بنغازي:وسط اصوات الرشاشات والالعاب النارية، يتحدث طاهر التميمي الذي جاء ليحتفل بسقوط باب العزيزية مقر العقيد القذافي بايدي الثوار عن quot;هذا اليوم الاول في حياتهquot;.
ويقول وهو يحمل ابنته على كتفيه في وسط ساحة بنغازي التي تحولت مركزا للتجمعات منذ بدء التمرد قبل ستة اشهر quot;عمري 47 عاما.. 47 سنة ضائعة. انه اول يوم في حياتي. اول يوم اشعر فيه بالسعادةquot;.

وفور الاعلان عن استيلاء المتمردين على مقر باب العزيزية في طرابلس، اطلقت هتافات الفرح وابواق السيارات بينما امطلقت السيارات التي رفعت اعلام الثورة على كورنيش المدينة الساحلية شرق ليبيا.
وبعد هذا الفرح العارم، عادت العائلات الى بيوتها بنسائها واطفالها لتناول الافطار، قبل ان تتجمع من جديد.

وفي الليل، رفع اهل بنغازي الاعلام وشارات النصر واطلقوا ابواق السيارات وهم يهتفون quot;الله اكبرquot;.
وعلى الكورنيش، يقوم باعة الاعلام والملابس التي تحمل الوان الثورة بالترويج لها..

وفي قسم النساء الذي يفصله حاجز خشبي عن قسم الرجال، تطلق اروى التي ما زال اولادها الثلاثة على الجبهة، هتافات معادية للقذافي وتشجع البنات المحيطات بها وهي هتف quot;باي باي قذافيquot;.
وتقول نور عبد الرحمن (16 عاما) التي ارتدت حجابا ابيض quot;عندما يريد الليبيون شيئا فانهم يحصلون عليه.. الدليل باب العزيزيةquot;.

وهي تشعر بالسعادة لليبيا المستقبل. وتقول ان quot;معمر القذافي حرمنا من التعليم. الآن انتهى الامرquot;.
وفي الساحة يردد الرجال شعارات يعبرون فيها عن شكرهم quot;لشباب العاصمةquot; ثم quot;شباب الزاويةquot; التي تبعد حوالى اربعيمن يكلومترا غرب طرابلس. انها انتفاضتهم ووصول المقاتلين المتمردين اللذين الحقا الهزيمة بقوات القذافي.

ولا احد ينسى التذكير بان الثورة انطلقت من الشرق.
وفي كل مكان ترفع صور الذين قتلوا في الاشهر الاخيرة تحت لافتات كتب عليها quot;ليبيا حرةquot;.

ويشكر آخرون القادة الغربيين من الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والاميركي باراك اوباما الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ومفوضة حقوق الانسان نافي بلاي.. وقد وصفهم الليبيون في الساحة quot;الاربعة الرائعونquot;.

ويقول خطيب على منصة ان quot;دماء شهدائنا لم تذهب هدراquot;، بينما يردد الحشد quot;انا لمنتصرونquot;.
وفي مكان ابعد يرقص شبان على ايقاع آلات نقر ثم يسود الصمت.

ويقف الجميع ليغنوا النشيد الوطني الذي كتب في عهد الاستقلال لكن العقيد القذافي اعتمد نشيدا آخر بدلا منه بعد وصوله الى السلطة في 1969.
ويغنى النشيد في بنغازي وقريبا فقي كل قرية ليبية كما يقول المتظاهرون الفرحون بنصرهم الجديد.