كسر الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية الأمير نواف بن فيصل تقليدية التواصل مع المجتمع والمهتمين، وذلك بعد دخوله مغردًا جديدًا على شجرة quot;تويترquot;، مستغلاً ذلك في مناقشة أفكار تطويرية عامة للرياضة في بلاده، ومنفردًا بالاستباقية بعيدًا عن المسؤولين وأعضاء مجلس الشورى.


جدة: يتفاءل به السعوديون، خصوصًا المهتمون بقطاع الرياضة والشباب، التفاؤل من أرضية والده رجل الرياضة السعودية اللافت الأمير الراحل فيصل بن فهد، فهو من قفز بالرياضة السعودية إلى مراتب عليا مازالت تعرّف أجيال رعاها بـquot;الأجيال الذهبيةquot;.

لم يتجاوز سنه الثالثة والثلاثين عامًا

الأمير السعودي نواف بن فيصل بن فهد المعيّن منذ أكثر من سبعة أشهر رئيسًا عامًا لرعاية الشباب في بلاده خلفًا لعمه الأمير سلطان بن فهد، يعدّ هو أصغر القياديين السعوديين في مناصب الدولة القيادية.

ورغم أن الكتابة عن الرياضة السعودية أو أية تفاصيل بها يدعو إلى الفتح الكبير في منجم يخاله الكاتب quot;ذهبًاquot; كما كان، خصوصًا في مثل هذا الوقت الذي ابتعدت فيه المنتخبات السعودية عن مراتبها التقدمية خصوصًا في القارة الآسيوية وإقليمها عربيًا وخليجيًا. إلا أن نواف بن فيصل فتح كل أبواب الأسئلة وجعلها مشرّعة للجميع.

الأمير الشاب انفرد بكونه أول مسؤول من داخل الأسرة الحاكمة السعودية الذي يفتح حوارًا مباشرًا مع شباب وطنه، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي quot;تويترquot;.

نواف بن فيصل قال في أجزاء من حواراته ونقاشاته مع عالم المغردين المرحّب فيهم لديه بعد نقاش رآه مثمرًا quot;إخواني سعدت بآرائكم اليوم، وأعدكم بالتواصل قدر الإمكان، ولديّ فكرة إني سأطلب من كل مختص في الرعاية أو اتحاد القدم في أن يخصص حسابًا فيتويترquot;.

تلك التوجهات الحديثة في نظر وخطط نواف الذي لم يتجاوز سنه الثالثة والثلاثين، وفتحه أبوابًا كبرى للحوار والنقد في عالم الرياضة والشباب السعودي جعلته هو الضيف في الشجرة quot;التويتريةquot; بتميز، إذ إنه أول مسؤول من صفوف الأسرة الحاكمة يبتعد عن الخطوط التقليدية في الرأي والمشورة.

المسؤول الرياضي الأول لم تعجبه نصائح مقرّبيه حال فتحه باب quot;تويترquot; معتقدين انه لا يستطيع الإجابة عمّا يطرح وسيرهقه ذلك السبيل، إلا أن ابن فيصل بن فهد رأى غير ذلك، فقال في quot;تغريدةquot; غير تقليدية quot;لعلكم لا تعرفون أن الكثيرين نصحوني بعدم التواصل عن طريق تويتر، وإنني لن أستطيع أن أجيب عن كل ما يطرح، ولكنني بالاتكال على الله ثم بكم نستطيعquot;.

كسْر نواف لتقليدية الرأي والإطلاع أعطت بعدًا جديدًا في منهج الشفافية المشرقة حديثًا في رئاسته، بل حتى غير المسبوقة بين أقرانه ضمن القيادات والوزارات في السعودية.

الوجود quot;التويتريquot; للأمير كان هو جزءًا مما ورثه عن والده

يظل اختيار الأمير السعودي الشاب لقرية quot;تويترquot; بعيدًا عن الجار اللدود للموقع الاجتماعي الآخر quot;فايسبوكquot;، محتملاً دلالات عديدة، فهو أول القيادات تغريدًا عكس أقرانه من الوزراء الذين فضلوا فايسبوك على غيره، رغم عدم إدارتهم له بصفتهم الشخصية باستمرار.

نواف يعمل منذ اقتحامه الهادئ صفوف متابعيه والتجاوب معهم على طرح موضوع رياضي يتم مناقشته في ظل ترحيبه بكل الآراء، وفتح في آخر كتاباته باب النقاش حول التعصب الرياضي معتبرًا أنه quot;بوابة الشرquot;.

التميز في الاستباقية التي طرحها الأمير نواف ووجود بين الشباب في المجتمع الافتراضي، لم يسبقها إليها مسؤول أو حتى عضو في مجلس الشورى السعودي حرص على مناقشة أوضاع مواطنيه عبره.

الوجود quot;التويتريquot; للأمير كان هو جزءًا مما ورثه عن والده، إذ اعترف بذلك ضمنياً في حديثه فقال quot;كان لدى الأمير فيصل بن فهد رحمه الله له برنامج إذاعي أسبوعي اسمه مع الشباب في السبعينات وكان يتواصل مع الشباب فيهquot; مبديًا (نواف) عنتفكيره بإعادته quot;بأسلوب يتناسب مع العصرquot; طالبًا من متابعيه الرأي في ذلك.

وصولية الآراء العديدة من المتابعين إلى فكر نواف؛ حصل منها على نتيجة وقرار فوريبعد المداولات باستحداث مؤتمر تلفزيوني كل ثلاثة أشهر، ولقاء إذاعي مفتوح لبرنامج مع الشباب إضافة إلى حجر الأساس في التواصل quot;تويترquot;.

نواف بن فيصل المجدد الأساس للرئاسة الشبابية والرياضية في بلاده، أحاط نفسه بكوادر شابة يخوض فيهم منذ أشهر قليلة معترك تطوير الرياضة السعودية المتقهقرة منذ سنوات على كل الأصعدة، رغم الاستثناء في المنتخب الشاب لكرة القدم الذي فرغ قبل أيام من مرحلة الدور الثاني في كأس العالم التي أقيمت في كولومبيا.