تقاتل المسلحين في سيناء بهدف الإسراع في تهطيرها منهم. ولفت إلى أن عنان سوف يجتمع اليوم الجمعة مع قيادات قبائل سيناء، للتشاور حول التهديدات الأمنية، وبحث كيفية مساهمتهم في العمليات العسكرية ضد المسلحين.

ونوه المصدر بأن العمليات العسكرية التي تقوم بها مصر حالياً تستهدف مسلحون ينتمون لجماعات بعضها فلسطيني وبعضها مصري، مشيراً إلى تلك الجماعات منها جماعة quot;التوحيد والجهادquot; المصرية المرتبطة بالقاعدة فكرياً، إضافة إلى جماعتي quot;جيش الإسلامquot; وquot;جلجلاتquot; الفلسطينيتين المرتبطتان بتنظيم القاعدة أيضاً، وأضاف المصدر أن التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمنية مع المعتقلين خلال الهجوم على قسم شرطة العريش كشف هوية منفذي الهجمات ضد الأهداف المصرية، وأوضح أن هناك عناصر من جماعات سلفية متورطة في التعاون لوجستياً مع العناصر المسلحة.

ولفت المصدر إلى أن السلطات المصرية أخطأت في تقدير حجم قوة وعدد وتسليح العناصر الإجرامية بسيناء، مشيراً إلى أن الهجوم على قسم شرطة العريش أفزع السطات في مصر، وبدأت تنسيقاً على كافة المستويات مع مختلف الأحهزة الأمنية للقيام بعمليات تطهير واسعة لسيناء قبل أن تتحول إلى بؤرة للإرهابيين والخارجين عن القانون، لاسيما في ظل إنتشار نحو 8 آلاف مجرم هارب من السجون في الشوارع. وأكد المصدر أن مصر لديها إصرار على تطهير منطقتي الشيخ زويد والعريش اللتين تعتبران معقلاً للعناصر المسلحة، مشيراً إلى أن قوات من الجيش والشرطة تحاصر تلك المنطقتين وتمشطهما حالياً.

ضغوط على حماس

وكشف المصدر أن السلطات المصرية اجتمعت مع وفد حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وطلبت منه بشكل صريح العمل على إيقاف تسلل المسلحين إلى الأراضي المصرية عبر الأنفاق، مشيراً إلى أن مصر طلبت القاء القبض على عناصر تنتمي إلى جماعتي quot;جيش الإسلامquot; وquot;جلجلاتquot; الفلسطينيتين اللتين تتخذان من قطاع غزة معقلاً لهما لشن الهجمات ضد مصر، وتسليح العناصر المصرية المتطرفة. وأفاد المصدر بأن خالد مشعل وعد بالتعاون مع مصر في القبض على العناصر التي المطلوبة بعد تسلم ملف يثبت تورطها في الهجمات التي وقعت في سيناء.

مطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل

إلى ذلك، تصاعدت ردود الفعل الشعبية على مقتل ثلاث مصريين بنيران إسرائيلية، حيث شن عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية هجوماً عنيفاً ضد إسرائيل، داعياً إلى ضرورة اتخاذ المجلس العسكري موقفاً حازماً تجاه إسرائيل. وقال موسى في صفحته على موقع تويتر quot;يجب على إسرائيل أن تعي أن اليوم الذي يقتل فيه أبناؤنا بلا رد فعل مناسب وقوي قد ولّى إلى غير رجعة. وأضاف quot; يجب إستدعاء السفير الإسرائيلي فوراً وطلب تحقيق عاجل في هذا الاعتداءquot;، مشيراً إلى أن quot;دماء الشهداء التي سالت أداءًا لواجبهم المقدس لن تضيع هدراً، وقدم تعازيه لشعب مصر ولأسر الشهداء المصريين، شهداء الواجب على الحدود المصرية الشرقيةquot;.

ودعا حزب العدل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع أسرائيل، وقال الحزب في بيان له في ساعة متأخرة من مساء أمس، quot; مصر الثورة تختلف عن مصر قبل 25 يناير، وأن حقوق الشهداء لن تضيع هدرquot;، داعياً المجلس العسكري إلى quot;الوقوف بحزم أمام التهديدات الإسرائيلية، وأتخاذ موقف صارم يشمل استدعاء السفير الإسرائيلي وتعليق العلاقات المصرية الإسرائيلية كرد فعل ضد هذه الممارسات الأخيرةquot;، وشدد الحزب على quot;ضرورة إنهاء الفترة الانتقالية في أسرع وقت ممكن بالشكل السليم ليتفرغ الجيش المصري لحماية الأمن القومي والتركيز على الجبهات المختلفة التي تهدد أمن مصر الآنquot;.