أنقرة: قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء التركي (رجب طيب اردوغان) ابراهيم الكن اليوم ان بلاده تدعم التحولات الديمقراطية التي تشهدها المنطقة العربية على اعتبار انه حان الاوان لتحظى الشعوب العربية بالحرية.

واكد المستشار الكن ان تركيا تتبنى موقفا شفافا في هذا الاطار وهو الدعوة الى ادخال اصلاحات ديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتوسيع الحريات. واضاف ان التغيير الذي حدث في مصر وتونس ويحدث حاليا في ليبيا واليمن كان quot;يجب ان يجري منذ زمن طويل وليس الان نظرا للتهميش الطويل للديمقراطية وعدم احترام حقوق الانسان وغياب الحريات الاساسيةquot;.

واوضح ان هذه التحولات ما لم يستجب لها بشكل طوعي فانها quot;تنذر بفوضى عارمةquot; نظرا لتاخر الاصلاح الديمقراطي والسياسي والاقتصادي مؤكدا ان بلاده وجهت رسائل الى دول عربية مجاورة بضرورة اطلاق قطار الاصلاحات قبل انفلات زمام الامور.

وراى ان مطالب الشعوب العربية تتركز على اتباع نهج الديمقراطية في السلطة وتوسيع قاعدة توزيع الثروة الوطنية وتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتعظيم مبدا تكافؤ الفرص والحفاظ على كرامة المواطن ونشر ثقافة حقوق الانسان.

واعترف بان الانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية كانت مفاجئة لتركيا واوروبا والولايات المتحدة ايضا من حيث التوقيت وقال ان احدا لم يكن يتوقع هذه الانتفاضات بما فيها الدول التي شهدتها quot;بيد ان الامر كان مقدرا له الحدوث يوما ماquot;.

وقال مستشار اردوغان ان التغيير جرى بشكل سلمي نسبيا في كل من مصر وتونس وجرى العمل على سن اجراءات تستهدف البدء في التحول الديمقراطي لكن quot;الوضع جاء معاكسا في ليبيا وربما قد يحدث الشيء نفسه في اليمنquot;.

واضاف الكن ان الوضع في ليبيا انقلب الى صراع دام بين الثوار ونظام العقيد معمر القذافي واكد ان تركيا كانت تامل الا يقع هذا الاقتتال بين الاشقاء في ليبيا لكن عدم انصات اقطاب السلطة في طرابلس للمطالب الشعبية اوجد ثغرة لاطراف دولية للتدخل في الشان الليبي.

وكشف عن اتصالات اجراها الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس وزرائه رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو مع العقيد القذافي ونجله سيف الاسلام القذافي لحثهما على وقف القتال والاستماع لمطالب الشعب الليبي.

وقال ان القذافي ونجله كذبا على القيادة التركية بوقف اطلاق النار واستمرا في قصف المدن الليبية وشن الهجمات على المدنيين ما استدعى تغييرا في الموقف التركي حيال الازمة الليبية. واشار الى مطالب تركيا عند بدء الاحداث في ليبيا وهو تعيين رئيس فعلي لليبيا والجلوس الى مائدة الحوار مع الثوار للتوصل ال حل يفضي الى انتقال سلمي للسلطة لكن المطالب الان تغيرت وهو ضرورة رحيل القذافي ونظامه عن ليبيا كي يتسنى استعادة الامن والاستقرار.

واكد انه برغم ذلك فان اتصالات تركيا مع مسؤولين في نظام القذافي لم تنقطع وانها تجري حاليا اتصالات سرية مع الثوار في مسعى لايجاد مخرج للوضع الماساوي في ليبيا حفاظا على سلامة ووحدة اراضي ليبيا.

وبرر رفض تركيا التدخل البري الدولي لحسم القتال لصالح الثوار الليبين بان خطوة كهذه قد تؤدي الى تقسيم ليبيا الى دولتين احداها في بنغازي يسيطر عليها الثوار والاخرى في طرابلس تحت حكم القذافي وكذلك خشية ان يكون التدخل مقدمة للاستيلاء على حقول النفط الليبية.

واكد ان الولايات المتحدة تتفق مع تركيا في استبعاد التدخل البري واقتصار العمليات فرض الحظر الجوي على ليبيا ومنع القذافي من التزود بالسلاح عبر حصار بحري منتقدا فرنسا وبريطانيا المتحمستين لفكرة التدخل البري ومشككا بدوافع البلدين في هذا الشان.

وجدد رفض تركيا الاشتراك في العمليات الجوية فوق ليبيا قائلا ان الدور التركي سيقتصر على المشاركة في مراقبة السواحل الليبية لمنع تدفق امدادات السلاح على ليبيا وكذلك ايصال المساعدات الانسانية الى الشعب الليبي عبر مطار بنغازي بشرقي ليبيا حيث ستقوم طواقم تركية بادارة المطار لاستقبال المعونات ومواد الاغاثة الانسانية.

واشار الى قافلة مساعدات قدمتها تركيا للشعب الليبي الاسبوع الماضي مكونة من خمس شاحنات محملة بمواد الاغاثة كما قدمت مساعدات مالية قيمتها اربعة ملايين دولار لتمويل جهود الاغاثة الانسانية. وعن الاحتجاجات في مدن سورية قال ان الرئيس السوري بشار الاسد يحظى بتقدير كبير بين ابناء شعبه ويحتفظ بعلاقات طيبة مع طوائف الشعب السوري لكنه اعتبر ان الاعتماد على هذه العلاقة ليست كافية بين الحاكم والمحكوم اذ يتعين عليه الاستجابة للمطالب الشعبي باجراء اصلاحات.

وكشف ان اردوغان حذر الاسد في اتصال هاتفي من تحول سوريا الى ليبيا ثانية مالم يقدم على ادخال اصلاحات جذرية وسريعة تستجيب للمطالب الشعبية واوفد لهذا الغرض مدير المخابرات التركية حقان فيدان الى دمشق الاسبوع الماضي.

وقال ان مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان كانت في انقرة الاسبوع الماضي واكدت للقيادة التركية ان الرئيس الاسد على قناعة تامة بان الاصلاح امر لا مفر منه وانه على استعداد لتلبية المطالب الشعبية بهذا الشان.

وعن اوضاع مملكة البحرين قال المستشار ابراهيم الكن ان ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد ال خليفة اكد في زيارة لتركيا في فبراير الماضي قبل اندلاع الاضطرابات في بلاده ان الحكومة جادة في تلبية المطالب الشعبية وانها دشنت حوارا مع المعارضة لبحث هذه المطالب.

واضاف انه مع الاسف ان الموقف اشتعل بين المعارضة والسلطة وادى الى صدامات اوقعت ضحايا وخسائر مادية موضحا ان الجانب التركي مازال يامل بان الخلاف بين المعارضة والسلطة في البحرين سيجد طريقه للحل عبر الحوار والاصلاح الذي يلبي الطموحات الشعبية.

واعرب عن اعتقاده بان استعانة البحرين بقوات خليجية لحماية المواقع الحيوية والحساسة في البلاد هو قرار سيادي لكنه اكد ان الموقف التركي يامل بانسحاب هذه القوات قريبا حالما يعود الاستقرار الى المملكة.
ورأى ان المسيرة الديمقراطية في المنطقة العربية لن تتوقف وان تركيا على قناعة تامة بان المنطقة حبلى بالتحولات الداخلية سواء سلمية او عنيفة معربا عن الامل بان تدرك القوى الحاكمة اهمية الاستجابة للمطالب الشعبية قبل وقوع الخطر.