عناصر من الثوار تحتفل قرب بني وليد

لندن: كشف جهاديون يعملون في صفوف الثوار الليبيين عن خطط لتقويض الحكم الذي سيُقام على انقاض نظام القذافي واقامة دولة اسلامية في ليبيا، كما افادت تقارير لأجهزة الاستخبارات الأميركية.

وقال مسؤولون اميركيون ان الاستخبارات تكثف نشاطها في مراقبة العناصر الاسلامية بين الثوار الليبيين. وحذر تقرير رسمي من ان المتطرفين رُصدوا وهم يعدون خططهم الاستراتيجية على مواقع الكترونية
طارحين فيها سبل اقامة دولة اسلامية في ليبيا بعد هزيمة العقيد معمر القذافي.

وجاء في التقرير ان العديد من المشاركين في هذه المنابر الالكترونية دعوا الى نقل المعركة بعد المرحلة الانتقالية، الى مواجهة ضد الثوار العلمانيين واعضاء المجلس الوطني الانتقالي. وحاول مسؤولون اميركيون التقليل من شأن هذه الدعوات بالاشارة الى ان مثل هذه الأقوال التي تُنشر على الانترنت لا تكون دائما مؤشرا دقيقا لمخططات الجهاديين.

وقال التقرير quot;ان قوة الجهاديين ونفوذهم على الأرض ليس معروفا على وجه التأكيد في الوقت الحاضرquot;. ولكن التقرير اضاف ان تخطيط الجهاديين يتزامن مع ظهور ابو عبد الله الصادق القيادي السابق في الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة التي ترتبط بتنظيم القاعدة، وهو الآن مسؤول قيادي في الثورة يُعرف باسم عبد الحكيم بلحاج الذي قاد وحدة من الثوار في عملية اقتحام مجمع باب العزيزية.

ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن مسؤول اميركي مطلع على تقارير الاستخبارات الاميركية من المنطقة ان هناك اسبابا للقلق من بقاء اعضاء في الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة على ارتباطهم بتنظيم القاعدة فيما يعلن آخرون نبذ ارتباطاتهم بالتنظيم من باب quot;المظاهرquot;.

واشار المسؤول الى ان بعض اعضاء الجماعة ارتبطوا بتنظيم القاعدة في السودان أو افغانستان أو باكستان وان البعض الآخر انهوا علاقتهم بالقاعدة تماما. ويبدو من اقوالهم ودعمهم للديمقراطية في ليبيا ان هذا الجناح من الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة لا يؤيد القاعدة quot;وسنراقب بكل تأكيد لنرى ما إذا كان ذلك حقيقا أم ادعاءquot;، بحسب المسؤول.

وقال مسؤول في البنتاغون ان من المرجح ان يظهر اسلاميون في مواقع السلطة نتيجة المخاض المتوقع بعد سقوط نظام القذافي وان الغرب سيتحمل قسطا من المسؤولية عن ذلك. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن هذا المسؤول قوله quot;اننا نساعد في تعبيد الطريق امامهمquot; من خلال غارات حلف شمالي الأطلسي وأشكال اخرى من الدعم.

وكان الليبي نعمان بن عثمان، العنصر السابق في تنظيم القاعدة، قال في تصريح لصحيفة واشنطن تايمز ان زهاء 1000 جهادي يعملون في الخفاء في ليبيا. وتشير الحوارات المرصودة على الانترنت الى ان الاسلاميين الليبيين يعتبرون سقوط طرابلس بيد الثوار المرحلة الأولى في المعركة من اجل السيطرة على ليبيا. وعلى الجهاديين ان يعدوا انفسهم للمرحلة القادمة

وهي تصفية العناصر العلمانية في صفوف الثورة وازاحة المجلس الوطني الانتقالي. وكتب احد الجهاديين على موقع شموخ الاسلام ما معناه ان الحرب الحقيقية ستُخاض بعد سقوط الطاغية واقامة نظام نظام انتقالي ديمقراطي. ودعا جهادي آخر الاسلاميين الى الاسراع بالسيطرة على المدن ذات الموارد الاقتصادية والمواقع الاستراتيجية واقامة محاكم اسلامية فيها.

واقترح جهادي ثالث تعطيل المجلس الوطني الانتقالي لأنه لن يسمح لمن يدعون الى دولة اسلامية بالمشاركة في الحكومة الجديدة. واضاف ان المجلس يعرف ان مجرد التلميح الى تطبيق الشريعة سيدفع الدول
الغربية الى وقف دعمها.

وقال أحد الجهاديين في اطار هذه الحوارات ان المجلس الانتقالي يجب ان يُلغى ويُستعاض عنه بمجلس انتقالي من العلماء الجهاديين السلفيين الاسلاميين. ونقل موقع جهادي عن الناشط الاسلامي ايوب الجزائري
أن آلاف الاسلاميين في ليبيا تدربوا على يد القاعدة وهم quot;يعملون بصمت في خلايا نائمةquot;.

ودعا الجهاديين الى عدم الظهور في العلن لكي لا تنتبه الولايات المتحدة الى قوتهم. وقال تقرير الحكومة الاميركية ان هذه التعليقات تعكس نشاط الاسلاميين الذي تصاعد منذ سقوط طرابلس بيد الثوار ولكن عدد الاسلاميين المتطرفين وحجم نفوذهم أو سيطرتهم ليس معروفا.

وكان موقع ويكليكس نشر برقية دبلوماسية اميركية تاريخها 9 كانون الأول/ديسمبر 2009، تكشف ان نظام القذافي افرج عن أكثر من 200 جهادي بينهم نصف المسجونين من اعضاء الجماعة الليبية الاسلامية
المقاتلة بعدما اعلنوا نبذهم العنف وادعوا تبني قواعد جديدة للجهاد. وكانت تلك الخطوة مبادرة من سيف الاسلام نجل القذافي ومؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية.

وقال منتقدون ان الجهادين اجروا تغييرا في التكتيك وليس في الاستراتيجية لتأمين الافراج عنهم من السجن.