محطة الرادار الأميركية في تركيا ستكون مطابقة لهذه المحطة في إسرائيل

لا شكّ في أن أنقرة ستضيف المزيد من الوقود إلى نيران التوتر بينها وبين طهران بشأن الأحداث السورية، بعدما عُلم أن الأولى ستستضيف على أراضيها رادارًا أميركيًا، مهمّته رصد الصواريخ الإيرانية الموجّهة إلى الغرب.


وافقت تركيا على نصب رادار أميركي عالي الكفاءة على أراضيها كجزء من نظام دفاعي لحماية دول laquo;حلف شمال الأطلسيraquo; (الناتو) من الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.

وتمثل موافقة تركيا على نصب الرادار المسمى X-Band laquo;إكس باندraquo; تعجيلاً بمشروع نشر نظام الإنذار المبكر ضد الصواريخ الإيرانية، لكنها تعني أيضًا رفع حدة التوتر بين أنقرة وطهران. يذكر أن هذه الأخيرة ترى في مشروع الناتو تهديدًا عسكريًا مباشرًا لها.

بالطبع فقد تدهورت العلاقات التركية ndash; الإيرانية خلال الأشهر الستة القليلة الماضية، بشكل خاص بسبب موقف كل من الطرفين من الأحداث في سوريا، وانقضاض نظام بشار الأسد على المتظاهرين المطالبين بالتغيير.

فبينما تدعم طهران نظام دمشق في مساعيه إلى سحق الانتفاضة الشعبية، ترى فيها أنقرة مساسًا بحقوق الإنسان وسدًا للباب أمام رياح التغيير الديمقراطي. ويقول المسؤولون الأميركيون في هذا الصدد إن إيران توفر لنظام الأسد كل الأدوات اللازمة لقمع الاحتجاجات الجماهيرية، وأيضًا كيفية استعمالها على النحو الأكثر فعالية.

نقلت صحيفة laquo;غارديانraquo; البريطانية عمّن وصفته بأنه laquo;مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوىraquo; قوله إن مراحل نصب الرادار، المسمى AN/TPY-2 laquo;ايه إن/تي بي واي- 2raquo;، على الأراضي التركية laquo;ستكون قد اكتملت بحلول نهاية العالم الحاليraquo;، أي في غضون أربعة أشهر على الأكثر. ويُعرف أن هذا الرادار سيُنصب في قاعدة عسكرية تركية، لكن المسؤولين الأتراك والأميركيين رفضوا تحديدها بالاسم.

يذكر أن المفاوضات حول هذه المسألة بدأت مع تركيا في وقت سابق من العام الحالي، لكن وتيرتها تسارعت بدءًا من يونيو/حزيران الماضي.

وكانت تركيا تخشى أن تكون المعلومات التي سيوفرها الرادار متاحة بشكل فوري للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. لكن مسؤولاً أميركيًا طمأنها بالقولإلى أن لبلاده اتفاقًا منفصلاً مع تل أبيب يتعلق برادار مطابق نصب في 2008 من أجل تنبيه هذه الأخيرة إلى أي صواريخ إيرانية مقبلة نحوها، وبالتالي تعزيز قدرة نظامها الدفاعي الموجّه بالليزر.

مع ذلك، فقد احتفظت الولايات المتحدة بحق دمج المعلومات الواردة الى رادارتها في مختلف أنحاء الدنيا، لأن تعزيز نظامها الدفاعي يستدعي ذلك بالكامل.

وأثارت التحفظات التركية بشأن إسرائيل تحفظات أخرى في واشنطن، خاصة وسط الساسة الجمهوريين، الذين اعربوا عن مخاوفهم من استضافة أنقرة للرادار على أراضيها.

وكان البُعد الإسرائيلي في الأمر مقلقًا بالنسبة إلى أنقرة، التي ساءت علاقاتها بتل أبيب منذ حصارها على غزة وهجومها على القافلة البحرية التي كانت تقلّ مساعدات إنسانية لأهلها، وكسرت ذلك الحصار فيالعام الماضي.

وقال مسؤول الدفاع الأميركي إن الموافقة التركية على نصب الرادار على أراضيها laquo;تنطلق من رغبة أنقرة في مزيد من التقارب مع الدول الأعضاء في الناتو، وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدةraquo;.

وقلل المسؤول من تكهنات قالت إن القرار ينطلق من التطورات الدامية التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، وقال إن المفاوضات كانت تسير في هذا الاتجاه بغضّ النظر عن الأحداث في سوريا.