بعد السقوط المدوّي لحاكم ليبيا، ظهرت أنباء مفادها العثور على مجموعة من الصور التي تجمعه بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس، وقيل إن القائد المختفي كان يهيم بها حباً، لكن هل من الممكن أن تكون رايس حقاً حبيبة أو عشيقة للقذافي؟ هل من الممكن أن تسقط وزيرة خارجية أكبر دولة في العالم في حب أقدم ديكتاتور؟.


رايس و القذافي ... حبّ مجنون !

القاهرة: يجيب خبراء علم النفس الذين تحدثت إليهم quot;إيلافquot; بالقول إنه لا شيء مستبعد حسب منطق الحب، مشيرين إلى احتمالية أن يكون القذافي الذي رأوا أنه يعاني جنون العظمة وانفصامًا فيالشخصية قد أحبّ رايس، لكنهم اختلفوا حول الإجابة عن النصف الآخر من السؤال: هل أحبت كونداليزا رايس القذافي؟.

حسب المعلومات المتداولة فإن القذافي كان يحتفظ بألبوم صور خاص لكونداليزا رايس في غرفة نومه، يضم صوراً تجمعها معه في مناسبات سياسية، يبدو فيها ملهمًا بها أثناء زيارتها لطرابلس للمرة الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى منذ أكثر من خمسين عاماً في منتصف العام 2008حيث كان لرايس الفضل في عودة العلاقات الأميركية الليبية في هذا العام، ورفع ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

لا يمكن التنبؤ بأفعاله

يقول الدكتور ممدوح عز الدين أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة لـquot;إيلافquot; إن شخصية القذافي لا يمكن التنبؤ بأفعالها، فهي شخصية غريبة الأطوار، ويعيش منفصلاً عن الواقع، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون قد هام حباً بكونداليزا رايس، لا سيما أنها ساهمت بشكل كبير في رفع الحصار الذي كان مفروضاً على ليبيا، ورفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعادة العلاقات مع أميركا وعلى أعلى مستوى.

ولفت عز الدين إلى أن القذافي قد يكون حاول مكافأة رايس على ما قدمته إليه وإلى ليبيا سياسياً من خلال إغداق مشاعر الحب عليها، اعتقادًا منه أنها قد تكون تفتقدها، لاسيما أنها في منتصف العقد الخامس من عمرها وما زالت عازبة.

وهو يعلم أنها ليست في حاجة إلى المال، حيث إنها كانت رئيس مجلس إدارة واحدة من أكبر شركات البترول في أميركا، ومن ثم فإن ـ حبه لها أعظم هدية ـ حسب اعتقاده، لا سيما أنه مريض بجنون العظمة.

لا شيء مستبعد

في لغة الحب لا شيء مستبعد على الإطلاق، يمكن أن تعشق الأميرة الخادم أو العكس، ويمكن أن يعشق العدو من أعدائه، الحب لا يعرف الحسابات أو الحساسيات السياسية، إنه رأي الدكتورة نهاد محمد خبيرة العلاقات الإنسانية في جمعية إبداع للتأهيل النفسي، وتقول لـquot;إيلافquot; إن التاريخ يؤكد أن العالم شهد علاقات حب كانت غريبة ومدهشة جداً، وكثير من الزعماء السياسيين كانت لهم علاقات عاطفية غريبة، ومنهم هتلر ونابليون بونابارت، وكشف أخيراً عن قصة حب جمعت الملكة فيكتوريا، وهي في نهايات العمر، مع شاب باكستاني كان خادماً في القصر الملكي في لندن.

وأضافت محمد أن القذافي كان مولعاً بالنساء السمراوات، حسب المعلومات المتداولة عنه، وكانت غالبية الحارسات الشخصيات له من النساء الأفريقيات، وربما جرفه الحب نحو كونداليزا رايس، وربما رأت هي في شخصيته ما لم يره الآخرون، وربما جمع الحب بين قلبيهما، لا شيء مستبعد.

وأشارت محمد إلى أنها تابعت ما نشر حول هذه القصة طوال الأيام الماضية، لافتة إلى أن رايس رفضت الرد على ما قيل حول حبّ القذافي بالنفي أو التأكيد، وقالت إن ذلك سوف يكون ضمن الكتاب الذي يحوي مذكراتها، وسوف يصدر خلال شهر نوفمبر/تشرين الثانيالمقبل.

وتفسّر محمد رد رايس بأنه يحمل تأكيداً للعلاقة، وليس نفياً لها، وتابعت: نحن في انتظار أن تكشف كونداليزا رايس عن تفاصيل تلك العلاقة التي ستكون حديث العالم كله لسنوات لو صحّت.

الحب جنون

ألبوم صور لكونداليزا رايس عُثر عليه في غرفة نوم القذافي

الحب جنون، فما بالنا مع شخصية مثل شخصية القذافي، هي أقرب ما يكون للجنون منها إلى التعقل، هكذا يسير الدكتور محمد نور أستاذ علم النفس في جامعة الأزهر على النهج الذي لا يستبعد تورط القذافي وكونداليزا رايس في الحب.

وأضاف لـquot;إيلافquot; قد يكون ما ظهر هو نصف الحقيقة، أي إن القذافي كان مولعاً بكوندي، كما كان يناديها، ولكن ليس معنى هذا أن تكون قد بادلته الحب أو العشق.

وتابع: إننا نعلم أن الحب جنون، وهو مسؤول علمياً عن إصابة البعض بالجنون وفقدان العقل، هذه حقيقة، لكن ليس الجميع، إذ من الممكن إخضاع القلب لحسابات العقل، وأعتقد أن هذا ما فعلته رايس، إنها امرأة تربت وتدربت على كبح جماح العواطف والمشاعر، لأنها سياسية، وكانت تمثل أكبر دولة في العالم، ولا يمكن أن تترك مشاعر تتحرك نحو أي إنسان أظهر لها مشاعر الحب، حتى ولو كان القذافي، أعتقد أنها لا تقبل بأن تكون حبيبة أو عشيقة للقذافي، لا سيما أنها كانت تعلم جيداً كيف أنه دكتاتوري دموي وإنسان مضطرب سلوكياً.

أعراض جنون العظمة

ويرى الدكتور عماد صالح أستاذ الأمراض النفسية في جامعة الإسكندرية أن القذافي يعاني مرض جنون العظمة والنرجسية المتطرفة، وأوضح لـquot;إيلافquot; أن هذا المرض عادة ما تصاحبه أمراض أو أعراض أخرى، مثل الهلاوس والوساوس وأحلام اليقظة، فضلاً عن المبالغة في إظهار العواطف، فهو عندما يكره يظهر ذلك بقوة، وعندما يحب يظهر ذلك بقوة، لكنه في الحقيقة لا يحب سوى نفسه، التي تكون محور كل شيء، فهو يرى ذاته الأهم، وكل ما عداها لا شيء.

مشيراً إلى أن القذافي كان وما زال يعاني انفصامًا في الشخصية، إنه يعيش في خيالاته ويرفض النزول إلى أرض الواقع، وقال إن من دلائل إصابة القذافي بجنون العظمة وانفصام الشخصية أنه يصف معارضيه بالجرذان، ويصف الأميركيين بالصراصير، وظل متمسكاً بذلك حتى بعد انهيار نظام حكمه، وهروبه من طرابلس، حيث وجّه رسائل صوتية إلى الليبيين، يدعوهم فيها إلى محاربة quot;الجرذانquot;، إنهالغة متعالية ترفض الاعتراف بالآخر إلا quot;جرذاناquot;.

في هذا الإطار، لا يستبعد صالح أن يكون القذافي الذي يعاني جنون العظمة وانفصام الشخصية، قد عرض على كونداليزا رايس الحب، وصارحها بمشاعره المزيفة، لكنها باعتبارها سياسية محنكة وممثلة لأكبر دولة في العالم، لا يمكن أن تجاريه أو تفضح مرضه وأفعاله الصبيانية، حيث كانت تعمل في إطار مصالح بلدها.